IMLebanon

نباتات لذيذة منافعها عظيمة

كتبت سينتيا عواد في صحيفة “الجمهورية”: 
من المُمتع تأمّل جمال الطبيعة واخضرارها الكامل، لكنّ الأهمّ هو قطف النباتات الصالحة للأكل ليس فقط للتلذّذ بمذاقها إنما أيضاً للإفادة من منافعها الذهبية التي لا تخطر في البال! فهل تعلمون ماذا تُخبّئ لكم أشهَر أنواع الأعشاب التي تغزو الحقول هذه الأيام؟

قالت إختصاصية التغذية، راشيل قسطنطين، خلال حديثها لـ«الجمهورية» إنّ «العديد من الأشخاص ينتظرون فصل الربيع لقطف النباتات وإدخالها إلى السَلطات والطبخات، وفي معظمهم لا يعلمون أنّ هذه الأطعمة تملك قيمة غذائية مرتفعة جداً وتكون شبه خالية من السعرات الحرارية، ما يجعلها مثالية لدعم خسارة الوزن من دون التعرّض لأيّ نقص في أهمّ المغذيات».

وعرضت في ما يلي خصائص أهمّ أنواع النباتات:

الهندباء
تحتوي كميات عالية من الفيتامينات خصوصاً الـB9 المعروف بحامض الفوليك الذي يحارب فقر الدم ويحمي من عيوب الأنبوب العصبي، جنباً إلى المعادن كالبوتاسيوم والكالسيوم، والألياف التي تعزّز نموّ البكتيريا الجيدة في المعدة وتساهم في الوقاية من الإمساك. تُعتبر هذه العشبة مفيدة لمرضى السكري، وتلعب دوراً فعّالاً في ردع السرطان وطرد الديدان من الأمعاء. لكن من جهة أخرى، يُفضّل تفاديها في بعض الحالات كإلتهاب المرارة، ومشكلات في القنوات الصفراوية، والحمل، والرضاعة، والأطفال دون السنتين.

الخبّيزة
تتميّز بغناها بمضادات الأكسدة التي تُخوّلها مكافحة السرطان، وتملك انعكاسات إيجابية مهمّة على البشرة فترطّبها وتحارب الشيخوخة المُبكرة وتحمي من ترهّل الجلد. كذلك تشتهر الخبّيزة بقدرتها على التصدّي للإلتهاب، والتخفيف من آلام الطمث، وتسريع إلتئام الجروح والكدمات والندوب، وتعزيز نظام المناعة. شرب أوراقها المغليّة يُدرّ حليب الأم طبيعياً، ويقضي على الديدان الموجودة في المعدة والقولون، ويعالج مشكلات الهضم والإمساك.

البقلة
إنها من النباتات القليلة التي تحتوي الأوميغا 3 وحامض «Linoleic» المفيدَين للقلب والأوعية الدموية. تبيّن أنها تحارب الخلايا السرطانية وتحدّ من انتشارها ونموّها، وتدعم صحّة العظام والأسنان والعضلات لغناها بمعدني الكالسيوم والماغنيزيوم، وتساهم في تكوين الهيموغلوبين المعروف بأهمّيته لنقل الأوكسجين إلى مختلف أنحاء الجسم بفضل كثرة الحديد فيها. لكن يجب على الحوامل الحذر منها لأنها تهدّدهنّ بالإجهاض، وكذلك الأشخاص الذين يعانون مشكلات الكِلى أو حِصى الكِلى لاحتوائها حامض «Oxalate» الذي يزيد الوضع سوءاً.

