بعد أيّام من المفاوضات والتجاذبات، تشكّلت لائحة الحزب الديموقراطي والتيار الوطني الحر والحزب السوري القومي الاجتماعي في دائرة عاليه ــ الشوف، بعد قبول النائب طلال أرسلان، مساء أمس، سحب مرشّحه مروان بو فاضل عن المقعد الأرثوذكسي في عاليه، لمصلحة مرشّح التيار إيلي حنّا.
مصادر معنية في التيار الوطني الحرّ أكّدت لـ«الأخبار» حصول الاتفاق لناحية اعتماد ترشيح حنّا، وموافقة أرسلان على سحب بو فاضل، فيما تراجع التيار عن ترشيح الوزير طارق الخطيب في الشوف. إلّا أن هذا الاتفاق خلق أزمة جديدة، كونه يتضمّن انسحاب مرشّح الحزب القومي في عاليه حسام العسرواي عن المقعد الدرزي، وترك المقعد الدرزي الثاني على اللائحة فارغاً بعد إصرار أرسلان على ذلك. إذ علمت «الأخبار» أن العسرواي لن ينسحب، بل سيعمل على تشكيل لائحة مع الوزير السابق وئام وهّاب، ما يقسم أصوات القوميين بين اللائحتين، في ظل وجود المرشّح سمير عون عن المقعد الماروني في الشوف على لائحة أرسلان. وبحسب مصادر متابعة لتفاصيل المفاوضات، فإن أرسلان أصرّ على ترشيح بو فاضل، كورقة ضغط على التيار بغية عدم تسمية مرشّح سنّي، وهو اقترح أن يكون في اللائحة مرشحان من برجا، المدير العام السابق لقوى الأمن الداخلي اللواء علي الحاج ومرشّح آخر من البلدة، في مقابل ترشيح ائتلاف الحزب التقدمي الاشتراكي ــ القوات اللبنانية ــ تيار المستقبل، مرشّحين من شحيم، هما النائب محمد الحجار وبلال عبد الله. واستطاع أرسلان استنزاف التيار الوطني الحر بإصراره على ترشيح بو فاضل والمماطلة بالتفاوض، منتزعاً مقعداً للحاج، وإخراج الجماعة الإسلامية من اللائحة، واعتماد مرشّح جمعية المشاريع الخيرية أحمد نجم الدين عن المقعد السني الثاني. فيما تتحدّث المعلومات عن وعد من التيار الوطني الحر بتوزير بو فاضل في الحكومة المقبلة، وبالضغط على الحزب القومي لسحب ترشيح العسراوي.
وبحسب معطيات «الأخبار» أيضاً، فإن مسؤولي حزب الله، كانوا قد أبلغوا أرسلان والتيار الوطني الحرّ ابتعادهم عن ملفّ التفاوض مع تعذّر حصول الاتفاق صباح أمس، إلّا أن هؤلاء عادوا وساهموا في إخراج الاتفاق بعد طلب باسيل المساعدة. ويخيّم الإحراج على موقف حزب الله في الدائرة، الذي سيضطر أيضاً إلى اقتسام أصواته بين لائحتي أرسلان ووهّاب، بحيث من المرجّح أن ينال أرسلان الأصوات الشيعية في عاليه، وأن ينال وهّاب الأصوات الشيعية في الشوف، فيما لم تحسم بعد مسألة أصوات سرايا المقاومة في الإقليم، التي من المرجّح أن تقترع لمصلحة لائحة أرسلان مع ترشّح اللواء الحاج.
وسيترك تشكيل العسراوي لائحة مع وهّاب أثره على أصوات القوميين، الذين سيضطرون أيضاً إلى منح أصواتهم للائحتين، فيما من المتوقّع أن يأخذ أمر سحب العسراوي نقاشاً داخل قيادة حزبه. ورغم أن الحزب القومي لا يربط ترشيح العسراوي بترشيح أرسلان وسام شروف في حاصبيا، فإن «المير» يصرّ على أن شرّوف مرشّح جدي في مواجهة لائحة الرئيس نبيه بري وحزب الله والحزب القومي، لأسباب تتعلّق برفض بري التحالف مع أرسلان في بيروت وضمّ مرشّح له إلى لائحة 8 آذار في مواجهة مرشّح جنبلاط فيصل الصايغ، إلّا أن المرجح أن يبدأ الضغط لسحب شرّوف، بعد التطورات في عاليه.