Site icon IMLebanon

اللمسات الأخيرة في لبنان على تحالفاتِ قانون “قابيل وهابيل”

يتّجه المشهد الانتخابي في لبنان الى مزيدٍ من «الحماوةِ» مع بدء العدّ العكسي لاكتمال ترشيحاتِ مختلف الأفرقاء الوازنين تمهيداً لولادة اللوائح الواجب تسجيلها قبل منتصف ليل 26-27 مارس الجاري بعد أن تكون «الروتشات» النهائية أُنجزتْ على التحالفات التي دخلتْ المفاوضات حولها في سباقٍ مع الوقت.

وفي حين يعلن رئيس الحكومة زعيم «تيار المستقبل» سعد الحريري غداً أسماء مرشحيه وبرنامجه الانتخابي السياسي – الاقتصادي في احتفالٍ يقام في «البيال» وذلك قبل 3 أيام من كشف حزب «القوات اللبنانية» أسماء مَن سيخوص انتخابات 6 مايو عبرهم في مهرجان يقام في «بلاتيا» – كسروان، شهدت معراب (حيث مقرّ رئيس «القوات» الدكتور سمير جعجع) أمس حركة لقاءات مكثفة كان أبرزها بين جعجع ووزير الثقافة غطاس خوري موفداً من الحريري.

ورغم الإيجابية التي خيّمتْ على لقاء جعجع – خوري، إلا أن الاتفاق النهائي على مختلف دوائر «التحالف الممكن» لم ينتهِ في انتظار أجوبة ستقدّمها «القوات» في اليومين المقبلين على مقترحاتٍ حملها موفد الحريري، وسط حسْم مسألة خوض الطرفين والى جانبهما الحزب التقدمي الاشتراكي (النائب وليد جنبلاط) الانتخابات في لائحة واحدة في دائرتيْ الشوف – عاليه وبعبدا، لتبقى الأنظار على إمكان ان يتوسّع هذا التحالف الثلاثي في اتجاه البقاع الغربي وراشيا، وان يتمدّد ثنائياً (المستقبل – القوات) نحو زحلة وبعلبك – الهرمل وعكار وصيدا- جزين، إضافة الى درْس مدى القدرة على تحقيق تحالف بين كل من «المستقبل» و«القوات» و«التيار الوطني الحر» (حزب الرئيس ميشال عون) في دائرة أو أخرى.

وقد أعلن الوزير خوري بعد اللقاء أنّ «قانون الإنتخاب الجديد فرض تنوّعاً بالتحالفات الإنتخابية في المناطق، وحيث يكون هناك إمكان للتحالف مع»القوات اللبنانية«سنتحالف»، موضحاً «استعرضنا كلّ المناطق الانتخابية الّتي يمكننا التحالف فيها، وتمّ الإتفاق على التحالف في منطقة الشوف وعاليه وبعبدا، مع«القوات»و«الحزب التقدمي الإشتراكي»، ونأمل أن نستكمل الاتفاق في مناطق أخرى»، ولافتاً إلى أنّنا عرضنا إمكان التحالف بين«القوات» و«المستقبل»و«التيار الحر»في بعض المناطق وننتظر الإجابات من الدكتور جعجع وفريقه في خلال اليومين المقبلين.

ورغم مشهدية تحالف 3 من الأركان الرئيسيين في قوى 14 آذار سابقاً، إما ثلاثياً في دوائر معيّنة أو ثنائياً في أخرى، إلا أنه لا يمكن التعاطي مع هذا الأمر على انه استعادة للاصطفاف العمودي الذي كان طبع مرحلة ما قبل التسوية السياسية التي أنهتْ الفراغ الرئاسي، بدليل ان الرئيس الحريري لا ينفكّ يُحْدِث «ربْطَ تَفاهُم» مع مرحلة ما بعد الانتخابات على قاعدة اعتبار «التوافق السياسي» عنوانها وضمانة استمرار الاستقرار بمعزل عن التوازنات الجديدة في برلمان 2018، ناهيك عن وجود دوائر سيكون فيها «المستقبل» متحالفاً مع «التيار الحر» الذي نسج في المقلب الآخر تحالفات مع «حزب الله» يُنتظر ان تتكرّس في دوائر مثل الشوف – عاليه وبعبدا وبيروت الثانية والبقاع الغربي.

وفيما يشكّل شعار «المنفعة» الانتخابية الخلفية التفاوضية الأبرز بين الأطراف بفعل طبيعة القانون الجديد الذي يعتمد النسبية للمرة الأولى (بلوائح مقفلة ومع صوت تفضيلي على مستوى القضاء) والذي وصفه وزير الداخلية نهاد المشنوق بأنه قانون «قابيل وهابيل» باعتبار «أنه يضع مصلحة المرشح فوق كل اعتبار ويجعل التنافس داخل اللائح الواحدة والحزب الواحد»، لفت ارتياح الرئيس الحريري في إدارة تحالفاته التي لم تتغيّر بعد زيارته الأخيرة للرياض والتي أبقتْ أمامه هامشاً واسعاً لرسْم خياراته بما يتلاءم مع رؤيته للوضع اللبناني واستقراره وديمومة التسوية السياسية، وفي الوقت نفسه عدم التفريط بعناصر «الصمود» بوجه جرّ لبنان بالكامل الى «الحضن الإيراني» والإبقاء على «خطوط الدفاع» عن المؤسسات في مواجهة الخشية من تمدُّد «حزب الله» اليها.

وفي موازاة تجديد الرياض الثقة بالحريري لإدارة المرحلة المقبلة بوصْفه عنصر التوازن – في بُعده الإقليمي – في الوضع اللبناني، فإن الدوائر السياسية التي تترقّب انخراطاً سعودياً وازناً في مؤتمرات الدعم الدولية للبنان (تنطلق من روما الخميس المقبل) وتتساءل اذا كانت المملكة في وارد معاودة العمل بهبة الثلاثة مليارات دولار التي كانت مخصصة لتسليح الجيش اللبناني قبل تجميدها منذ عامين، توقفت باهتمام أمام المعلومات التي تتحدّث عن قرار من الرياض بالإبقاء على سفيرها المعيّن حديثاً في لبنان وليد اليعقوب في بلاده والاتجاه الى معاودة إيفاد الوزير المفوّض وليد البخاري الى السفارة من دون ان يتّضح بأيّ مرتبة.

وفيما لوحظ أن اليعقوب لم يعد الى بيروت بعد انتهاء زيارة الحريري للرياض، فإن الاتجاه لتكليف البخاري مهمات البعثة الديبلوماسية وضعتْه دوائر مراقبة في سياق تكريس «الصفحة الجديدة» مع لبنان وطيّ مرحلة استقالة الحريري والتباساتها.

علماً ان تقارير تحدّثتْ عن حركة سعودية مرتقبة باتجاه لبنان الأسبوع الطالع، اذ أوردت «وكالة الأنباء المركزية» انه يتردّد ان وزير الخارجية السعودي عادل الجبير سيصل الى لبنان لتسليم البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي رسالةً من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ووزير الخارجية جبران باسيل دعوةً لزيارة الرياض، فيما سيقوم وفد وزاري – تقني بزيارة أخرى في إطار التحضير لمؤتمرات الدعم للبنان، وأولها روما 2 لدعم المؤسسات الأمنية والعسكرية اللبنانية.