Site icon IMLebanon

عكار تنتصر لمشروع الحريري

كتب القاضي الشيخ خلدون عريمط في صحيفة “الجمهورية”:

شهدت عكار في الأيام القليلة الماضية عرساً وطنياً جامعاً باحتشاد الآلاف من المواطنين رجالاً ونساءً، وحتى اطفالاً، ليشهدوا اعلان لائحة «المستقبل لعكار» والتي ضمّت المرشحين للمقاعد النيابية في محافظة عكار التي أطلقها الرئيس سعد الحريري من ضاحية حلبا وجسّدت بتنوّعها النموذج الحيّ للعيش الوطني الواحد الذي امتازت به عكار منذ امد طويل، ووجد اهلها في الحريري المثل والمثال لهم ولصورتهم ووفائهم وبيتهم المفتوح وصبرهم الشديد وعزيمتهم التي لا تلين، فكأنّ الحريري الصادق والصابر ولد بينهم ومن أبنائهم، عاش معاناتهم وصلابة ارادتهم وقهرهم لنوائب الدهر.

كان اللقاء عاطفياً بإمتياز بتدفّق الجماهير العكارية من السهل والقيطع والجومة والدريب ووادي خالد بقوافل سيارة تحمل صورة عملاقة للحريري ومعها وحولها صور المرشحين، وقوافل اخرى كثيرة من الناس سارت على جوانب الطرق، وضاق بهم المكان فتسلّقوا أسطح المنازل وحتى اغضان الاشجار المنتشرة في كل مكان، ليقولوا للحريري ولمشروعه الوطني «نحن معك، ليبقى لبنان سيداً حرّاً عربياً مستقلّاً، ونحن معك ومع مشروعك الوطني بعيداً من الوصاية والتبعية والنظام الامني الذي أساء وشوّه وابتزّ كرامة الإنسان في كل مكان من أرض لبنان، وهو مازال يمارس دوره المشؤوم على الشعب العربي في سوريا الشقيقة من خلال الميليشيات المذهبية والطائفية الفارسية القادمة من كل حدب وصوب الى ارض العروبة والإسلام في سوريا الحبيبة».

المشروع الوطني للحريري هو مشروع «النأي بالنفس والاستقرار والأمان والاعتدال والحرّية والإنماء وعروبة لبنان»، وهو المشروع الواعد لقيام الدولة القوية العادلة في مواجهة التبعية والوصاية والدويلة العاملة لخدمة المحاور الإقليمية، هذا ما يريده اللبنانيون، وهذا ما عمل له الحريري وفريقه السياسي بالتعاون مع رئيس الجمهورية وعدد من القوى الوطنية في عواصم القرار عربياً ودولياً لينتج مؤتمرات داعمة لتنفيذ المشاريع الحيوية في كل لبنان، ومن المؤكّد أنّ عكار سيكون لها النصيب الأوفى والأكثر من هذه الإنجازات، وقد وعد الحريري بها عندما اكّد أنه لا يمكنه كرئيس لمجلس الوزراء أن يوقّع أيّ مشاريع إنمائية لا تكون لعكار فيها الحصة الكبرى من حيث تعزيز الجامعة اللبنانية ومزيد من المشاريع الاقتصادية والانمائية وفي مقدمها تأهيل مطار القليعات وتشغيله، وتنفيذ المشاريع التي أعدّتها وتعدّها البلديات بالتعاون مع محافظة عكار وفعالياتها ونوابها القادمين من رحم الناس وحرمانهم المزمن.

والمشروع الوطني للحريري الذي على اساسه يخوض معركته الانتخابية في مواجهة معارضيه في كل لبنان وخصوصاً حزب الله وحلفائه هو المشروع الذي يبعد لبنان عن الجاذبية الفارسية وحلفائها الى الحضن العربي الممتد من المحيط الى الخليج العربي وعلى وجه الخصوص مع مصر العروبة ودول مجلس التعاون الخليجي بقيادة المملكة العربية السعودية أرض الحرمين الشريفين التي لا تريد للبنان الّا الخير والامن والامان والاستقرار.

عكار الوفاء والشهامة والعروبة والعيش الواحد بين أبنائها مسلمين ومسيحيين ستنتصر لمشروع الحريري الوطني في الانتخابات المقبلة كما كانت دوماً ومنذ عام 2005 وما قبلها مع الحريرية السياسية، وحتماً ستلفظ عكار وأهلها كل بقايا الوصاية الذين تكتّلوا في لوائح متعدّدة لا مشروع لديهم إلّا محاصرة الحريري وإحباط مشروعه الوطني في كل لبنان، هذا المشروع الذي استشهد من أجله رفيق الحريري ومعه رجال كبار من كل لبنان عملوا بإخلاص، منهم مَن انتقل الى رحمة ربه ومنهم مَن ابتعد من البلاد خوفاً من الغدر والاغتيال.

ولا شك في أنّ أبناء عكار وطرابلس وكل الشمال سيكونون مع الوعد والعهد والوفاء للحريري الذي قال رداً باعتزاز على معارضيه ممّن وقف بجانبهم سابقاً ومَن غدر به لاحقاً بأنه «يفخر بأن يكون أبناء كل الشمال اوصياء عليه لا وصياً عليهم، كما أشاع وروّج بعض معارضيه حسداً أو غيرة أو شيئاً من قلة الوفاء.

في 6 أيار المقبل ستقول عكار كلمتها كما طرابلس والشمال وكل لبنان، وسيقبل الناس بكثافة على صناديق الاقتراع لأنّ مَن يتأخر أو يتقاعس عن القيام بواجبه الوطني لانتخاب المشروع الوطني للحريري فكأنه بصورة غير مباشرة، يدعم مشروع الدويلة والمشروع المضاد لاستقرار لبنان وإنماء مناطقه وسيادته على أرضه، وهذا حتماً لا يمكن أن يقبل به ابناء عكار وطرابلس والشمال وكل الشرفاء والأحرار في لبنان.