كتب عماد مرمل في صحيفة “الجمهورية”: مع إخلاء سبيل الممثل زياد عيتاني بعد التبرئة القضائية له من تهمة العمالة لإسرائيل، يكون فصل من هذا الملف-اللغز قد طوي، ليُفتح في المقابل فصل جديد مشرّع على كل الاحتمالات والفرضيات، في أعقاب إصدار قاضي التحقيق العسكري الاول رياض ابو غيدا مذكرة توقيف بحق المقدّم في قوى الامن الداخلي سوزان الحاج التي خاضت امس مواجهة مباشرة مع المقرصن الموقوف ايلي غبش، بإشراف ابو غيدا.
أفضَت المواجهة بين الحاج وغبش، وفق المؤشرات الاولية، الى مزيد من الغموض والحيرة في هذه القضية، بعدما استمرت الحاج في إنكار أقوال غبش، رافضة اتهامه لها بأنها هي التي كلّفته بفَبركة ملف التعامل لعيتاني، فيما بَدت التسجيلات الصوتية قابلة للتأويل والاجتهاد، وفق مصادر الدفاع عن الرئيسة السابقة لمكتب مكافحة جرائم المعلوماتية في قوى الامن.
ومن الواضح انّ مهمة شاقة تنتظر وكيل الدفاع عن سوزان الحاج، الوزير السابق المحامي رشيد درباس، الذي حضر أمس جلسة المواجهة مع غبش، على امتداد قرابة أربع ساعات.
ولكن ما الذي دفع درباس الى قبول التصدي لهذه القضية، برغم ما تنطوي عليه من حساسية فائقة، ولماذا قرر ان يخوض هذه المغامرة التي لا تخلو من المخاطرة، بعد مسيرته الحافلة مهنياً وسياسياً؟
يقول درباس لـ«الجمهورية» انّ «آل حبيش هم أصدقاء لي، ومعروف عنّي انني وَفيّ لأصدقائي ولا أتركهم، خصوصاً عندما يواجهون أزمة، وهذا ما أفعله حالياً إذ وجدتُ انّ من واجبي ان أقف الى جانب عائلة سوزان الحاج حبيش، ثم انني مقتنع ببراءة المقدّم سوزان، وأعتقد انّ وضعها مريح في القضية، وهناك أمور عدة في الملف تَصبّ في هذا الاتجاه، لكنني لا استطيع ان أتوسّع في التفاصيل حرصاً على سرية التحقيق».
ويضيف: «للعلم، أنا توقفتُ منذ سنين طويلة عن حضور جلسات التحقيق والمحاكمة، إلا أنني أمضيتُ اربع ساعات في جلسة التحقيق مع سوزان الحاج وقبلها أمضيتُ اربع ساعات أخرى كذلك، لأنني متحمّس لهذه القضية، وأنا أعتبر انه لا يجب ان تزر وازرة وزر اخرى، ولا ينبغي ان يكون صوت الطبل هو الأعلى في الأوركسترا، بمعنى انه من غير المقبول ان تتحكّم البروباغندا الاعلامية بمسار هذا الملف».
ويشير الى انه سبق له كمحام أن تولّى في الماضي قضايا أساسية تتعلق بشخصيات تتعاطى الشأن العام أو السياسة، «وقد وفّقني الله فيها، وأتمنى ان يتكرر الأمر مجدداً وان أوفّق ايضاً في إحقاق الحق في هذه القضية التي أدعو الى سحبها من دائرة التجاذب الانتخابي والسياسي، حتى يأخذ المسار القضائي مجراه بعيداً من المؤثرات الجانبية».
وحول انطباعاته عن جلسة المواجهة بين الحاج وغبش، يقول: «لقد خرجتُ مسروراً بموكلتي التي كانت متعاونة ومتمكّنة، وكان لديها جواب لكل سؤال، ولم يظهر عليها ايّ مؤشّر ضعف او إرباك، وهي واجهَت القول بالقول والحجّة بالحجّة، كما لا يسعني سوى أن أشيد بسلوك القاضي ابو غيدا الذي أعتبره رجلاً ممتازاً وأنا فخور بطريقة مقاربته للملف، وهو مهذّب في التعاطي مع موكلتي وحريص على ان يناديها بـ»حضرة المقدّم».
وعمّا إذا كان يخشى من أن تؤدي مرافعته عن المقدّم الحاج الى انعكاسات سلبية عليه في بيئته؟ يؤكد درباس انه لا يتعاطى مع الامور من زاوية طائفية او مذهبية، «بل انني أنتمي الى افكاري وقناعاتي حصراً، ثم انني لست مرشّحاً الى الانتخابات النيابية ولا أعتمدها مقياساً لخياراتي ومواقفي، إضافة الى انّ من حقّي كمحام ان أتولى المرافعة عن هذه القضية أو تلك».