طوّر باحثو الذكاء الاصطناعي، نظام إنذار مبكر، عندما تقترب حشرات البعوض منك، وذلك برصد أنين أجنحتها. ويستخدم النظام تطبيقا يمكن تشغيله على الهواتف المحمولة بقيمة 20 جنيها إسترلينيا، لتحليل الأصوات في البيئة المحيطة، وإصدار تحذير لصاحبه إذا سمع صوتا مثيرا للاهتمام، أثناء مرور البعوض، وفقا لصحيفة “ذا غارديان” البريطانية. كما أن ما يميّز التطبيق هو أنه في استطاعته أن يحدد نوع البعوض المار، من توقيعاتها الصوتية، سواء كانت حاملة لمرض الملاريا، أو الأقل خطورة على الإنسان.
ويؤكد المطوّر للتطبيق، يونبنغ لي، من جامعة أوكسفورد، أنه “في استطاعته إنقاذ الأرواح”، وذلك بأنه يخبر الناس عن المناطق المتواجد فيها مرض الملاريا، وأن ذلك البعوض متواجد حوالهم، وأنهم في حاجة لأخذ احتياطات منها، مثل وضع “ناموسيات” وما شابهها.
وتم بناء نظام الإنذار المبكر في التطبيق الجديد، بقيام فريق أوكسفورد بتسجيل طنين البعوض في المختبر، وجمعوا المزيد من التوقيعات الصوتية من المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، وهي وحدة أبحاث عسكرية في كينيا، وعلماء يعملون في غابات تايلاند. بعدها قام العلماء بتحويل الإشارات الصوتية إلى خصائص تردد، وتدريب خوارزمية، لمعرفة نمط التوقيع الصوتي، الذي ينشئه البعوض أثناء الطيران.
وكشفت الاختبارات الأولية للتطبيق في الهواتف الرخيصة، أنها من الممكن أن تكشف عن وجود البعوض من على بعد 10 سنتيمترات تقريبا، ولكن ذلك يتوقف على الضوضاء المتواجدة في الخلفية. ومن المرجح أن يكون النظام أكثر فعالية، إذا تم وضع الهاتف في منطقة جذابة للبعوض، وعلى سبيل المثال إلى جانب مصباح.
ويشير يونبنغ لي، إلى إن هناك أكثر من 3 آلاف نوعا من البعوض في العالم، ولكن حوالي 50 منها فقط، تنتمي جميعها إلى جنس “الأنوفيلة”، الذي ينشر مرض الملاريا بمستويات خطيرة. وثبت أنه مع الانخفاض الحاد لانتشار حالات الملاريا العالمية منذ عام 2010، فإن هذا يعني أن الإصابات آخذة في الارتفاع مرة أخرى، إذ أنه في عام 2016، توفي 445 ألفا على مستوى العالم من الملاريا، والذين كانت النسبة الأكبر منهم في جنوب الصحراء الكبرى بأفريقيا.
ويرغب لي أن يوفر تطبيقه الجديد ذا الإنذار المبكر، حماية أكثر للناس ضد البعوض الحامل للملاريا، وأن يساعد الباحثين على بناء خرائط محدثة لمناطق تواجد البعوض، وأن يمكن العلماء الميدانيين من تحديد البعوض بسهولة أكبر.