يواصل النظام السوري هجومه العنيف على بلدات ومدن الغوطة الشرقية مدعوماً بالميليشيات الموالية وبغطاء روسي كثيف، موقعاً المزيد من الضحايا في صفوف المدنيين، ووسط الحديث عن محاولة قيل إنها فردية للتوصل إلى اتفاق على غرار اتفاقات سابقة سمحت بمغادرة المقاتلين وعائلاتهم نفى وائل علوان، المتحدث الرسمي باسم فيلق الرحمن أي مفاوضات للخروج من الغوطة الشرقية. ولا تغادر طائرات النظام وروسيا سماء الغوطة الشرقية إلا لتعود إليها محملة بالقذائف التي تبدد سكون المكان.
وتجدد القصف الجوي والصاروخي على غوطة دمشق موقعاً قتلى وجرحى في صوف المدنيين، وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان طال القصف مناطق في مدينة عربين وبلدة جسرين. وكانت قوات النظام حققت تقدماً في محيط مدينة حرستا، ووصلت إلى طريق دوما-حرستا وفصلت المدينتين ناريًا عن بعضهما. وتمثل بلدة مديرا نقطة فاصلة لقوات النظام والميليشيات المساندة لها في خطتها لعزل مدينة دوما عن المناطق الجنوبية. وأشارت مصادر عسكرية إلى “حرب عصابات” تدور في مناطق بالقرب من بلدة حمورية التي تتضارب الأنباء بشأن مفاوضات تجري لإخراج مدنيين وعسكريين منها.
وبحسب مصادر محلية فقد التقت لجنة تضم مسؤولين محليين في مدينة حمورية مع ممثلين عن النظام للتفاوض، حيث ناقشت اللجنة عرضاً يتضمن خروج المدنيين والمقاتلين الراغبين من المدينة إلى مناطق أخرى تسيطر عليها الفصائل المعارضة ومنها إدلب أو درعا. وفي حال فشل مفاوضات الإجلاء سيستكمل النظام العملية العسكرية لتشمل حمورية، بحسب المصادر .
وبينما أكد المرصد السوري استمرار المفاوضات التي قد يتخذ بشأنها قرارا في أي لحظة، نفت أبرز فصائل الغوطة الشرقية مشاركتها في أي مفاوضات مع النظام. ونقل المرصد عن قيادات في “جيش الإسلام” و”فيلق الرحمن” رفضهم أي عملية إجلاء من الغوطة، وخلال سنوات النزاع، شهدت مناطق سورية عدة عمليات إجلاء لآلاف المقاتلين والمدنيين، بموجب اتفاقات مع قوات النظام إثر حملات عسكرية عنيفة من أبرزها الخروج من حلب.