في عالم تكثر فيه المشاغل، كلٌّ يعاهد نفسه بالبدء في يوم ما ومن ثمّ يؤجّل ويؤجّل… «سأبدأ حمية غذائية يوم الاثنين» من أشهر عبارات المماطلة والتأجيل، وهناك أيضاً: «سأباشر بالعمل على أطروحتي الجامعية الشهر المقبل»، «سأزور هذه الصديقة في عطلة نهاية الأسبوع المقبلة»، «سأذهب إلى الحلاق الأسبوع المقبل»…
الأعذار موجودة
اعتبر الناشر الفرنسي «أنابي» في كتاب «غداً جيّد أيضاً»، أنّ المماطلة ليست سيّئة إلى هذا الحدّ، وتسأل: «لما لا نأخذ وقتاً لإتمام الأمور بدقّة».
من جهته أكد الكاتب البلجيكي فرنسوا وييرجونس أنّ الناس يستخدمون المماطلة كدفاع مناعي في مواجهة مجتمع قاسٍ، وكسلاح في وجه اعتداءات العالم المعاصر.
إلى ذلك، أكّد باحثون من جامعة دو بول في شيكاغو وجود صلة بين المماطلة وقلّة الثقة بالنفس. الشخص قليل الثقة بنفسه يميل إلى عدم الإنجاز وتأجيل المهمّات إلى الغد بسبب الخوف. كما أوضحت دراسة بريطانية أنه كلما خشي الطالب من الامتحان كلما مال إلى تأجيل الدرس والمراجعة.
ومن جهتها، عزت دراسة أخرى المماطلة إلى أسباب بيولوجية خارجة عن إرادة المصابين بها. ورأت أنّ بعض المماطلين لا يتحكّمون بسلوكهم هذا، إذ إنّ تكوين دماغهم يختلف عن غيرهم.
كيف نتخلّص من المماطلة؟
بعيداً من إيجاد أعذار للمماطلة، لمَ لا نحاول أن نضع لها حدّاً. ويعرض الخبراء أساليب قد تساعدكم، للقضاء على تأخيركم المتعمّد.
العمل المتواصل
بدل أن تكدّسوا المهمات الواجب إتمامُها، حاولوا البدء اليوم للتخلّص منها، فإن لم تبدأوا لن تنتهوا.
الترتيب
كتابة المهمات التي عليكم إتمامها على ورقة، يساعدكم في المباشرة بها فوراً وانجازها تباعاً، بدل نسيانها وتذكّرها عند الحاجة. مثلاً دوّنوا خلال الأسبوع ما عليكم اتمامه في العطلة، لكي لا تمرّ العطلة وأنت خملون وتعانون قلّة التركيز، فتبدأون أسبوعاً جديداً وأنتم لم تغسلوا السيارة، ولم تشتروا تلك الأغراض المهمّة… وتشطيب ما أنهيتموه على الورقة يشجّعكم على إتمام المزيد لشطبه.
حدّدوا أهدافاً يومية
حدّدوا ما عليكم اتمامه اليوم بشكل يملأ وقتكم بطريقة مفيدة. وقسّموا يومكم حسب المهمات، مثلاً في الصباح سأنجز هذه المهمة وظهراً تلك وبعد الظهر مهمّة جديدة…
قولوا «لا»
أحياناً تؤجّلون لأنكم منهمكون فعلاً بإنجاز الكثير من المشاغل. تجرّأوا وارفضوا بعض المهمّات التي ستُتعبكم وركّزوا أكثر على ما يفيدكم. أقله أوقفوا الإجابة على تساؤلات وثرثرات هاتفية تهدر وقتكم.
غيّروا
المماطلة أحياناً تُنذر بالتعب والإرهاق والملل. ازرعوا بعض التجدّد في حياتكم، من خلال محاولة تغيير العمل عبر توزيع سيركم الذاتية في مؤسسات شتّى، أو السفر في عطلة، و»عاهدوا أنفسكم بأن تماطلوا غداً بدل تأجيل العمل إلى الغد».