Site icon IMLebanon

لا تتخلّوا عن القيلولة

كتبت سينتيا عواد في صحيفة “الجمهورية”: 

لا شكّ في أنّ النوم مفيد جداً للجسم. لكن عندما تعجزون عن توفير 7 إلى 9 ساعات من النوم كل ليلة، فإنكم تحرصون على أخذ قيلولة منتصف اليوم للتمكّن من إتمام الأعمال الموكلة إليكم. لكن هل كنتم تعلمون أنّ القيلولة ضرورية لكم حتى عندما تنامون جيداً؟

في الواقع، لا توجد أيّ حجّة لعدم أخذ قيلولة يومياً، خصوصاً في ظلّ وجود المنافع الصحّية التالية:

زيادة الصبر

إستناداً إلى باحثين من جامعة ميشيغان، إذا كنتم تشعرون بالضيق والانزعاج عليكم الحصول على قيلولة. فبعدما طُلِب من المشاركين القيام بمهمّة مُزعجة عبارة عن رسم تصاميم هندسية على شاشة الكمبيوتر، تبيّن أنّ الذين حصلوا على قيلولة طويلة لمدّة ساعة واحدة قبل إتمام ذلك تمكّنوا من الرسم لمدة 90 ثانية مقارنةً بنظرائهم الذين شاهدوا وثائقياً عن الطبيعة دفعهم إلى الاستسلام بعد نحو 45 ثانية.

تعزيز الوعي

سواءٌ كنتم تقودون السيارة لمسافة طويلة أو تحاولون إنهاء مهمّة صعبة في العمل، إعلموا أنّ القيلولة تُعدّ وسيلة جيّدة لزيادة الوعي إذا كنتم تشعرون بالتشوّش. أظهرت دراسة صادرة عن «NASA» أنّ الطيارين كانوا أكثر يقظة بعد حصولهم على قيلولة لمدة 40 دقيقة. كذلك وجدت دراسة أصغر أنّ المشاركين شعروا بوعي أكبر فقط بعد مرور 10 دقائق.

خفض ضغط الدم

أخذ قيلولة فعليّة لن يكون وحده فعّالاً فحسب، إنما يبدو أنّ الأمر ينطبق أيضاً على الوقت الذي يسبقه. بيّن بحث بريطاني أنّ المشاركين انخفض لديهم معدل ضغط الدم حتى قبل نومهم، ما يعني أنّ التفكير في القيلولة التي كانوا على وشك الحصول عليها كان كافياً.

تحسين الابتكار

إذا كنتم تشعرون أخيراً أنّ خيالكم محدود، لقد حان الوقت على الأرجح لأخذ قيلولة. وجدت دراسة أعدّها أطباء النفس من جامعة كاليفورنيا في سان دييغو أنّ الأشخاص الذين أخذوا قيلولة عميقة، أي التي تظهر فيها الأحلام، كانوا أكثر إبداعاً عندما تعلّق الأمر بحلّ المشكلة مقارنةً بالذين حصلوا على قيلولة خفيفة.

التذكّر أكثر

خلص العلماء في ألمانيا إلى أنّ القيلولة التي استمرّت لساعة تستطيع بشكل ملحوظ تحسين القدرة على تذكّر المعلومات. وفي التفاصيل، طُلب من المشاركين تذكّر كلمات معيّنة. بعد ذلك حصل نصفهم على قيلولة، في حين أنّ النصف الآخر شاهد التلفزيون. وبعدما سُئلوا عن الكلمات التي يتذكرونها، تبيّن أنّ المجموعة التي أخذت قيلولة كان أداؤها أفضل بـ5 مرّات مقارنةً بالمجموعة الأخرى.

الوقاية من أمراض القلب

إستناداً إلى «The Washington Post»، أظهرت دراسة شملت 23 ألف بالغ يوناني أنّ الذين حصلوا على قيلولة منتصف النهار كانوا أقلّ عرضة للموت من أمراض القلب بنسبة تخطّت 30 في المئة. ويعتقد الخبراء أنّ القيلولة تساعد على التعامل مع التوتر اليومي، كما أنها تُعتبر جزءاً من الإيقاع البيولوجي الطبيعي للحياة اليومية. الساعة البيولوجية التي تقود النوم واليقظة تملك دورتين كل يوم، وواحدة منهما تتراجع عادةً في وقت مُبكر من بعد الظهر. يُحتمل أنّ عدم الحصول على قيلولة قد يعوق هذه الإجراءات عند بعض الأشخاص.

الاستراحة مفيدة بدورها!

إذا كنتم تعجزون عن النوم منتصف اليوم، هناك خبر جيّد لكم! بعد مقارنتها آثار القيلولة بالاستراحة، كشفت دراسة عام 2007 أنّ مجرّد الاستلقاء لـ10 دقائق فقط أدّى إلى تحسين المزاج بغضّ النظر عمّا إذا استسلم الشخص للنوم أو لا.