Site icon IMLebanon

خوض إسرائيل لحرب في المنطقة رهن توجهات ترامب؟

تثير تصريحات غادي آيزنكوت رئيس أركان الجيش الإسرائيلي بشأن فرضية كبيرة لاندلاع حرب مدمرة العام الجاري ضد حزب الله اللبناني الكثير من التساؤلات بشأن مدى واقعيتها في ظل التوتر المتصاعد على الجبهة الجنوبية وخاصة في قطاع غزة.

وقال آيزنكوت في حديث نقله موقع “المصدر” الإسرائيلي إن “الفرص قائمة هذا العام لاندلاع حرب أكبر مما شهدته السنوات الثلاث السابقة من ولايتي، ومن المحتمل أنني سأقود الجيش في حرب ستندلع خلال سنتي الأخيرة في الخدمة”.

وأضاف رئيس الأركان الإسرائيلي أن “الخطر الأكبر على إسرائيل يكمن في الجبهة الشمالية، ويتمثل في مثلث إيران وسوريا ولبنان”، مشيراً إلى أن العمليات العسكرية في سوريا لا تزال مستمرة، ولن تتوقف.

وكادت آخر عملية قامت بها إسرائيل في الأجواء السورية في فبراير الماضي، أن تتسبب في اندلاع مواجهة إقليمية كبرى، لولا تدخل أطراف دولية وفي مقدمتها روسيا، لإعادة ضبط الأمور.

ومنذ ذلك الحين خفت جولات الطائرات الإسرائيلية، بيد أن مراقبين يرون أن ذلك لا يعني أن إسرائيل غضت الطرف عن تحركات إيران وحزب الله في سوريا، وقد يكون من بين حساباتها شن عملية أوسع هذه المرة في عقر دار الحزب اللبناني، وطبعا في حال اندلعت الحرب فإنها لن تكون كسابقاتها، لجهة أن القيادة الإسرائيلية لن تقتصر على سياسة الردع التي كانت ترمي من خلالها إلى تأجيل “المواجهة الكبرى” بل ستتجاوز ذلك إلى محاولة إنهاء الحزب وتدمير قدراته العسكرية.

ورجح غادي آيزنكوت اندلاع حرب كبيرة مع حزب الله اللبناني في العام 2018، قائلا “إن هذه الحرب في حال اندلاعها، لن تكون مثل سابقاتها، وإن كل ما يقع تحت استخدام حزب الله في لبنان سيدمر، من بيروت حتى آخر نقطة في الجنوب”.

وأضاف “أن إسرائيل سبق أن حددت الآلاف من الأهداف في لبنان لضربها في حال نشوب حربها المرتقبة مع حزب الله”. وأشار إلى أن الجيش الإسرائيلي وضع نصب عينيه مباني عالية عديدة لحزب الله ويعتزم تدميرها، مؤكداً أن صورة الدمار التي ستخلفها الحرب لن ينساها أحد في المنطقة، وأن الحصانة لن تُمنح للمدنيين. وفي إجابة عن سؤال حول إمكانية تدخل إيران ودعمها لحزب الله في حال نشبت الحرب، قال آيزنكوت “إن احتمال حدوث ذلك منخفض جداً”.

وكانت طائرة تجسس إسرائيلية قد سقطت في قضاء بنت جبيل جنوب لبنان ليل الجمعة – السبت. ويعتبر حزب الله أحد أبرز أذرع إيران وقد كانت له مساهمات عديدة في دعم توسع النفوذ الإيراني في دول عدة بالمنطقة، ولكن تبقى المساهمة الأبرز على الساحة السورية التي انخرط فيها مبكرا وتحديدا في العام 2012، لدعم نظام الرئيس بشار الأسد.

ومع أن الحزب تكبد على مدار عمر الأزمة السورية خسائر بشرية فادحة (لا توجد أرقام رسمية بشأنها) إلا أن الثابت أن مقاتليه اكتسبوا خبرات قتالية عالية، كما أن الحرب سهلت لحزب الله تعزيز ترسانته من الأسلحة وسط معطيات استخباراتية تفيد بامتلاكه تكنولوجيا الأسلحة الدقيقة، رغم أن إسرائيل حاولت الحيلولة دون ذلك عبر قصف قوافل يشتبه بأنها محملة بالأسلحة موجهة لحزب الله من سوريا خلال السنوات الماضية.

وهناك نقاش مستفيض على الساحة الإسرائيلية بشأن مدى صوابية القيام بعملية واسعة ضد الحزب، حيث أن هناك تخوفات من الوضع غير المستقر بالمنطقة وخاصة في الجبهة الجنوبية.

وتشهد الأراضي الفلسطينية المحتلة وقطاع غزة تصعيدا كبيرا يتوقع أن يتزايد نسقه مع اقتراب موعد نقل السفارة الأميركية إلى القدس.

في المقابل سيعني التزام إسرائيل الصمت حيال حزب الله إبقاء المجال مفتوحا أمامه لتعزيز قدراته بما يصعب مواجهته مستقبلا.

ويشير محللون إلى أن إسرائيل ستكون بحاجة لدعم كبير من الولايات المتحدة في حال شن هجوم كاسح على حزب الله في لبنان، وهذا أمر ليس الحصول عليه صعبا في ظل القيادة الصقورية الموجودة في البيت الأبيض التي لا تخفي دعمها المطلق لإسرائيل وتفضيلها لخيار المواجهة مع إيران وأذرعها.

ويقول المحللون إن تصريحات آيزنكوت التي تتزامن مع تصريحات الرئيس دونالد ترامب بشأن الانسحاب من سوريا، قد تشي بأن هناك عملا أكبر يتم التحضير له في الكواليس، وقد يكون هذا العمل موجها بالأساس إلى حزب الله. ويلفت هؤلاء إلى أن خيار الحرب على حزب الله يبقى رهين الوضع في الجبهة الجنوبية وتحديدا قطاع غزة وتوجهات الإدارة الأميركية.