تساءلت أوساط متابعة مخاض اللوائح في عدد من الدوائر، عما إذا كان الوزير طلال أرسلان أخطأ حين فوت فرصة التحالف الانتخابي مع النائب وليد جنبلاط، وفي دخوله سجالاً خلافياً ومباشراً مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري، وغير مباشر مع حليفه “حزب الله”، بسبب قرارهما الإبقاء على المقعد الدرزي شــاغراً في دائرة بيروت الثانية، وتمسكهما بترشيح النائب أنور الخليل عن المقعد الدرزي في دائرة “مرجعيون حاصبيا” جنوباً، وعدم تحبيذهما استبدال الوزير السابق مروان خير الدين.
وكشفت مصادر نيابية، لصحيفة “الحياة”، تفاصيل المشاورات بين أرسلان من جهة و”التقدمي” و”الثنائي الشيعي” من جهة ثانية، وقالت إن أرسلان بعدما تيقن من استحالة انتزاع موافقة “أمل” و”حزب الله” على استبدال الخليل، بادر إلى تسويق الأخير كمرشح عن المقعد الدرزي في بيروت الثانية، مراهناً على أن لا مشكلة مع حليفيه الشيعيين، وأن بإمكانه الحصول على موافقة “تيار المستقبل”، ظناً منه أن علاقة الأخير برئيس “اللقاء الديموقراطي” وليد جنبلاط قد تهتز في أي لحظة، ما يسمح بدعم خيرالدين على لائحة رئيس الحكومة سعد الحريري.
لكن أرسلان، كما تقول المصادر، فوجئ بأن لا مجال للرهان على خلاف بين الحريري وجنبلاط، وبأن “الثنائي الشيعي” حسم أمره بالإبقاء على المقعد الدرزي شاغراً، في تحالفه مع “جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية” (الأحباش) لخوض الانتخابات على لائحة موحدة في هذه الدائرة.
إلا أن أرسلان لم يقطع الأمل بإقناع “الثنائي الشيعي” بتعديل موقفه، ولم يوفر الرئيس بري من انتقاداته، غامزاً من قناة “حزب الله”، بقوله في تغريدة له: “إن خياراتنا مفتوحة في حاصبيا”.
وكان ترشيح أرسلان، وسام شروف عن المقعد الدرزي في “مرجعيون حاصبيا” متحالفاً مع “المستقبل” و”التيار الحر” أزعج الحزب “القومي”، لأنه يمكن أن يحجب الأصوات التفضيلية لمحازبيه من الدروز عن النائب حردان المرشح عن المقعد الأرثوذكسي.
كما أن إقفال أرسلان -وفق المصادر- الباب في وجه الوسطاء من حلفائه الذين حاولوا إصلاح ذات البين بينه وبين رئيس حزب “التوحيد العربي” الوزير السابق وئام وهاب، بذريعة أنه انقلب عليه، تسبب بانزعاج هؤلاء الوسطاء، لأنه قطع الطريق على خوض قوى “8 آذار” المعركة في دائرة “الشوف- عاليه” بالتحالف مع “التيار الوطني”.
وبالنسبة إلى موقف أرسلان من التحالف مع “التقدمي” في هذه الدائرة، قالت المصادر إن الأخير أبدى استعداده للتعاون على قاعدة أن لا مانع من ضم نائبه في “الحزب الديموقراطي” مروان أبو فاضل إلى اللائحة مرشحاً عن المقعد الأرثوذكسي في عاليه.