فوجئ أمس الوسط الإعلامي المرئي والمسموع والمكتوب في لبنان بالإعلان عن انتقال الإعلامي مرسيل غانم من محطة «LBCI» إلى محطة «MTV»، خصوصاً بعد أن امتدّ مشواره في «LBCI» لما يزيد عن 27 عاماً متواصلة ببرنامج «كلام الناس».
تساؤلات كثيرة أثارها خبر الانتقال، وخصوصاً حول الأسباب التي دفعت الإعلامي الناجح إلى مغادرة المحطة التي احتضنته طوال هذه المدّة إلى محطة أخرى.
وأوضحت أوساط قريبة من غانم ومحطّة «LBCI» لـ”الجمهورية” أنّه «كان قد بدأ يشكو منذ بداية السنة من شروط العمل التي فرضتها إدارة المحطّة، وباتت معها مختلفة عن السنوات الماضية، معتبراً أنّ العمل أصبح صعباً في وجود الضوابط التي وضَعها رئيس مجلس إدارة المؤسسة اللبنانية للإرسال انترناشيونال الشيخ بيار الضاهر». وأشارت إلى أنّ غانم كان يردّد على مسامع القريبين منه أنه بدأ يشعر بالتعب من العمل ويفضّل الابتعاد قليلاً وأخذ فترة من الراحة بعد هذا المشوار الطويل.
وقيل إنّ الضوابط على المواضيع وعلى أسماء الضيوف دفعَت غانم إلى التفاوض مع محطة «MTV» حيث وضَع شروطه المالية وغير المالية فوافقت عليها.
وعلى أثر الاتفاق بين «MTV» وغانم، دعا بيار الضاهر إلى اجتماع في محطته يوم الاثنين المقبل للتشاور في المناخ الذي كان سائداً قبل قرار غانم في المغادرة، والبحث في استراتيجية المرحلة المقبلة.
وقال غانم في اتّصال مع الـ«الجمهورية»: «أصدرتُ مع المحطة بياناً مشتركاً واتفقنا أن نكتفي به، لأن لا خلاف بيننا، والدليل أنّني باقٍ أسبوعين إضافيين على شاشة الـ«LBCI». وأضاف: «في هذا البيان كثيرٌ من الاحترام للطرفين، وهناك 27 عاماً من العمل المشترك، والآن موعد صفحةٍ يقرّر الإنسان أن يطويَها ويفتح صفحة جديدة، والشيء نفسه ينطبق على الـ «LBCI»، ولا أريد الدخول في تفاصيل أخرى، إذ إنّني لم أرَ مِن «المؤسسة اللبنانية للإرسال» سوى كلّ خير، وفي النهاية هذه مدرستي وبيتي، والشيخ بيار الضاهر كان دوماً صديقاً وأخاً وأستاذاً، وحملَ عنّي ومعي كثيراً من المشكلات التي عشناها معاً، ولا يتوقع منّي أحدٌ قولَ أيِّ كلمة سيئة ضدّ هذه المؤسسة، فهي مدرستي وبيتي».
وصَدر مساء أمس بيان مشترك عن «المؤسسة اللبنانية للإرسال انترناشيونال» والإعلامي مرسيل غانم، فيه: «27 عاماً من قصة نجاح و«كلام الناس»، والمؤسسة اللبنانية للإرسال ينهيان صفحات تعاونٍ مضيئة في حياة الإعلام اللبناني، وهو افتراق في التعاون وليس فراقاً في النضال الإعلامي والحرّيات».
وتمنّى الضاهر النجاح لغانم في مسيرته الجديدة.
ومِن جهةٍ ثانية، لم يحدّد بعضُ المطّلعين موعد انطلاق غانم في برنامجه على شاشة «ام تي في» لأنّ الموضوع في حاجة إلى بعض التحضيرات للانطلاق مجدّداً.
وكشَف هؤلاء أنّ برنامج غانم الجديد الذي لم يحدَّد موعدُه بعد، لن يحمل إسمَ «كلام الناس»، في وقتٍ سينتقل قسمٌ من فريق إعداد «كلام الناس» مع غانم الى «MTV»، وهؤلاء يُعتبَرون من الثوابت التي يتمسّك بها غانم.
ومن جهتها، أملت أوساط محطة «MTV» أن يصبَّ التعاون الجديد بينها وبين غانم في مصلحة المشهد الإعلامي العام واهتمامات المشاهدين، وطبعاً في مصلحة الطرفين، معلِّقةً الآمالَ على خبرة غانم الإعلامية. وفضّلت هذه الأوساط عدمَ الخوض في التفاصيل إلى حين انتهاء التحضيرات الإدارية واللوجستية والتقنية التي يمكن أن تُرافقَ خطوةً كهذه، واعدةً بالحديث عن كلّ التفاصيل في حينه.