Site icon IMLebanon

المرشحون الشباب… بين الإرث السياسي والرؤية العصرية

كتبت أماندا برادعي في صحيفة “الحياة”:

تشهد الانتخابات النيابية المقبلة في لبنان هجمة من الأبناء على مقاعد الآباء، فمن الجنوب إلى الشمال يترشّح العديد من الشبان للانتخابات عن المقاعد التي يشغلها آباؤهم، ومن أبرز هؤلاء: تيمور وليد جنبلاط: وطوني سليمان فرنجية: وزاهر وليد عيدو، وإبراهيم سمير عازار، وطارق طلال المرعبي، وسامي أحمد فتفت، ووليد وجيه البعريني، وإدي معلوف… وغيرهم. وهذه الظاهرة يعتبرها البعض توريثاً سياسياً فيما يرى آخرون أن من حقهم أن يترشحوا ولو كان آباؤهم نواباً.

«الحياة» حاورت ثلاثة من الأبناء المرشحين إلى مقاعد الآباء، بينهم ابن شقيق النائب الحالي إدغار معلوف.

يقول طارق المرعبي المرشح للمقعد السني في عكار (نجل الوزير والنائب السابق طلال المرعبي): «صحيح أنني تربيت في عائلة سياسية على مبادئ معينة في خدمة لبنان وكان الباب دائماً مفتوحاً، لكن لدي رؤية خاصة بي ونظرة تنطلق من كوني عضو المكتب السياسي في تيار المستقبل وأنا أملك رؤية تجاه إنماء المناطق النائية وتطويرها، ومطّلع جداً على الملف الإنمائي والشبابي لخلق فرص عمل». ويضيف: «قبل الإرث السياسي ودوره أنا أؤمن بالكفاءة، وهي الأساس». ويشدد على «ضرورة استغلال فرصة الإرث السياسي لوضع الخبرات في مصلحة الناس».

ويبدو برنامج المرعبي من ضمن برنامج «تيار المستقبل»، فهو يتابع سياسة الرئيس سعد الحريري تجاه المنطقة. ويقول: «الرئيس الحريري أعطى الدور الإنمائي لمنطقة عكار وهي سابقة لم تحصل. في عهده، تم تخصيص مبلغ 150 بليون ليرة لإنماء عكار، وشكل ذلك دفعاً لإنهاض العجلة الاقتصادية في المنطقة، وقد استحدثت شبكة طرق ، ويتم تشييد مهنيات وخلق فرص عمل للشباب»، مشيراً إلى أن «إقامة جامعة لبنانية في عكار تشجع الأهالي على تعليم أبنائهم في المنطقة».

والمرعبي عدا عن متابعته خطة إنماء عكار، سيعطي جهداً لموضوع الضمان الاجتماعي، لكن على قاعدة أن «يداً واحدة لا تصفّق». وهل يمكن أن يكون له رأي مخالف لرأي كتلته، يجيب: «أبدي رأيي، لكن أثق برئيس تيار المستقبل (الحريري) الذي بدوره يأخذ القرار المناسب والحكيم، لأن معطياته قد لا أملكها وربما تقود إلى مكان آخر».

أما كميل دوري شمعون، المرشح للمقعد الماروني في الشوف- عاليه، فيعيد في حديثه مع «الحياة» حنين الناس إلى حقبة جده الرئيس كميل نمر شمعون الذي عرف عهده رخاء تمتّع به اللبنانيون على رغم انتهائه بـ «ثورة»، ويقول كميل: «الخط الذي سار عليه الرئيس شمعون هو الوحيد الذي يمكن أن يوصل لبنان إلى العصر الذهبي الذي كان يعيشه لبنان على رغم عدم وجود نفط ولا مناجم ذهب آنذاك، لكن كان هناك حسن إدارة». ويشرح: «كل الموضوع هو موضوع إدارة مبنية على الكفاءات لا على المحسوبيات. كان خط كميل شمعون مبنياً على القانون والقضاء الذي يقود البلد، وهذا ما نفتقده اليوم. هذان الركنان هما الأساس للنهوض الاقتصادي في لبنان كما يجنبان ارتفاع نسبة الفقر في لبنان إلى 30 في المئة التي لم يشهدها في تاريخه». ويسأل: «كيف تأتي الشركات للاستثمار ولا توجد إدارة ولا قوانين تنظّم أعمالها وتطمئنها إلى سلامة استثماراتها وجدواها؟». ويطرح شمعون أولوية الإنماء الاقتصادي مقترحاً مجموعة من الإجراءات العملية كالنقل العام والسكك الحديد واستخدام النفايات في استخراج الكهرباء ما يحل الأزمتين معاً.

ويصرّ شمعون الذي يشير إلى أن «الكثير في القوانين اللبنانية مستمد من القوانين الفرنسية على بناء دولة القانون، فمن دون القانون لن تقوم قيامة دولة».

ويترشح إدي معلوف في دائرة المتن الشمالي على لائحة «التيار الوطني الحر» ليحل محل عمه إدغار معلوف.

لا يخرج إدي معلوف عن نطاق الخطاب التقليدي لـ «التيار الوطني الحر» ورئيسه الوزير جبران باسيل والذي يذكر دائماً بنضال التيار ضد «الوصاية السورية».

ولا يبدي معلوف آراء سياسية خارج النقاط المعروفة لسياسة «التيار الحر» وهو يعتقد أنه لا يمكن تحقيق أي إنجاز إلا ضمن مجموعة أو كتلة نيابية كبيرة تستطيع أن تفرض رأيها ورؤيتها في السياسة والاقتصاد وغيرهما. أما الإنجازات فيراها في استخراج النفط وإقامة السدود لتخزين المياه والدعم الدولي وتطبيق خطة وزارة الطاقة للكهرباء.

واتّفق المرشحون الثلاثة على أنهم سيكونون الأقرب إلى طموح الشباب في دولة عصرية تؤمّن فرص العمل بحسب الكفاءة.