كتب علي داود في صحيفة “الجمهورية”:
سلك المسارُ الانتخابي طريقه الى التنفيذ من خلال التحضيرات والاستعدادات وإطلاق الماكينات الانتخابية في كل الدوائر لا سيما في الجنوب الذي قسّمه القانون الانتخابي الى 3 دوائر.
تضمّ الدائرة الأولى: قضاءَي صيدا – جزين، والدائرة الثانية قضاءَي الزهراني- صور والثالثة تضمّ أقضية النبطية، بنت جبيل ومرجعيون- حاصبيا. لذلك فإنّ الأمور بدأت تنقشع شيئاً فشيئاً، فبعد التحالف بين حركة «أمل» و»حزب الله»، على مستوى كل الدوائر، فإنّ الايام المقبلة كفيلة بتظهير صورة التحالفات بين القوى والتيارات والأحزاب اللبنانية الاخرى ليكتمل المشهد الانتخابي منتصف الشهر الجاري على أبعد تقدير، تمهيداً لتسجيل اللوائح في وزارة الداخلية والتي تنتهي في 26 نيسان المقبل.
وبعدما اكتملت لائحة «الأمل والوفاء»، عن الدائرة الثالثة والتي تضمّ 11 مرشحاً والمؤلّفة من تحالف حركة «أمل» و»حزب الله»، والتي سجّلها عضو كتلة التنمية والتحرير النائب هاني قبيسي في وزارة الداخلية، فإنّ تيار «الانتماء اللبناني» برئاسة أحمد الأسعد شكّل بدوره اللائحة الثانية غير المكتملة وسُمّيت «فينا نغيّر» والتي تضمّ 8 مرشحين، فيما يحاول الحزب الشيوعي اللبناني تشكيل اللائحة الثالثة من ما يسمّيه «قوى الاعتراض والتغيير الديمقراطي» وهو في طور إعدادها.
وعلى مستوى الدائرة ذاتها شكّل كل من الإعلامي علي الامين عن بنت جبيل، أحمد اسماعيل عن النبطية، والصحافي مفيد قميحة عن مرجعيون – حاصبيا نواة لائحة «شبعنا حكي»، تحت عنوان «صوتك مش حكي، صوتك بغيّر»، وأعلنوا انها ستكون مفتوحة أمام المرشحين الذين يلتقون معهم من قوى الاعتراض، أي من الحزب الشيوعي والتيار الأسعدي حسبما تلا الامين برنامجها الانتخابي والذي قال لـ»الجمهورية»: «إننا سنتّصل بكل قوى الاعتراض على تنوّعها لأنّ اختراق لائحة التحالف الأحادية «أمل» و»حزب الله»، هدفنا السياسي وليس غايتنا الانتخابية، من هنا نتواصل مع كل قوى الاعتراض لنكون في لائحة واحدة على مستوى الدائرة تكون مكتملة وطموحنا الوصول الى لائحة واحدة وإن تطلّب ذلك انسحاب عدد من المرشحين الذين نلتقي معهم».
وأضاف الأمين: «الغاية من ترشّحنا، تشكيل لائحة واحدة للاعتراض الجنوبي المتنوّع في وجه لائحة الاحادية الحزبية المتكرّرة منذ 26 عاماً، معلناً مدّ اليد لكل القوى والشخصيات المعترضة، والاستعداد لجعل نواة لائحة «شبعنا حكي» جسر عبور لهدف أسمى، هو لائحة توحيد الاعتراض.
من جهته، قال رئيس الماكينة الانتخابية لحركة «أمل» في قضاء النبطية النائب هاني قبيسي لـ»الجمهورية» إننا نرفض «ما يُسرّب لهذه المنطقة من أموال ولغة سياسية لم نعتد عليها ولأشخاص يتبارون على شاشات التلفزة في زمن الانتخابات وهم لا يعرفون الجنوب ولا يشاركون أهله أفراحهم وأحزانهم، هؤلاء الاشخاص يدّعون بأنهم يمثلون أبناءَ هذه المنطقة في الانتخابات فقط، هذا الجنوب هو واحة خضراء يرحّب بالجميع لنخوض معاً انتخابات ديموقراطية وبحرّية تامة ولكل الاطراف».
وأوضح «أننا نثق بأهلنا وبهذا الجنوب وانتمائه وبرسالة المقاومين، فلا أحد يتاجر بهذه المنطقة إلّا مَن يدّعي تمثيلها وهو بعيد كل البعد منها، ومَن يريد تنافساً حرّاً ديمقراطياً فهذا الجنوب مفتوح امام الجميع».
إشارة الى أنّ عدد ناخبي الدائرة الثالثة في الجنوب وصل الى 460 ألف ناخب.