الشومر
يُعتبر من الأعشاب الصحّية والعلاجية المُهدِّئة، ويتضمّن جرعة عالية من البوتاسيوم والفوسفور والحديد والكالسيوم والكبريت. يُستخدم الشومر في صناعة معجون الأسنان لاحتوائه مواد مُطهِّرة ومُعطِّرة للفم، ويُعتبر علاجاً للنفخة لقدرته على طرد الغازات من الجسم، كما أنه ينظّف الأمعاء ويُسهّل حركتها ويمنع الإمساك. وبفضل احتوائه أحماض أمينية كثيرة، فهو يساعد على إنتاج الهيموغلوبين ويمنع فقر الدم. كذلك فإنّ منافع الشومر تُطاول الجهاز التنفسي بحيث إنه يطرد البلغم، ويعالج السعال وإلتهابات القصبات الهوائية، ويدخل في صناعة أنواع كثيرة من أدوية السعال جنباً إلى اليانسون. يمكن تناوله طازجاً، أو مع السَلطات والعجّة والدجاج واللحوم، أو حتى غلي أوراقه وشرب كوب منه يومياً.

الروكا
تملك قيمة غذائية مرتفعة تشمل الحديد، والكبريت، والفوسفور، والكالسيوم، واليود، والفيتامين B6، والألياف. وبما أنها مليئة بالمياه والألياف، فهي تضمن الشبع، وتُدرّ البول، وتطرد السموم والبقايا من الجسم. اللافت أيضاً أنّ الروكا تقوّي الذاكرة والقدرة على التركيز والاستيعاب، وتنظّم مستوى السكر في الدم، وتحمي من نزلات البرد والرشح والإنفلونزا، وتعالج الأمراض الصدرية، وتطرد البلغم، وتُهدّئ السعال، وتعزّز القدرة الجنسية عند الرجال، وتقوّي عدد الحيوانات المنوية. لكن يجب تفاديها في حال تضخّم الغدة الدرقية، وعدم الإفراط فيها خلال الحمل لأنها تسرّع الطمث فتهدّد بالإجهاض.

السِلق
يحارب الإمساك لغناه بالألياف، ويزوّد الجسم بالماغنيزيوم الأساسي لعمليات حيوية كثيرة، ومادة بيتا كاروتين المضادة للأكسدة المهمّة لصحّة العين والحماية من الأورام السرطانية، والفيتامين K الذي يمنع ترقّق العظام. أظهرت الأبحاث العلمية أنّ السِلق ينظّم هرمون الإنسولين، ويضبط مستوى السكر في الدم وبذلك هو مفيد لمرضى السكري. فضلاً عن أنه مهمّ لمرضى الضغط، والأملاح الموجودة فيه تقلّل من التعرّض للتشنجات فينعكس إيجاباً على الحوامل، وكذلك على المرضعات لأنه يعالج مشكلات فقر الدم.

الطرخشقون
معروف تحديداً عند سكان الجبل بـ«مخّو بعبّو» لأنه بمجرّد انتزاعه من الأرض وفصله عن جذعه ينكمش على بعضه فيُشبه الرأس المخبّأ بعبّه وتلتف الأوراق حول نفسها. إنه يحتوي فيتامينات ومعادن ومضادات أكسدة كثيرة، ومن أهمّ خصائصه أنه يحارب الروماتيزم ويدعم وظائف الكبد ويحميه من أمراض كثيرة.

الزعتر الأخضر
يُقوّي العضلات وجهاز المناعة، وينشّط الدورة الدموية، ويعالج إلتهابات المثانة والمسالك البولية، ويفتّت حِصى الكِلى، ويساعد على خفض الكولسترول، ويطرد الطُفيليات والميكروبات من الجسم. تبيّن أنّ شرب كوب من الزعتر الأخضر مهمّ لتهدئة السعال وإلتهابات القصبات الهوائية والربو لأنه يطرد البلغم.

القرصعنّة
يحتوي جرعة عالية من مضادات الأكسدة التي تحمي الجسم من العوامل التي تساهم في زيادة إنتاج الجذور الحرّة، كالتدخين والملوّثات والمواد المُضافة والأكل المصنّع، وبذلك فهو يكافح السرطان. كذلك يُستخدم القرصعنّة لعلاج اضطرابات النوم، وتسكين آلام المفاصل والعظام، وتهدئة الربو والسعال وأوجاع الظهر.