توقّفت أوساط مطلعة في بيروت عند أهمية «تدويل» عنوان النأي بالنفس والاستراتيجية الدفاعية وفق ما خلصتْ إليه مداولات مؤتمر دعم الجيش والقوى الأمنية في العاصمة الايطالية روما، معتبرة في حديث لصحيفة “الراي” الكويتية ان العالم الذي عاود تجديد مظلّة الوقوف بجانب لبنان يرى أن الأخير مدعوّ للقيام بخطواتٍ تسحب «الفتائل» التي ترْبطه بأزمات المنطقة والتي يمكن أن تجرّه الى «ملاعب نارها» وتحديداً عبر «حزب الله».
وفي حين تدعو الأوساط عبر «الراي» إلى ترقُّب كيف سيوائم المجتمع الدولي بين جعْل معالجة سلاح «حزب الله» أولوية لبنانية وبين الحرص على حفظ الاستقرار، ترى ان الإشارات المتصاعدة في الأيام الأخيرة تشي بأن المساعدات الموعودة (من روما مروراً بباريس فبروكسيل) سيكون من الصعب فصْل «تسييلها» عن بروز إشارات جدية من لبنان حيال الحاجة الى استعادة الدولة مكانتها «كمُدافع وحيد» عن البلاد، ولا بطبيعة الحال عن التوازنات الجديدة التي ستفرزها الانتخابات النيابية في 6 مايو المقبل.
وفيما تتساءل الأوساط نفسها إذا كان تعهُّد رئيسيْ الجمهورية العماد ميشال عون والحكومة سعد الحريري بمعاودة البحث في الاستراتيجية الوطنية للدفاع بعد الانتخابات سيكون كافياً لطمأنة الخارج ما لم يقترن ذلك مع إشاراتٍ الى «أفق ما» لنتيجة عملية، ترى ان تَوقُّع مثل هذه النتيجة يعيد معالجة ملف سلاح «حزب الله» الى «الملعب اللبناني» وهو أمر ينطوي على تحميل بيروت عبْء التعاطي مع ملفٍ إقليمي في جانب كبير منه، إلا اذا كان الأمر ينطوي على محاولة لجعْل «عودة حزب الله من سورية» مقابِلاً مقبولاً لبتّ الشقّ الداخلي من سلاحه «على نار هادئة» لبنانية، معتبرة انه في كلا الحاليْن ورغم التفاؤل بتكريس الاحتضان الدولي للبلاد فإن الأخيرة باتت أمام «حدودٍ» خارجية تُرسم للواقع المحلي لن يكون من السهل التكيّف معها.