IMLebanon

سينتيا خليفة: لن أغيّر فكري وجرأتي بل سأغيِّرهُ هو!

كتبت رنا اسطيح في صحيفة “الجمهورية”:

لا تساوم سينتيا خليفة في ما يتعلّق بمشوارها الاحترافي كممثلة. النجمة الشابة التي سلكت دربَ الجدراة والتدرّج نحو البطولة الأولى درامياً تؤكّد في حوار خاص لـ «الجمهورية» تمسكَّها بمبدأ الكفاءة بطاقةً وحيدةً للوصول بعيداً من المحسوبيات أو التنازلات. وتوضح أنّ نشاطها على السوشال ميديا هو وسيلة لإيصال أفكارها الصادقة بعيداً من التنميق، خصوصاً فيما يتعلّق بتمكين المرأة وتحريرها من الأفكار المعلّبة، معبّرةً عن طموحها بتغيير المجتمع بدلاً من الانصياع الى بعض أحكامه المُحجفة…

بعد لعبها دور البطولة في المسلسل اللبناني «بلحظة» الى جانب النجم زياد برجي، تستعدّ سينتيا خليفة لسلسلة مشاريع تمثيلية جديدة أبرزها فيلم سينمائي قصير يُنفَّذ في برلين وأخر روائي طويل تتعاون فيه مع طاقم عمل احترافي شاب.

فيلمان «عالطريق»

وعن مشاريعها التمثيلية تقول: «فضّلت في المرحلة الحالية الابتعاد عن الأدوار التمثيلية في الدراما بعد مسلسل «بلحظة» والتركيز على الأعمال السينمائية. وأشارك حالياً في فيلمين سينمائيّين، الأوّل فيلم طويل، ما زال في مرحلة الكتابة، أمّا الثاني فهو فيلم قصير أعمل عليه في برلين مع فريق ألماني.

الفيلم الطويل، هو من كتابة وإخراج لبناني سبق أن نجح بتقديم فيلمٍ قصير نال صدىً واسعاً وجال مهرجاناتٍ سينمائية بارزة، وهذا الفيلم الروائي الطويل هو الأوّل له، أمّا الإنتاج فلمنتج عربي شاب، سبق أن أنتج مسلسلات عربية إلّا أنه قرّر الاتّجاه نحو إنتاج أعمال سينمائية مستقلّة وأعتقد أنّ هذا العمل سيكون مفاجأة قوية سواءٌ على صعيد الاحترافية أو المتسوى الفنّي العالي».

والى جانب المشاريع التمثيلية، تطلّ سينتيا حالياً كمقدّمة لبرنامج «Swipe & Click»، كل اثنين على شاشة قناة «أبو ظبي». ويرصد البرنامج أخبار التكنولوجيا وآخر إصداراتها واختراعاتها، عبر جولة حول العالم. ويتمّ التصوير بين دبي وأبو ظبي وبرشلونة وألمانيا وباريس.

وعن سبب ابتعادها مرحلياً من الدراما المحلية تقول: «أركز على تطوير مسيرتي التمثيلية خلال سفري إلى الخارج، وبصراحة لم يُقدّم إليّ أيُّ عرضٍ مغرٍ أو دورٍ جاذب في لبنان بعد مسلسل «بلحظة».

وعمّا اذا كانت تشترط دور بطولة للقبول بأيّ عرض تؤكد: «لا أدع الألقاب تأسرني، وأنا لا أقبل بالأدوار التي تُعرض عليّ وفق معيار «البطولة» أم لا، بل أقبل بالدور الجميل الذي يُمكنني أن أؤدّيه ببراعة وأن ألمع بتجسيدي للشخصية. أما المشكلة التي أتوقّف عندها، فهي تكرار الأدوار المسلسلات نفسها بنفس الشخصيات والوجوه. فبعد لعبي 17 دوراً، لم أعد أجد اليوم أدواراً جديدة.

