Site icon IMLebanon

شهيب: من أراد محاصرة المختارة هو محاصر متعثر اليوم

أحيت وكالة داخلية الجرد في الحزب التقدمي الاشتراكي الذكرى الحادية والاربعين لاستشهاد كمال جنبلاط، بلقاء حواري مع النائب اكرم شهيب في قاعة آل يحيى في عين داره.

حضر اللقاء النائب هنري حلو، وكيل داخلية الجرد في الحزب زياد شيا والمعتمد فادي ابو غادر وأعضاء هيئة الوكالة ومدراء فروع، مسؤولة الاتحاد النسائي التقدمي في الجرد سارية عبد الخالق، نعمان يمين ممثلا “التيار الوطني الحر”، شارل يمين ممثلا حزب “القوات اللبنانية”، سهيل بدر ممثلا حزب “الكتائب اللبنانية”، رئيس بلدية عين داره العميد فؤاد هيدموس، رئيس بلدية شارون ملحم البنا، رئيس بلدية بمهريه جوزيف ملكون، ومخاتير ورجال دين وحشد من ابناء منطقة جرد عاليه.

قدم اللقاء الدكتور رامي عطالله فقال: “معلمي نسجت من الايام عباءة العفة، فارتديت ثوب الطهر، وبالتصوف ارتقيت وجعلت عطرك ادبا وفكرا يفوح من فصاحة اللسان. نحن الماضي والحاضر والمستقبل للبنان العروبة المنتفض على السجن العربي الكبير”.

ثم كانت كلمة لمدير فرع عين داره شادي يحيى الذي أكد “اننا سنبقى اوفياء لنهج كمال جنبلاط ومبادئه”، وقال: “كما كنا الى جانب وليد جنبلاط في كل المراحل، سنكمل معا المسيرة مع تيمور جنبلاط، وسيكون يوم 6 أيار يوم الوفاء ويوم تجديد العهد”.

والقى كلمة وكالة داخلية الجرد امين السر سامر ابي المنى فقال: “ونحن نحيي اليوم ذكراه الحادية والاربعين، نستلهم من فكر ومبادئ المعلم في المراحل الحرجة والأزمات والمشاكل والأحداث، وما اكثرها في أيامنا هذه. نستلهم فكره ومبادءه، في عملنا السياسي لإبعاد البلد عن حافة الهاوية، وتحصينه في وجه التحديات والمؤامرات. وما مصالحة الجبل التاريخية الا عنوان من عناوين هذا العمل، بل العنوان الأول الذي يحكم عملنا، ونؤكد مجددا، ان لا عنوان سياسيا يتقدم على المصالحة وترسيخها. فهي لم تعقد لطي صفحة الماضي الأليم فحسب، بل لتؤسس للمستقبل، وتشكل ركيزة لبناء وطن قائم على التنوع وإحترام الآخر الذي بدونه لا قيمة للبنان، بل لا وجود”.

اضاف: “من هنا، فلتكن هذه المحطة الديموقراطية منطلقا نحو حقبة جديدة تنقل لبنان الى مرحلة اكثر اشراقا وتفتح آفاقا جديدة لحل مشاكلنا وتأمين مستقبل زاهر لأبنائنا، بعيدا عن المصالح الانتخابية الضيقة، وبعيدا عن شعبوية لا تبني مستقبلا”.

وتابع: “لتكن الانتخابات النيابية فرصة نؤكد من خلالها التزامنا بالثوابت، ثوابت العيش الواحد والوحدة الوطنية، في بيئة سياسية مستقرة، تحمي لبنان من العواصف، وتؤمن ارضية لعمل وجهد صادق لحل مشاكلنا الاقتصادية، ووقف عداد الدين، وتأمين فرص عمل لشبابنا، بدل التلهي في صراعات فارغة لا تحقق سوى مكاسب آنية – في غالبيتها مكاسب ضيقة – على حساب تقدم البلد ورفعته”.

والقى النائب شهيب كلمة قال فيها: “ما أقساها ذكرى وما أجداها مناسبة تجمعنا بأحباء وأصدقاء ورفاق لطالما جمعتنا معهم المناسبات الوطنية الحقة، من أجل الجبل ومن أجل لبنان. 16 آذار تاريخ يذكرنا بالطغاة ومحاولتهم لإلغاء مفهوم بناء الدولة الحديثة التي سعى كمال جنبلاط حتى استشهاده لبنائها. فدخلوا على دمه ولأنهم استمروا في غيهم لضرب مشروع الدولة خرجوا على دم الشهيد رفيق الحريري الذي سعى وحاول استكمال بناء الدولة”.

اضاف: “ما اشبه البارحة باليوم، حيث يطل علينا متعمشقون جدد على سلم السياسة، وفي ذهنيتهم وأفعالهم محاولة ضرب المفهوم نفسه لبناء الدولة التي حلم بها كمال جنبلاط وما زلنا نسعى لتحقيقها، وعمادها حرية الرأي، عدالة التمثيل، قانون انتخابات عصري وعادل، نسبية حقيقية غير مقنعة بخنجر مسموم بالمذهبية والطائفية. هكذا حلم كمال جنبلاط “بالانتقال من دولة الدكان على شاطئ البحر” والكلام للمعلم، إلى دولة المواطن والمواطنية غير المرتهنة إلى أي قوة خارجية مهما علا شأن هذه القوة”.

