كتب علي داود في صحيفة “الجمهورية”:
أعلنَت مصادر فلسطينية في مخيّم عين الحلوة لـ«الجمهورية»، أنّ اثنين من المطلوبين البارزين الذين كانوا قد غادروا مخيّم عين الحلوة قبل نهاية العام الماضي، قد عادا مؤخّراً إلى المخيّم، ما يَطرح أكثرَ مِن علامة استفهام حول راعي تلك العودة ويضع مسؤولية كبيرة على الفصائل الفلسطينية في المخيّم.
وعلمت «الجمهورية» أنّ المطلوبَين هما مالك آغا الذي كان قد أوقِف في صيدا القديمة إثر أحداث عبرا على خلفية انتمائه لجماعة أحمد الأسير ومن ثمّ أخليَ سبيله قبل ورود اسمِه مجدّداً في التحقيقات بقضية إرهابية ففرّ إلى عين الحلوة، وخالد الصفدي الذي كان قد ظهر مطلع العام الحالي في شريط مصوّر في منطقة إدلب في سوريا مع الفلسطيني بلال بدر أحدِ أبرز المطلوبين الذين غادروا المخيّم قبل أشهر.
وقالت المصادر إنّ هناك مساعيَ تُبذل بين القيادات الفلسطينية في المخيّم لإعادة تفعيل عمل اللجان المشكّلة بقرار من القيادة السياسية الفلسطينية والتي تمّ الإعلان عنها من دارة النائب بهية الحريري من مجدليون، وفي مقدمتها لجنة ملف المطلوبين في المخيم وغرفة العمليات الفلسطينية ولجنة اللقاء مع الاحزاب السياسية اللبنانية – الفلسطينية.
وذكرَت المصادر أنّ القوى الوطنية والإسلامية في المخيم، ومن خلال لقاءاتها، إنّما تسعى أيضاً إلى إعادة تفعيل عمل القوة الفلسطينية المشتركة في المخيّم بالتنسيق مع الجيش والقوى الأمنية اللبنانية.
إلى ذلك، استأثرَت زيارة رئيس التيار الإصلاحي الديمقراطي في حركة فتح العميد محمود عيسى «اللينو» إلى مخيّم نهر البارد باهتمام الأوساط اللبنانية والفلسطينية من حيث توقيتها ومغزاها وأهدافها، إذ لقيَ ترحيباً واستقبالاً حارّاً في المخيّم وسط رفعِ صورِ النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني محمد دحلان وأعلام التيار.
ولفَتت المصادر المراقبة إلى أنّ الزيارة هدفت إلى تعزيز أوضاع التيار في المخيّم وإقامة شبكة علاقات مع بقيّة الفصائل الفلسطينية في المخيم ولجان الاحياء والقوّة الأمنية تأكيداً على دورها في محاربة ومكافحة المتعاطين والمتاجرين بالمخدرات، مشيرةً إلى أنّ «اللينو» شدّد خلال لقاءاته في المخيّم على الوحدة الفلسطينية – الفلسطينية وعلى حماية المخيّمات كي تبقى واحة أمنٍ واستقرار وعاملاً مساعداً للاستقرار اللبناني.
وكشَفت المصادر أنّ التيار بات يتمدّد في المخيمات الفلسطينية كافة على حساب حركة «فتح» التي يتزعّمها محمود عباس، وهو يقدّم المساعدات المادية والخدماتية من قبَل دحلان وعقيلته جليلة، وهي مقدّمة من دولة الإمارات العربية المتحدة، لافتةً إلى أنّ تحرّكات «اللينو» وتمدُّد تياره في المخيّمات تلقى صدى في الأوساط الفلسطينية بين مؤيّد لها ومعارض.