نظم “التيار الوطني الحر” عشاءه السنوي التمويلي، الثامنة والنصف مساء ذكرى 14 آذار في “الفوروم دو بيروت”، بحضور شخصيات سياسية واقتصادية واجتماعية واعلامية وحزبيين ومناصرين.
والقى رئيس التيار الوزير جبران باسيل كلمة بالمناسبة قال فيها:”اصدقاءنا ومناصرينا – ايها اللبنانيون، مرة جديدة في 14 آذار، تأتي ذكرى التحرير ال 29 لتجدنا بانتظارها.سنة بعد اخرى، تأتي الايام وتذهب، تأتي الناس وتذهب، الا نحن والتحرير ثابتون.
الحرب افلت وبقي التحرير، الطارئون على التاريخ رحلوا وبقينا نلتقي والذكرى لنعيش معنى التحرير، لأننا عشنا تحرير الأرض ودفعنا الثمن، ونحن اليوم نعيش تحرير المواطن (من الارتهان) والدولة (من الفساد) وندفع الثمن.
14 آذار هو الذي اطلق التحرير ضد الاحتلال عسكريا،
هو الذي قاوم الوصاية شعبيا،
هي الذي انتج قانون محاسبة سوريا سياسيا،
14 آذار هو لحظة تقاطع بين قائد وشعب غيرت مفهوم الوطن وحققت مشروعا وطنيا كبيرا ولد من رحمه التيار الوطني الحر.
تاريخيا، الاوطان تمر بلحظات تلاق استثنائية لا بتتكرر بسهولة، عشنا مثلها في القرن السابع عشر مع فخر الدين، نفي وتشكلت وقتها نواة الوطن اللبناني.
لحظة آذار 89 مع ميشال عون انتجت ارادة تحرير الارض والقرار، والأهم انها نقضت مفهوما خاطئا تربينا عليه مفاده “ان قوة لبنان في ضعفه”، وحلت مكانه فكرة “لبنان القوي” التي اسست لمشروع الدولة القوية وركيزتها الجيش اللبناني وليس الميليشيات، وبعدها جاء تحرير لبنان من الاحتلال الاسرائيلي في 2000، ومن الوصاية السورية في 2005، وكسر اسرائيل في حرب تموز 2006 وطرد الارهاب في آب 2017… هذا هو جوهر التفاهم بيننا وبين حزب الله، حماية لبنان وقوته.
بالنسبة لنا، كل شيء يأتي ويزو الا الكرامة الوطنية تبقى، وهي التي تخلصنا في الأزمات الكبيرة “ولأنك كرامتنا” قلنا لك “لا يهمك! نتابع بكرامة ولا شيء يوقفنا”.
ايها الاصدقاء والرفاق،
الخيار ذاته واضح من الـ 89، قائد وشعب اختارا التحرير وطبقة سياسية بمعظمها اختارت الخارج. من وقتها ما انطفأت شعلة النضال والمقاومة، بالعكس تحول الوجع الى قوة جعلتنا نرفض الاستسلام بأصعب الظروف، وعندما عدنا في 2005 اكتشفنا انهم يريدون نقلنا من وصاية الى اخرى، فرفضنا وواجهنا لأن الحرية هي ذاتها، والهدف صار تحرير المواطن بدل الارض، وتحرير الشراكة من “الاعتقال الرباعي”، بقوة الميثاق والحق.
يا أصدقائي،
وجدنا انفسنا وحيدين في 2005، فقلنا “نكمل ولا شيء يوقفنا” وانتصرنا، واستمررنا بالنضال ومررنا باثنتي عشرة سنة صعبة وطويلة – تأليف حكومات، وانتخابات رئاسة ونيابة وحروب اسرائيل وارهاب- وآخر ما تحملناه وحملناه للبلد سنتان ونصف السنة فراغ حتى عادت رئاسة الجمهورية لاصحابها ورجع القصر لشعبه. لكن المعركة بعد ذلك اضحت اصعب، لأنها صارت تحرير مؤسسات الدولة من الميليشيات المدنية(كنا في الحرب بمواجهة البذلة العسكرية، الآن بذلة مدنية ومع ربطة عنق ايضا).
16 شهرا صعبة مرت لأننا وحدنا من جديد بمواجهة المافيا، ولأن انتظارات الناس منا اكبر ومسؤولياتنا اكبر واوسع.
حققنا الكثير لكن لا يزال هناك الكثير “نحنا نكمل، ولو وحدنا، ولا شيء يوقفنا”
لكن عليكم انتم ان تقرروا في هذه الانتخابات اذا كنتم ستكملون معنا لنعمل بعد اكثر وبسرعة اكبر.
