تم وضع حجر الاساس للمشروع الزراعي “معمل عرابة التفاح”، برعاية وحضور النائب ستريدا جعجع في بيت منذر، بحضور النائب البطريركي العام على الجبة وزغرتا المطران جوزيف نفاع ، مرشح القوات اللبنانية في جبة بشري جوزيف اسحق، رئيس اتحاد بلديات قضاء بشري ايلي مخلوف، مدير عام شركة شاباش طوني كيروز، المهندس المتعهد جوني حميد كيروز، المهندس المشرف على البناء وتصميمه من دار الهندسة نديم سلامة، رؤساء بلديات قضاء بشري ومخاتيرها ومنسقي القوات ورؤساء التعاونيات الزراعية وحشد من المزارعين، الى فعاليات اجتماعية وتربوية وابناء المنطقة.
والقت النائب ستريدا جعجع كلمة قالت فيها:”ان الحلم الذي انتظره مزارعو قضاء بشري تحقق اليوم باقامة هذا المعمل.عندما نسعى للانماء أو لتطوير البنى التحتية أو لإطلاق المشاريع، فهذه كلها تصب في هدف واحد هو الإنسان،الذي يبقى محور عملنا وجهودنا فلا معنى لكل إنجاز إن لم يكن في خدمة الإنسان، وتحديدا إنساننا الطيب والصامد والوفي في جبة بشري. لقد قامت استراتيجية عملنا على انشاء المؤسسات لأنها الأكثر ثباتا والأضمن لاستمرارية العمل في سبيل الخدمة العامة.
ساعدنا ونساعد طلاب المنطقة من دون تمييز، وكذلك المدارس لتستمر في رسالتها التربوية، كي لا تفرغ قرانا من أهلها أو تقفل مدارسنا.نفذنا بيت الطالب الجامعي في ضبيه لتسهيل اقامة طلاب المنطقة ومتابعة دروسهم الجامعية كي يتحرروا من أي تبعية او زبائنية. وما زلنا نركز على تطوير واستكمال المستشفى الحكومي بهدف توفير العلاج لأهلنا ومنع ظاهرة الموت على الطرقات.أما مشكلة التفاح في منطقتنا فهي مزمنة على غرار المشاكل الأخرى التي ورثناها عندما وصلنا بإرادتكم إلى سدة المسؤولية.انتظرنا كثيرا حتى ننطلق في هذا القطاع المهم والاساسي من بابه العريض، كي نساعد أهلنا اقتصاديا ومعيشيا ليبقوا متجذرين في ارضهم.أجل،اليوم وصلنا الى هذا الاستحقاق المهم، كي نضع الحجر الاساس مع شركة ” شاباش “والـ ” USAID ” لمشروع عرابة حديثة، هي الاولى من نوعها في لبنان وتتولى تعريب وفحص وفرز وتوضيب التفاح لتصديره الى الخارج بحسب المواصفات المطلوبة عالميا.ولكن قبل هذا المشروع، كنا بدأنا بإنشاء تعاونيات زراعية في القرى والبلدات التي تفتقر إليها، وصولا الى تأسيس اتحاد لهذه التعاونيات، لأنه من دون المؤسسات، لا يمكن لأحد ان يستفيد من دعم الوزارات المعنية في الدولة. لقد اصبح لدينا تعاونيات في البلدات التالية: بان – حدشيت – بشري، بالإضافة إلى بقرقاشا – بزعون – حصرون – الديمان – حدث الجبة وقنات”.
اضافت جعجع: “في العام 2008 اقدمنا على خطوة غير مسبوقة في تاريخ المنطقة، فقد تمكنا من تصدير كمية كبيرة من التفاح الى ليبيا ووصل يومها سعر صندوق التفاح الى 30 الف ل.ل. ولكن، كي نتمكن من تصدير تفاحنا، يجب على المزارعين من أبناء المنطقة الالتزام بالمعايير والشروط الموضوعة عالميا لنتمكن من الوصول الى الاسواق، خصوصا في ظل منافسة ومزاحمة من قبل العديد من الدول التي تصدر التفاح.
أما المشاكل التي نواجهها لتصريف انتاج التفاح فهي متعددة، لكننا سنتصدى لها يدا بيد وبالإرادة الصلبة، وبمعية رؤساء البلديات ورؤساء التعاونيات وبتجاوب المزارعين خدمة لمصلحتهم. وأبرز هذه المشاكل:
1 – لقد كان لدينا بلدان يستوردان انتاج التفاح هما مصر وليبيا، ولكن بسبب الاضطرابات في ليبيا لم تبق إلا السوق المصرية، علما أن اسعارها متدنية، اضف الى ذلك اقفال الحدود مع سوريا بسبب الاحداث الجارية فيها.
2 – ذبابة البحر المتوسط والتي اصابت التفاح في المنطقة منذ أربع سنوات، على أن رش المبيدات العشوائية والترسبات المضرة بالتفاح ساهمت أيضا في اقفال الاسواق الخارجية في وجهنا.
3 – تفاح المنطقة غير موضب ومفرز بحسب اللون والحجم والجودة ويباع بطريقة عشوائية، فيما الاسواق العالمية تطلب مواصفات محددة.
ومن أجل تجنب هذه العقبات، الحل الدائم للدخول الى تلك الاسواق بطريقة علمية، ليرتاح المزارعون ويضمنوا تصريف مواسمهم، هو في الخطوة التي ننجزها اليوم، أي المباشرة بتنفيذ مشروع العرابة في بيت منذر، والذي يتضمن احدث آلة فرز لا مثيل لها في لبنان، لأنها تقوم بغسل وفرز التفاح بحسب اللون، فضلا عن الكشف على كل تفاحة اذا ما كانت غير سليمة او تحمل ذبابة المتوسط، ليتم بعد ذلك تشميعها.
وبامكان هذه الآلة تعريب سبعة أطنان من التفاح في الساعة الواحدة، بالإضافة إلى براد يتسع لمئة الف صندوق معد للتصدير. لقد انشأت بلدية بشري مكتبا زراعيا ليتابع المزارعين من بداية الموسم من أجل ارشادهم الى الطريقة الصحيحة لرش الادوية بعد تقديمها مجانا لهم ولأننا في سباق مع الوقت، قطعنا شوطا متقدما في الدراسة التي اعدها المكتب الزراعي في البلدية. وبشهادة الـUSAID فان هذه الدراسة هي الاولى في تاريخ لبنان، وطلبت من البلدية تعميمها على بقية بلدات منطقة بشري. يبقى همنا الإنسان وتجذره في أرضه، وما نريده هو الوصول إلى حل متكامل ومستدام، ولذلك على المزارعين ورؤساء التعاونيات التجاوب معنا في هذه الخطوة الرائدة من أجل مصلحة المزارعين ومصلحة المنطقة بجميع أبنائها وبلداتها”.
وختمت جعجع :”لا بد من توجيه كلمة شكر للـUSAID وللسيد طوني كيروز على اندفاعه ومبادرته بخلق شركة “شاباش” لدعم القطاع الزراعي في منطقة بشري. كذلك دار الهندسة – شاعر لمساهمتها بتقديم الدراسات الهندسية للمشروع، ومكتب حميد كيروز للتعهدات على مساهمته بالحفريات.كما لا بد من شكر اتحاد بلديات قضاء بشري، وبلدية بشري تحديدا على دورهما في ارشاد المزارعين.عشتم… عاشت جبة بشري، عاش لبنان.