لمعت أبواق الثورة الانتخابية.. وحيالها شهرت السيوف على طول الدوائر وعرض أقضيتها تحت شعار متفق عليه وهو القتال ليوم واحد وفيما كان الأحياء يدبرون أسبابا موجبة للمعارك بعث الأموات طرفا مقررا إذ تكشف الجديد أسماء مدرجة في لوائح الشطب.. توفاها الله منذ عشرين عاما وأحيتها وزارة الداخلية موقتا لأداء دورها في انتخابات أيار وعلى الشكوى نفسها كشف المهندس رياض الأسعد عن تقدمه بطلب إلى وزارة الداخلية لحذف ألف اسم متوفى في قضاء الزهراني وأكثر من ثمانمئة في قضاء صور وإذا كان الضرب في الميت حرام فإن دعوته إلى الانتخاب ووفق القانون النسبي هو الحرام المكرر المعجل الذي يستدعي من الداخلية بدء التصحيح والمعالجة في المهلة الفاصلة عن الاستحقاق ومن الأتراح إلى الأفراح حيث ضجت كسروان بعرس أسود اتبعت فيه طقوس غريبة واستخدمت الجماجم المكسوة بسائل أحمر يجري بشكل متقطع, كنوع من الزينة المرعبة على قالب الحلوى هذا العرس الذي شهدته كنيسة مار غبريال للسريان الأرثوذكس في عجلتون أثار ريبة الكسروانيين وطغت أنباؤه على سير المعركة الانتخابية في المنطقة لكن الزفاف الأسود قد لا يبدو أنه أتى من فراغ.. فمثل عرس انتخابي كهذا في كسروان “لازملو هيك بدلة”. وفي انتظار أن تبلور التحالفات إستراتيجتها الانتخابية بدءا من كسروان وصولا إلى بقية الدوائر فإن حديث الإستراتجية الدفاعية عاد إلى التداول من خلال بحثه في لقاء وزير الداخلية نهاد المشنوق مع رئيس الجمهورية ميشال عون أولا ومن ثم إعلان رئيس مجلس النواب نبيه بري اليوم أن أحدا لم يطرحْ مسألة إثارة الإستراتيجية في مجلس الوزراء وعن سبب غياب وزير المال عن الوفد اللبناني في إيطاليا قال بري “حتى لا عين تشوف ولا قلب يوجع”. لكن الاستراتيجية هنا لا ترتبط بسيل التهويل الذي ضخته اميركا واسرائيل عن ضربة عسكرية لدمشق ولبنان إذ لم يفوتْ بنيامين نتنياهو اي مناسبة إلا ودأب فيها على تحريض إدارة ترامب على شن هجوم على سوريا وايران وايران وحزب الله وبعد عزل الرئيس ترامب وزير خارجيته وتعيين آخر أكثر تشددا يرتفع منسوب المخاوف من إقدام ساكن البيت الأبيض على ارتكاب حماقة تؤدي إلى جر المنطقة إلى دوامة جديدة من الحروب لكن على الرغم من الضبابية الكثيفة التي تسود الموقف الأميركي، فقد برزت بعض المؤشرات المضادة للتصعيد . وأهمها تصريح لأحد الضباط في “قاعدة التنف” ينفي فيه وجود أي مخطط للهجوم ضد مواقع الجيش السوري وكذلك ماصدر عن قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال جوزف فوتيل الذي يعبر عن راي البنتاغون ووزير الدفاع جيمس ماتيس من اراء مغايرة لتوجهات ترامب في ما يتعلق بسوريا وايران عدا أن التغييرات في رأس الإدارة الاميركية تستغرق وقتا لاقرارها في الكونغرس وتحتاج الى مناقشات قد تمتد أسابيع ما يجعل إدارة ترامب في حال عجز عن اتخاذ أي قرار فعلي ومن جهتها لم تصمت روسيا ازاء هذه التهديدات، اذ حذرت من أنها سترد بقوة على ضربة اميركية. واعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اعتماد القوات المسلحة أكثر من ثلاث مئة نموذج جديد” من الأسلحة، من ضمنها ثمانون صاروخا باليستيا جديدا تعجز منظومات الدفاع الجوي عن اعتراضها وفي حال توجيه ضربة أمريكية فإن القواعد الاميركية في سوريا والمنطقة يمكن أن تتحول إلى هدف مشروع وانطلاقا من ذلك فإن التهديدات الاميركية ليست الا للاستهلاك الاعلامي وتهويلا اسرائيليا لا يمكن صرفه لان فواتيره قد تكون غالية على الجميع.