اعتبر رئيس حزب “القوّات اللبنانيّة” سمير جعجع أنّ “القوات والكتائب و14 آذار ومستقلين تعرّضوا لحملة تطويق شبه كاملة في منطقة صيدا – جزين، ومحاولات عزل مستمرّة”، مشيراً إلى أنّ “هناك من قام بهذه الحملة لأسباب إيديولوجيّة غير مفهومة بعد انقضاء 30 عام على نهاية الحرب، فيما البعض الآخر قام بعمليّة التطويق هذه لأسباب سياسيّة بحتة، أمّا البعض الثالث فقام بها لأسباب نفعيّة بحتة، لنصل إلى البعض الرابع الذي لا يرغب في أن يكون هناك أيّ قوى سياسيّة أخرى في المنطقة ولكن في نهاية المطاف الواقع هو الذي يفرض نفسه”.
كلام جعجع أتى عقب لقائه أعضاء لائحة “قدرة التغيير” عن دائرة صيدا – جزين: عجاج حداد، جوزاف نهرا وسمير البزري، في معراب، حيث قال: “تشرفت اليوم بلقاء اللائحة غير المكتملة عن دائرة صيدا – جزين التي تذكرني بالسينفونيّة غير المكتملة التي وإن كانت كذلك، إلاّ أنّ هذا لا يمنعها من أن تكون سينفونيّة كاملة وبكل ما للكلمة من معنى”.
وتابع جعجع: “نرغب في أن تكون هذه المعركة ديمقراطيّة فعليّة بكلّ ما للكلمة من معنى إنطلاقاً من إيماننا بأنّه عبر الإنتخابات فقط يمكن لأيّ فريق التعبير عن رأيه وإيصال مشروعه السياسي”، متوجهاً إلى أهالي صيدا بالقول: “هناك من يحاول إعادتكم إلى الماضي إلّا أنّ ما يجب علينا القيام به هو عيش الحاضر والتطلع نحو المستقبل، ولو أنني أريد من الجميع أن يتذكروا جيداً أنّ القوّات اللبنانيّة والكتائب اللبنانيّة هما أكثر من ساهم في إنهاء الحرب الأهليّة والوصول إلى السلم الذي نعيشه حالياً ودفعا غالياً ثمن اتفاق الطائف في الوقت الذي كان فيه الآخرون غير موافقين على هذا الإتفاق ويعارضونه. هناك العديد من الأمور التي تجمعنا مع أهالي صيدا في الوقت الحاضر أقله توقنا وعملنا الدؤوب للوصول إلى دولة قويّة وفعليّة في لبنان ومن أجل الإنتهاء من كل التنظيمات المسلحة المنتشرة بشكل متفلت في الأزقة والشوارع والتي من المفترض ألا يكون لها مكان في أي دولة حديثة”.
وتابع: “ما يجمعنا بأهالي صيدا أيضاً هو التوق إلى هذه الدولة للخروج من الحالة التي نعيشها حيث ربع القرار داخل الدولة فيما ثلاث أرباعه خارجها وهي مسؤولة وغير مسؤولة في الوقت نفسه حيث تنفجر الأحداث في صيدا بين الفينة والأخرى ولا أحد مسؤول عنها فيما الجميع مسؤولون عنها. ما يجمعنا مع أهالي صيدا وجزين هو رغبتنا في أن تكون الدولة نظيفة فيها شفافيّة واستقامة ومن الممكن أن هذه هي الأسباب التي دفعت الكثيرين للتكتل في وجهنا في هذه الدائرة فالبعض يستفيد من غياب الدولة فيما البعض الآخر يستفيد من دولة الفساد القائمة ولهذه الأسباب يرفضون لائحتنا ولا يرفضون القوى السياسيّة التي لا تؤمن سوى بالدولة اللبنانيّة التي هي وحدها الكفيلة بالدفاع عن الأراضي اللبنانيّة حيث يحتكر السلاح بيدها، كما أن هذا البعض لا يريد أي قوى حزبيّة أو مدنيّة تؤمن بدولة نظيفة مستقيمة لا صفقات فيها أو سمسرات”.
واستطرد جعجع: “سنخوض هذه المعركة الانتخابية بكل ما أتينا من قوّة وإيمان وعزم وبتحد كبير للغة الأرقام مع إيماننا بان كل مواطن لبناني لديه التوق نفسه الذي لدينا. من هذا المنطلق نأمل في أن يكون في 7 أيار القادم واقع هذه المنطقة مختلف تماماً لما هو اليوم وكما نتمناه ويتمناه أهالي صيدا وجزين”، مجدّداً التذكير بأنّ “التشكي والبكاء على الأطلال لا يفيد بشيء والنافع الوحيد هو التصرّف يوم الإنتخابات المقدس الذي نستطيع فيه تغيير جوانب كثيرة من حياتنا ونحوّلها إلى ما نتمناه”.
وأوضح جعجع أنه “في 7 أيار يمكننا على الأقل حل مشاكل السير والمياه والكهرباء في لبنان إلا أنه بالنسبة لمنطقة صيدا فهي تعاني من مشكلة أكبر وهي انتشار التنظيمات المسلحة غير الشرعيّة التي تعيث خراباً في أحياء مدينة صيدا”، معتبراً أنّ “هذه التنظيمات وأعضاءها هم من يعملون على التذكير بأيّام الحرب الأهليّة إلّا أنّه قبل القيام بذلك ليخرجوا هؤلاء من الشارع ولتكن الدولة اللبنانيّة هي الوحيدة الموجودة والقانون اللبناني هو السائد في صيدا وجزين واستطراداً منطقة الجنوب كاملة والأراضي اللبنانيّة كافة وعندها لكل حادث حديث”.
وختم جعجع: “على أمل اللقاء في أقلام الإقتراع في 6 أيّار المقبل للتصويت لصالح لبنان جديد الذي لطالما حلمنا به، أترككم اليوم وكلي أمل في أن كل فرد بيننا سيتصرّف بالشكل الصحيح والسلام”.