Site icon IMLebanon

هذه أصول دعوات عيد الفصح

كتبت سابين الحاج في “الجمهورية”:
مع بدء الربيع وتفتّح الأزهار يطلّ عيد الفصح، رمزاً للحياة. عادات ورموز كثيرة ترتبط بهذا العيد منها خارجة عن تقاليد المسيحيين، كالبيض الذي يرمز إلى الحياة إذ تخرج منه الصيصان، والأرانب رمز الخصوبة. كما يصنع المحتفلون المعمول، ويحضّرون للقاء العائلة والأصدقاء حول مائدة العيد. وتتحدّث خبيرة الإتيكيت مارلين سلهب لـ»الجمهورية» عن أصول هذه الدعوة، لضمان نجاحها ونشر فرح العيد في قلوب الأطفال والكبار.

تلفت سلهب إلى أنّ لقاء العائلة والأصدقاء حول المائدة يوم عيد الفصح، يختلف عن باقي الدعوات، إذ يمكن أن يكون على شكل Potluck party، حيث يتفّق المدعوون والداعي فيجلب كلّ منهم صنفاً من الأكل معه.

التحضير

لكي يتسنّى للجميع تحضير الأكل، لا بدّ أن يُعلمهم البيت الداعي بالدعوة مسبَقاً. ومن اللياقة أن يجلب كلّ مدعو صنفَ الأكل المتّفق عليه جاهزاً فلا يصل إلى المنزل الداعي ليحضّر الأكل أو ليُكمل ما بدأه في بيته، باستثناء خلط الصلصة مع الأكل. في المقابل، على أرباب المنزل أيضاً أن يشاركوا في التحضير، فلا يتّكلون على المدعوّين. ويُعتبر «الجيغو» أو ساق لحم الضأن صنفاً درج تقديمه في هذا العيد، كما تضمّ الطاولة أصنافاً «قاطعة» في حال وجود صائمين من طوائف أخرى.

في حال حضّر أصحاب البيت الداعي المائدة بمفردهم يجلب المدعوّون معهم هدية، قد تكون على شكل Arrangement chocolat مُخصّص للعيد، أو معمول صُنع في المنزل، يمكن صفّه في جاط ثمين، لإضفاء قيمة مادية عليه. كما يمكن إحضار Arrangement من الأزهار مصمّم ومشكوك فلا يكون على أهل البيت وضعه في مزهريّة.

وإذا خطّط الداعون لإتمام اللقاء في حديقة المنزل مثلاً، يأخذون بعين الاعتبار تقلّبات الطقس، ويجهّزون أنفسهم لإمكانية الدخول إذا ساءت أحوال الطقس.

العيد للأولاد

تضمّ هذه الدعوة الأولاد أيضاً بل تكون بجزء كبير منها مخصّصة للأولاد، أما وإذا أراد الداعي عدم حضورهم فينقل اللقاء لفترة المساء.

ولأنّ الناس في الصيام لا تأكل اللحم والبياض… كان البيض يتراكم في منازلهم، فيزيّنوه في العيد ويخبئونه ليجده الأولاد، ويعتقدون أنّ أرنب العيد هو مَن خبّأه. يفرح الأولاد كثيراً بممارسة هذا التقليد.

وإن كانت لدينا حديقة أمام المنزل يمكن تخبئة البيض فيها وإلّا نُخبّئه في البيت. يستفيد الأهل من هذه اللعبة ليعطوا أطفالهم دروساً في الحياة، ومنها تقبّل الخسارة. لذا لا يجب أن يتدخّلوا في لعب أطفالهم، بل يتركوهم ليبحثوا عن البيض بمفردهم ويتقبّلوا عدم إيجاد الكثير منه مثلاً، أو خسارتهم في «المفاءسة»… كما أنّ وضع طاولة للأولاد مخصّصة للعب وعليها أدوات تلوين يفرحهم ويريح الأهل.

يرتدي الصغار في هذا العيد ثياباً جديدة أو ثياباً لا يرتدونها دائماً، ليشعروا بأنّ هناك فرقاً بين هذا الأحد وغيره. ويعلّمهم أهلهم أن «يعيّدوا» الآخرين، ليس على طريقة الكبار بل أقلّه بكلمات «Joyeuses paques». كما يمكن أن نقدّم الأكل للأولاد قبل الكبار على طاولة مخصّصة لهم.

الزينة
يوضّب أصحاب البيت المضيف كل ما يمكن أن يُكسر من قبل الأولاد، ويهتمّون بالزينة التي يجب أن تعكس فرح العيد وتجدّد الربيع. تُغطّي شراشفُ ملونة بألوان زاهية طاولات عيد الفصح، وفي حال وجود أكثر من طاولة ليس ضروريّاً أن تكون كل الشراشف من نفس اللون. وتُزيّن الطاولات بالأزهار ولكن أيضاً بالجزر وأوراقه، البقدونس، الحامض، والأقحوان لأجواء قروية.

وقد لا تكون الزينة مُكلفة بل بسيطة، من حواضر البيت، وتحمل أفكاراً مميّزة. وطبعاً، إنّ البيض الملوَّن جزءٌ من زينة عيد الفصح، ولمَ لا نلوّنه بطريقة طبيعية ليتمكّن المدعوّون والأولاد من أكله؟

الشكر
تشدّد خبيرة الإتيكيت مارلين سلهب على أهمية أن يشكر المدعوّون «ربّة المنزل» قبل خروجهم، ويعودوا ليتصلوا بها بعد يومين أو ثلاثة لشكرها أيضاً.