 

وتابع: “كمال جنبلاط الفيلسوف والمفكر والإنسان قبل السياسة، تنوعت اهتماماته لتطال كل ما يعنى بارتقاء الإنسان في كتاباته الراسخة في أدب الحياة الى مشاريعه لتطوير وترسيخ البيئة النظيفة التي ينعم بها كل اللبنانيين. ومن هنا، فإن مشاريع معامل الموت التي وقفنا لمنع امرارها سنقف وسنستمر بالوقوف لمنع امرارها بشتى الوسائل المتاحة، وكمال جنبلاط ناضل بالفكر والكلمة والموقف، هكذا علمنا وهكذا سنكون. فنحن أهل الجرد لن نقبل لا فتوش ولا برازق أن يلوي ذراع هذا الجبل، لأننا أصحاب حق وأصحاب منطق، ولن نقبل أن يفرض علينا رأي أو مشروع من خارج ارادتنا وحقنا، فما رفض بزحلة لن يمر بعين دارة”.

واردف: “ونعود إلى الذكرى الأقسى التي مرت علينا، لقد ظنوا أنهم بتغييبه جسدا يخضعون أهل العقل، لكنهم فشلوا لأن من قاد المسيرة بعد استشهاد كمال جنبلاط رجل مارد ولا كل الرجال، هامة وطنية ورقم صعب في السياسة وفي معركة الدفاع عن الحريات التي دفع ثمنها كمال جنبلاط. اغتالوه لأنه رفض دخول سجنهم، هذا السجن الذي امتلأ بقادة رأي وفكر كبار وبمناضلين شرفاء املأت المقابر بأجسادهم ولم يرتووا.

وها هو كل العالم شاهد على ما يرتكبه هذا النظام بحق شعبه أطفالا ونساء وشيوخا قضوا اما غرقا أو حرقا أو أشلاء او تهجيرا أو في اقبية السجون، ولم يتوان عن تدمير مدن وقرى وتاريخ وحضارة ولم يرتووا. لكن مهما طال الزمن فالنصر دائما حليف المظلوم في وجه الظالم. وكم كان القدر منصفا للمعلم كمال جنبلاط الذي استشهد يوم الأربعاء في 16 آذار عام 1977 …ففي يوم الأربعاء في 16 آذار 2005 انسحبت المخابرات السورية من البوريفاج وحمانا…والأربعاء في 16 آذار 2009 رفرف العلم اللبناني فوق مقر السفارة اللبنانية في دمشق…ويوم الأربعاء في 16 آذار 2011 كان موعد انطلاق الانتفاضة الشعبية في سوريا. وفي مثل هذا الشهر قبل 13 سنة وقف أكثر من مليون شخص توحدوا وحملوا العلم اللبناني، فانتصر دم كمال جنبلاط ورفيق الحريري وآخرين بينهما وخرج لبنان من السجن الكبير”.

وقال: ” من 16 آذار نعود إلى 6 آيار، وهنا المصارحة واجب في هذه المناسبة وعلى الجميع أن يدرك بأن هذا الذي يسمى قانونا نسبيا كان على وشك أن يصادر ويحكم صوتكم، صوت الناس تفضيليا كل الى مذهبه، لكننا أبناء كمال جنبلاط ومدرسة كمال جنبلاط استطعنا أن نخرجكم من هذه القوقعة المذهبية إلى رحاب الوطن، وأصبح صوتكم صوتا وطنيا، تمسكنا بعدم حصر الصوت التفضيلي بالمذهب فأطحنا بالقانون المسمى زورا بالأرثوذكسي والأرثوذكس براء منه. وراود كثر من خلال هذا القانون حلم محاصرة المختارة، لكن من أراد محاصرة المختارة هو محاصر متعثر اليوم، وبعد أن تدلل من تدلل واشترط من اشترط نجحنا بالتحالف مع من يشبهنا في الحرية والسيادة والتنوع والشراكة، وتأكيد المؤكد – مصالحة الجبل. أما وقد اصبح صوتكم كما العادة صوتا وطنيا جامعا مدويا، فلنؤكد معا على المصالحة التاريخية والشراكة ووحدة الجبل في صناديق الاقتراع في 6 آيار، وننتخب من هو قادر على إيلاء الاهتمام اللازم لكل القضايا المحقة التي تجمعنا من كهرباء وماء وبيئة نظيفة وفرص عمل ولا مركزية إدارية وطبابة ونأي بالنفس وتعليم وغيرها. ان وحدة الجبل من وحدة لائحة المصالحة والشراكة التي يجسدها اللقاء الديموقراطي وحلفائه القوات اللبنانية وتيار المستقبل، علما اننا حاورنا الجميع وانفتحنا على جميع القوى السياسية في الجبل حفاظا على العيش الواحد”.

وختم شهيب: “في السابع من آيار، نحتفل معا في المختارة بانتصار المصالحة، وبانتصار الوطن، لأن المختارة بيت الوطن الذي جمع ويجمع كل الوطنيين، فمن عين دارة بوابة الجبل إلى المختارة حصن الجبل وثباته طريق نضال ماضيا وحاضرا ومستقبلا، شاء من شاء وأبى من أبى. وليدرك الجميع ان المختارة عرين لا يساوم، لا يلين، قلبها للزائرين ونارها للطامعين، هي مرجع الناس عطاؤها لا يقاس والناس اوفياء. نوجه من عين داره الى قلعة المختارة تحية الرجال للرجال الى روح الكمال معلم الاجيال وملهم الابطال. قتلوك جسدا وماتوا منك حسدا. فباتوا كالثعالب وكنت انت الاسد”.

بعد ذلك، دار حوار رد خلاله شهيب على أسئلة الحاضرين واستفساراتهم، ثم توجه والحضور الى حديقة كمال جنبلاط حيث أضاء الشعلة.