كتبت كارولين عاكوم في صحيفة “الشرق الأوسط”:
حسم «حزب الكتائب» تحالفه مع «حزب القوات اللبنانية» في دائرتي زحلة في البقاع، وبيروت الأولى، في وقت تضاربت فيه المعلومات حول إمكانية انسحاب هذا الاتفاق على دوائر أخرى أبرزها بعبدا وكسروان. ففي حين كان «الكتائب» المعارض واضحا في أن تحالفه مع «القوات» لضرورة المصلحة الانتخابية، فقط، في هاتين الدائرتين بعد تعثر التوافق مع المجتمع المدني والمستقلين، يلفت «القوات» إلى أن المفاوضات مستمرة بين الطرفين حول دائرتي كسروان وبعبدا.
ويؤكد كل من مسؤول الإعلام والتواصل في «القوات» شارل جبور وعضو المكتب السياسي في «الكتائب» سيرج داغر، أن الطرفين اتفقا على خوض المعركة سويا في زحلة وبيروت الأولى وأن ما يجمعهما بشكل أساسي هو محاربة الفساد ورفض السلاح خارج الدولة مع اختلافهما في قضايا أخرى، علما بأن «القوات» يعتبر أحد أحزاب السلطة التي يخوض «الكتائب» معركته الانتخابية ضدها.
ويوضح داغر لـ«الشرق الأوسط»: «تحالفنا الأساسي والاستراتيجي في معظم الدوائر هو مع المجتمع المدني وقوى التغيير والشخصيات المستقلة، لكن وبعدما فشل التوافق مع هذا الفريق في بيروت الأولى وفي ظل عدم وجوده في زحلة، لم يكن أمامنا إلا البحث عن الجهة الأقرب لنا فكان (القوات) الذي لا شك أنه ليس الخيار الأول إنما الأفضل لظروف المعركة الانتخابية»، مضيفا: «من هنا يمكن التأكيد على أن تحالفاتنا وإن اختلفت في بعض الأحيان لضرورات انتخابية إنما بالتأكيد من دون أن تتعارض مع مبادئنا».
من جهته، يرى جبور في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن الكتائب وإن كان حزبا معارضا للسلطة إنما تحالفه مع القوات يأتي من باب علمه بأن الأخير يمارس المعارضة من داخل هذه السلطة كما كان «الكتائب» قبل خروجه من الحكومة، ويضيف: «من الطبيعي أن يتحالف حزبان تجمعهما عناوين ومبادئ مشتركة رغم بعض الاختلافات ومن غير الطبيعي أن يتحول هذا الأمر إلى عداوة، على أن يحكم حجم كل طرف هذه العلاقة السياسية»، مع تشديده على أن حظوظ هذا التحالف بالفوز مرتفعة في هاتين الدائرتين واصفا المزاج الشعبي فيهما بـ«السيادي والمناضل».
ويتضارب موقف الطرفين حول إمكانية انسحاب التحالف على دوائر أخرى، إذ ورغم تأكيد جبور أن هناك مباحثات بينهما حول دائرتي بعبدا وكسروان، ينفي داغر هذا الأمر ويشدد على أن الاتفاق يقتصر فقط على زحلة وبيروت مع تأكيده على أنه لن يؤثر على علاقة الكتائب بالمجتمع المدني كما على قرار قاعدته الشعبية التي هي على ثقة بخياراته.
ويخوض «الكتائب» و«القوات» معركتهما إلى جانب النائب ميشال فرعون وعدد من الشخصيات المستقلة في بيروت الأولى التي يشكل المسيحيون معظم أصواتها، في مواجهة لائحة «المجتمع المدني» الذي لم يحسم قراره بالتحالف في لائحة واحدة أو أكثر، إضافة إلى لائحة تجمع «التيار الوطني الحر» وحزب الطاشناق الأرمني بدعم من «تيار المستقبل» الذي سيمنحها أصوات مناصريه من السنة، لعدم وجود مرشح سني في الدائرة.
وفي دائرة زحلة، من المرجح أيضا أن يواجه الحليفان «لائحة» المستقبل والتيار الوطني الحر والطاشناق في وقت لم تحسم لغاية الآن رئيسة الكتلة الشعبية ميرسام سكاف موقفها النهائي.
ويشرح الباحث في «الدولية للمعلومات» محمد شمس الدين الواقع الانتخابي في زحلة وبيروت بالقول: «في بيروت الأولى، التي تضم الأشرفية – المدور – الرميل – الصيفي، الكلمة الفصل هي للصوت الأرمني الذي يقدر بنحو 40 في المائة من الناخبين»، موضحا، أن «مشاركة الأرمن هي التي ستحدد مسار المعركة علما بأن حزب الطاشناق الذي يشكل القوة الأبرز يتحالف مع اللائحة المنافسة».
ويقدر عدد الناخبين في هذه الدائرة بـ136 ألفا، ينتخبون ستة نواب هم: نائب من الأرمن أرثوذكس، ونائب من الأرمن الكاثوليك، وواحد أقليات، ونائب ماروني، وآخر من الروم الأرثوذكس ومن الروم الكاثوليك.
أما في زحلة، يقول شمس الدين، إن «التحالف في زحلة بين الحزبين المسيحيين هو تضحية من الكتائب لصالح القوات التي قد تفوز بنائبين بعد رفع حاصل اللائحة الانتخابي، وذلك في ظل صعوبة فوز مرشح الأول، إيلي ماروني بالمقعد الذي من المرجح أن يكون من صالح مرشح التيار الوطني الحر»، مضيفا: «لكن هذا التنازل لا بد أن يقدمه الكتائب سعيا وراء الحصول على تنازل من القوات لسحب مرشحه في دائرة الشمال الثالثة كي يتمكن من إيصال مرشحه سامر سعادة».
ويبلغ عدد الناخبين في زحلة نحو 173 ألف ناخب، بينما يتوزع عدد المقاعد على 2 روم كاثوليك، 1 سنّي، 1 ماروني، 1 شيعي، 1 روم أرثوذكس، 1 أرمن أرثوذكس.