إلى جانب ذلك، مشاركتي بأعمال سينمائية مستقلّة خارج لبنان عرّفتني الى طرق مختلفة بالعمل، والى أساليب مُتقنة جداً، ولم أعد استسيغ فكرة المشاركة في أعمال بمستوى أقل احترافية وتقنيّة».

دراما يحكمها الاحتكار

وعمّا يعيق الدراما اللبنانية عن منافسة الاعمال العالمية تقول: «نعاني اليوم من تركيبة الدراما اللبنانية بأكملها، إذ يطبعها نوع من الاحتكار، فمنذ نحو 10 سنوات ولغاية اليوم، أشخاص محددّون ومعدودون هم مَن يعملون في الدراما، على صعيد كتابة النصوص والإنتاج والإخراج.

ومعظم الذين يعملون في الدراما اللبنانية اليوم ليسوا أكاديميين، فيما لا يجد الأكاديميون مكاناً لهم. ولذلك أدعو لإعطاء الفرص لأصحاب المواهب الحقيقية ولخرّيجي معاهد الفنون والسينما كي يشاركوا في الدراما، كتابةً وإخراجاً وتمثيلاً وإنتاجاً».

وتشدّد على اهمية السينما المستقلة مستشهدةً بمشاركتها بالفيلم السينمائي القصير «Cargo» لكريم الرحباني والذي «جال لغاية الآن على 23 مهرجاناً سينمائيّاً دوليّاً، ونال جوائز ويحصد الإعجاب في كلّ مكان يُعرض فيه، فتُقدَّم لنا عروضٌ للعمل والتصوير، إن في الولايات المتحدة الأميركية أو ألمانيا أو هولندا والنروج ورومانيا وغيرها».

جرأة وحدود

وعن وصف البعض لها بالجرأة لناحية الصور والمواقف التي تنشرها على السوشال ميديا، تقول: «حين وصلتُ إلى مرحلةٍ شعرت فيها أنني مؤثرة في عدد معيّن من الناس والمتابعين، رأيت من مسؤوليتي أن أوصلَ آرائي الصادقة وقناعاتي. وأن أتحدّث عن نظرتي للمرأة ولقوّتها ولإمكاناتها.

فمن واجبي التغيير في مجتمعي، وأملك أفكاراً جريئة ولستُ خائفة من التعبير عنها. فالمرأة يجب أن تكون قوية وطموحة، وأن تضع الأهداف في حياتها وتعمل على تحقيقها، والأهم أن تثق بنفسها وأن تصدّق أنها قادرة على الوصول إلى ما تريد…»

وتؤكد: «جرأتي غير جارحة ولا أتخطّى فيها الحدود، وإذا كنتُ جريئة ومنفتحة بفكري لن أغيّر نفسي لكي يتقبّلني المجتمع بل سأسعى لتغيير المجتمع ليصبحَ هو أكثرَ مرونةً وانفتاحاً، طبعاً مع كل الاحترام للجميع».

وعمّا تعتزّ بتحقيقه خصوصاً لناحية النجاح والأدوار البطولية تقول: «أنا فخورة جداً بأنني حققت الكثير نظراً لسنّي وأعتزّ بما حققته في هذا العمر بالاتّكال حصراً على طموحي ومجهودي الخاص وليس أيّ شيء آخر.

وإن كنتُ أدّيتُ دورَ بطولة فبجدارتي وهذا دليل أنّ أيّ شخص كفوء يمكنه الوصول، فأنا لم يكن لديّ أيُّ «واسطة» أو أخ أو أب أو صديق أو حبيب ساعدني أو دعمني. بقوتي وعلمي وطموحي حققتُ ما حققته ولذلك أدعو المرأة أن تكون قوية باستقلاليّتها وأن تقتنعَ بأنها ليست بحاجة لأحد ويمكنها تحقيق أهدافها بنفسها».