تشهد القرى المسيحية في منطقة شرق صيدا والتي تم إلحاقها بدائرة الزهراني – صور، حالا من اللامبالاة الانتخابية، ويعلن المواطنون هناك بكل صراحة أنهم لن يتوجهوا الى صناديق الاقتراع لأن المنافسة الفعلية مع لائحة رئيس مجلس النواب نبيه بري معدومة، كما ان هناك حالة من الرفض لتمسك الرئيس بري بالنائب ميشال موسى، وهو على المستوى الشخصي لا غبار عليه، إلا أن القرى المسيحية هناك وسكانها لم يستفيدوا منه في طوال سنوات سدته النيابية بأي خدمات تذكر، وأن جل ما تحقق في تلك المنطقة هو مجرد فتات ما تبقى من خدمات ومشاريع للقرى والبلدات الشيعية.
ويشير المواطنون هناك الى أن وجود المسيحيين العاملين في إدارة حصر التبغ والتنباك الريجي في الغازية يعد أمرا نادرا وان عدد المثبتين منهم في تناقص مستمر حتى أصبح لا يتجاوز العشرة أشخاص، وأن أي مسيحي يحاول كسب وظيفة هناك لا يتاح له الأمر إلا إذا قبل العمل من دون تثبيت وبفترات موسمية لا تصل الى شهرين في السنة، في مقابل أن المواطنين الشيعة يوظفون بالعشرات او بالمئات ويتم تثبيت الكثيرين منهم تحت اي ظرف من الظروف.
ويحمل المواطنون المسيحيون في قرى شرق صيدا الأحزاب المسيحية ولا سيما “التيار الوطني الحر” و”القوات اللبنانية” مسؤولية التفريط بالمقعد المسيحي الوحيد في دائرة الزهراني صور. فلو اتفق “التيار” و”القوات” على دعم مرشح واحد لكان الأمر شكل عملية استنهاض مسيحية لم يسبق لها مثيل تستطيع من دون شك بالتعاون مع ناخبين شيعة وسنة إيصال مرشح الاحزاب المسيحية الى البرلمان. ويستغرب السكان هناك كيف أن “التيار الوطني الحر” و”القوات اللبنانية” لا يتفقان في وجه الرئيس نبيه بري وكل منهما يعارض سياسته ويحاول التخفيف من نفوذه.