لا تنغشوا، هناك الكثيرون ممن ركبوا موجة التحرير يريدون ان يركبوا موجة التغيير.
التغيير ومحاربة الفساد اليوم موضة او موجة، لكن الموجة موجة وستخمد ويخمدون معها، ويرحلوا مثلما رحلوا اليوم مع ذكرى التحرير لأنهم في الاصل لا تحرير ولا اصلاح وسيعودون الى اصلهم.
اما نحن فتيار جارف ولسنا موجة عابرة، كما الماء نحن، رغبة الحياة المتدفقة، ننحت الصخر قطرة قطرة، طاقتنا هادرة تخمد العاصفة بالسكون، امواجنا عاتية تحركها نسمات الحرية الرقيقة.
لن نتوقف حتى نحرر المواطن من الاذلال والتبعية ونحرر المؤسسات من الفساد والميليشيات، لا تخافوا نحن اليوم اقوى بدأنا وحققنا، معركة تحرير المواطن من الاقطاع وتحريره من الحاجة للسياسيين ليأخذ حقوقه المعيشية، قطعنا اكثر من نصفها والبرهان نحن امامكم وكل الذين ترشحوا للانتخابات وهم اكثر من ألف مرشح. كسرنا حاجز الخوف في معركة تحرير المؤسسات من ذهنية الميليشيا ولم يبق هناك من محظورات، لأن الناس قرفت من ميليشيا الادارة اليوم مثلما قرفت من ميليشيا العسكر بالامس . والناس في الانتخابات ستطردهم من الادارة، تماما مثل ما طردت الميليشيا من الشوارع بعد الحرب.
لا تخافوا، نحن اليوم أقوى، حين كنا وحدنا لم نخف من وصاية واحتلال، أنخاف اليوم من بعض تسلط الداخل وشعبنا معنا؟
كما الماء نحن – رغبة الحياه المتدفقة- ضغطنا يسحق الظلم والموت، قادرون على ان نكون مناضلين، وفي كل مناضل منا جندي، وفي كل جندي منا قائد وفي كل قائد منا رئيس.
لا تخافوا، وحده التيار لا يخاف من مواجهة الخارج مهما كبر، ووحده التيار لا يخاف من كسر محرمات الداخل مهما قدمت.هذا هو التيار القوي.
ايها الاصدقاء،
-التيار القوي، انها فلسفة التيار القوي الذي تتكامل قوته مع تكامل عناصر ثلاثة:
1 – التيار قضية: هو امين على قضية لبنان الرسالة.
تاريخه عرق نضال ودم شهادة لا يمكن للضمير ان يفرط بها، حاضره عهد رئيس جاء من رحم التضحيات لتحقيق الشراكة الميثاقية، ومستقبله وعد بتحويله الى مؤسسة وجعل لبنان دولة حقيقية.
2 – التيار مؤسسة: وعدنا يتحقق والتيار اتخذ له نطاما يطبق واعرافا تحترم ومواعيد تثبت ونشاطات تتم دوريا، ومشورة قائمة في السياسة وانتخابات داخلية حاصلة حتى للنيابة، وفيه مؤسسات وجمعيات وشركات تتشكل ولجان دراسات تؤلف وتمويل ذاتي بدأ يتكون، وهكذا سيكون التيار المؤسسة الضامنة لابنائه ولكم.
(وهذا مبنى التيار الذي تمولونه – ونشكر من ساهم فيه- سينطلق اليوم ليكون باكورة المشاريع التي تحفظ استقلاليتنا المالية مصانة من اي تأثير خارجي او اغراء داخلي، فيكون استثمار اللبنانيين في مشاريعنا استثمارا في مشروع وطن).
3 – التيار مشروع: ومشروعنا هو بناء الدولة، وليس لدينا غيرها خيارا او مرجعية، دولتنا ليست دويلات الميليشيات في الحرب ولا مزارع الاقطاعات في السلم – دولتنا قانون يطبق وحق يعطى.
ولبنان ليس وطنا للوصايات، ولا هو وطن نزوح ولا هو وطن لجوء.لبنان للبنانيين، وهذه ليست عنصرية هذه وطنية ولبنانية!
ايها المناصرون والاصدقاء،
اذا كنا نريد للعهد ان يستمر بمسيرته وبانجازاته، من الضروري ان يكون التيار دعامته، يكون قويا بكتلته النيابية لنصل الى حكومة العهد الأولى بكتلة وزارية قوية، لأن هذه فكرة الرئيس القوي بأساسها، قوي ليس فقط بشخصه وشخصيته بل بكتلته وشعبه ليترجم القوة مكانة في النظام ودورا في الحكم وشراكة في البلد، والا فعلى الميثاق والدستور السلام!!
