Site icon IMLebanon

«تيار» جزين في بعبدا اليوم… ومواجهة مرتقبة بين «القوات» و«المستقبل»

كتب ألان سركيس في صحيفة “الجمهورية”:

تتجه دائرة جزين – صيدا الى مواجهات إنتخابية شاملة بين 3 لوائح أو 4 على الأقل، بعدما فشلت الإتصالات والحوارات في تشكيل لائحة إئتلافيّة تجمع تيار «المستقبل» و»القوات اللبنانية» و»التيار الوطني الحرّ».

تعتبر دائرة جزين – صيدا من أكثر الدوائر الإنتخابية التي تشهد الأخذ والرد بين القوى السياسية كافة، على رغم أنها الدائرة الأصغر في لبنان، إذ يبلغ عدد النواب فيها 5 (ثلاثة مسيحيين في جزين وسنيّان في صيدا)، ويبلغ مجموع عدد الناخبين فيها نحو 125 ألف ناخب موزّعين على كل المذاهب الإسلامية والمسيحيّة.

ويبدو أنّ التحالف بين تيار «المستقبل» و»التيار الوطني الحرّ» و»القوات اللبنانية» في هذه الدائرة يواجه صعوبات كثيرة قد تجعله لا يُبصر النور، خصوصاً مع تمسّك كل فريق بمطالبه، على رغم أنّ «القوات» اكتفَت بتسمية مرشّحها عن المقعد الكاثوليكي عجاج حداد. لكنّ تعثّر التحالف بين «القوات» و«المستقبل» لم يقتصر على دائرة جزين – صيدا، بل تمدّد الى بقية الدوائر وباتَ شبه مؤكّد عدم نسج تحالف كهذا.

وفي هذه الأثناء، يراجع «التيار الوطني الحر» حساباته الانتخابية الجزّينية، فهو، وبعدما حسم إسم مرشحيه عن المقعدين المارونيين وهما النائبان زياد اسود وأمل ابو زيد، وتخلّى عن ترشيح كاثوليكي في مرحلة سابقة، عاد الى البحث عن مرشّح كاثوليكي بعدما فشل التحالف العريض مع «المستقبل» و«القوات»، والذي كان يراهن عليه لمنع الخرق في مقاعد جزين المسيحية الثلاثة.

وعلمت «الجمهورية» أنّ هيئة جزين في «التيار الوطني الحرّ» ستزور اليوم قصر بعبدا، وتلتقي رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لإطلاعه على ما يجري من تطوّرات إنتخابية في الدائرة، وربما سيؤدّي اجتماع اليوم إلى حسم أسماء المرشحين الثلاثة نهائياً، والتحالفات المرتقبة. ويولي عون قضاء جزين اهتماماً كبيراً يوازي اهتمامه بأقضية أخرى، وعلى رأسها قضاء كسروان الذي كرّس زعامته المسيحية في انتخابات 2005 و2009.

وأمام تعقيدات الوضع الإنتخابي، تُصرّ النائب بهية الحريري على ان يسمّي تيار «المستقبل» مرشحاً مسيحياً في جزين، وتُفضّل أن يكون المرشّح عن المقعد الكاثوليكي وليد مزهر من حصتها، وتعتبر أنّ «المستقبل» يملك من الأصوات ما يجعله قادراً على الفوز بمقعد سني واحد في صيدا وكسر إنتخابي مرتفع، بينما يذهب المقعد السني الثاني الى النائب السابق أسامة سعد، عندها سيسمح لها الكسر بالفوز بمقعد مسيحي هو الكاثوليكي لأنّ «التيار الوطني الحرّ» سيركّز على المقعدين المارونيين، على رغم أنّ المرشح الماروني ايلي رزق قريب من تيار «المستقبل» وربما يدخل لوائحه إذا شَكّل «المستقبل» لائحة بمفرده.

ويضع «المستقبل» نفسه في مواجهة مع «القوات» في حال أصرّ على المقعد الكاثوليكي، إذ إنّ «القوات» ترفض التخلّي عن حداد لأيّ سبب كان، ويعتبر بعض الجزينيّين أنّ إصرار «المستقبل» على المقعد الكاثوليكي سيُغيّب التمثيل الحزبي المسيحي، لأنّ المرشح ابراهيم عازار، الماروني، حليف حركة «أمل» ويملك حظوظاً للفوز، وإذا فاز «المستقبل» بالمقعد الكاثوليكي تصبح جزين ممثّلة بنائب مسيحي واحد ينتمي الى الاحزاب المسيحية، وهذا الأمر لا يتحمّله أحد.

في المقابل، تدرس «القوات» خياراتها، ويستكمل مرشّحها عجاج حداد عمله على الأرض، فيما لم تظهر أي مؤشرات لتحالف قواتي – عوني في المنطقة على رغم أنّ الطرفين يُبديان رغبة في ذلك.

وتحاول «القوات» تأليف لائحة، وترجّح التحالف مع المرشح الصيداوي سمير البزري، وهو شخصية تنتمي الى «14 آذار» ومن أكبر العائلات الصيداوية. امّا الماروني الجزّيني على اللائحة فقد يكون العميد المتقاعد صلاح جبران او المرشح أمين رزق، وفي حال نجح التحالف «القواتي»- الكتائبي في جزين، فقد ينضَمّ المرشح الكتائبي جوزف نهرا الى اللائحة.

الثابت حتى الآن في جزين صيدا، هو تحالف عازار- سعد الذي يدعمه «حزب الله» وحركة «أمل»، وفي انتظار جلاء الصورة النهائية، ستشهد هذه الدائرة شدّ حبال بين القوى الرئيسية قد يستمر حتى 26 آذار الجاري، موعد تسجيل اللوائح رسمياً في وزارة الداخلية.