اصدقائي،
الضعيف يأخذ من الدولة من دون ان يضيف عليها شيئا، فتضعف الدولة وتصبح في خدمة النافذين، واذا اصبح فرد او فريق فيه اقوى منه ينتهي البلد.
اما اذا اعطى كل قوي الدولة قوة فتصبح هي الأقوى ويصبح الجميع في خدمتها.
التيار لم يأخذ من الدولة يوما مشاريع او تنفيعات بل سيعطيها من نضالاته وطاقاته لتكون ادارتها اكفأ واقدر وماليتها امتن وانظف.
والتيار عندما تساعدونه، كما اليوم، وانتم تدركون الا مقابل منه لكم في الدولة او على حسابها، جل ما في الامر حقكم بتكافؤ الفرص والشفافية في المشاريع المفيدة.
والتيار لا يعطي مالا للناخبين بل يعطيهم مجال حياة افضل وفرص عمل في البلد يستخرجون منها المال، لأن من يدفع المال الطائل للحصول على نيابة فانما يقوم باستثمار تجاري يتوقع منه مردودا اكبر مما دفع وذلك بكون على حساب المواطن والدولة.
اصدقائي،
كل مال سياسي، وخصوضا المستورد منه، هو اضعاف للدولة امام سياسييها، فيما الدولة القوية بحاجة الى رجالات دولة يؤمنون لها المداخيل العالية من ثرواتها.
واقول اكثر: سياسي صغير من يستقوي على دولته بماله، وهذا يفرغها من الداخل، وعميل كبير من يستقوي على دولته بنفوذ مستورد، وهذذا يقوضها من الخارج،
اما نحن، كما الماء ، رغبة الحياة المتدفقة لا حدود لنا، لكننا قادرون ان نأخذ اي شكل وقادرون ان نكون في كل مكان وزمان في خدمة وطننا.
ايها اللبنانيون، الفرصة هي اليوم للدولة القوية مع وصول العماد عون، واعمدتها كثيرة وعددتها بأكثر من عشرين، سنتكلم عنهم في مهرجاننا الانتخابي المركزي لإعلان برنامجنا ومرشحينا ولوائحنا في 24 آذار في هذا المكان – اذكر بعضهم الآن بأن اتحدث عن جيش قوي يحمي السيادة والاستقلال. اترككم لحضور مؤتمر روما 2 لدعم الجيش وتمكينه.
وعن سياسة خارجية مستقلة موضوعة في خدمة الجمهورية وليس في خدمة مصالح الخارج لتتمكن من التصدي لسفير او وزير او رئيس دولة حالم ان يحل مشكلة شعب ثان على حساب شعبنا.
وعن اقتصاد صلب ركيزته ثروات لبنان وانتاجه لأن تحرير لبنان اقتصاديا هو الذي يمكنه من تحرير قراره السياسي.
وعن ادارة نظيفة ورشيدة وعلى رأسها رئيس قوي ومجلس نيابي ممثل حقيقي لشعبه وحكومة فاعلة وهذا كلّه في ظل وحدة اللبنانيين وعيشهم بكنف الصيغة والميثاق.
ايها اللبنانيون، التيار اكبر من حزب حجما واوسع منه فكرا، وهذا من اجلكم انتم المناصرون ومن اجل ان يشعر كل اللبنانيين اننا لسنا ناديا مغلقا لأعضائه الملتزمين ولو كانت لهم افضلية نظامية، ولكنه يمثلكم، ودوركم فيه محفوظ مكانا ومكانة كما ترغبون.
عندما تساهمون في تقوية التيار، فانما انتم تضمنون اولادكم وتقوون لبنان.
واسألوا انفسكم ماذا كان حصل بالبلد لو لم يكن التيار موجودا؟
وماذا يحصل اذا غاب التيار؟ التيار هنا وسيبقى هنا، وفي الطليعة، مدافعا، مهاجما او رابط اللبنانيين بوحدتهم.
اتكلوا عليه ولا تخافوا… وسنكمل وما من شيء يوقفنا. مسيرة النضال التي بدأت في العام 1989 مستمرة بالجوهر نفسه. كونوا فخورين بكل انجازاتنا، ولكن ممنوع النوم على الأمجاد لأن معركتنا طويلة ونفسنا اطول, طاقتنا ايجابية، وتيارنا مبني على الصخر وابواب الجحيم لن تقوى علينا.
كما الماء نحن، رغبة الحياة المتدفقة ولا شيء لا شيء، يوقفنا.
عشتم، عاش التيار وعاش لبنان.