كتبت صحيفة “العرب” اللندنية: تثير “تخمة” الشعارات الانتخابية في لبنان جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي. وتنطلق الانتخابات البرلمانية اللبنانية في السادس من ايار 2018 وسيجري التنافس فيها على 128 مقعدا في مجلس النواب.
وتجري انتخابات هذا العام، وفق قانون انتخابي جديد، إذ أدخلت النسبية للمرة الأولى في النظام الانتخابي، وتأتي بعد ثلاثة تمديدات قسرية للمجلس النيابي منذ عام 2003. وستقام الانتخابات النيابية في لبنان، لأول مرة، في ظل سطوة كبيرة لمواقع التواصل الاجتماعي.
فقبل تسع سنوات، تاريخ إجراء آخر انتخابات نيابية، لم تكن الشبكات الاجتماعية منصات للآراء السياسية مثلما هو الحال اليوم.
للشعارات الانتخابية اللبنانية نكتها الخاصة، فبعد إطلاق “حزب الله” شعار “نحمي ونبني”، اختار “تيار المستقبل” التابع لرئيس الحكومة سعد الحريري شعار “نحنا الخرزة الزرقا”.
وغرد الحريري على حسابه على تويتر “اللائحة الزرقا هي الواقفة بالمرصاد، في وجه كل طرف يحاول طمس ذاكرة #بيروت، ويمحي منها رفيق الحريري وإنجازاته وتضحياته، لائحة بيروت وأهلها وقرارها وكرامتها وعروبتها، لائحة “المستقبل لبيروت” #نحن_الخرزة_الزرقا”.
ومن جانبها، اعتمدت “حركة أمل” التابعة لرئيس مجلس النواب نبيه بري شعار “صوتَك أمل”، بينما اختار حزب “الكتائب” التابع لسامي الجميل شعاري “عنا الحل” و”نبض”، واختار حزب “سبعة” شعار “ابتسامة وطن”، فيما اعتمد حزب “القوات اللبنانية” التابع لسمير جعجع في إعلاناته شعار “صار بدا”، و”التيار الوطني الحر” اعتمد “التيار القوي للبنان القوي”.
وفيما يؤكد خبراء أن القوى السياسية نجحت في اختيار شعارات سليمة في الشكل، فأتت مختصرة، بسيطة، ولا تتجاوز بضع كلمات رنانة تجذب الناخب، فقد اعتبرها مغردون “فارغة” وبمضمون لا يُصَدَّق، عكست “وقاحة” صارخة تجلت في أكثر من شعار يبشِر بمحاربة الفساد والتغيير على يد أحزاب تحكمت بالسلطة على مدى 30 عاما.
وتهكم مغرد “بعد الشعارات الانتخابية لبعض النواب الذين حكموا لبنان 40 سنة تظن من خلالها أنهم يترشحون لأول مرة. ما صرلك 40 سنة حاكم وين كنت ما شفنا شيء غير السرقة والفساد.. #مسخرة بالمختصر”.
وتغيب معظم الأحزاب التقليدية عن منصات التواصل الاجتماعي التي أصبحت تُعد جزءا أساسيا من طرق ووسائل الإعلان.
وعلى الرغم من أن “حزب الله” يلجأ إلى مؤسسات ترويج إعلامي، ولديه خبراء في هذا المجال ومراكز أبحاث وإحصاء، إلا أن شعاره الانتخابي “نحمي ونبني” كلف اللبنانيين الدمار والخراب، وفق معلقين.
واعتبر مغرد أن “الماكنة الانتخابية الصدئة تردد نفس الشعارات المستهلكة، نصف مرشحي لوائحكم ماركات مسجلة باسم النظام السوري، جميعنا نعلم أن حزب الله يتحكم بمفاصل الدولة..”.
وقال معلق “الشعارات الخدماتية لمرشحي انتخابات مجلس النواب دليل على كذب الحملات الانتخابية، حيث أن جميع هذه الخدمات هي مهمة الوزارات وليس مجلس النواب”.
وكتب آخر “لقد أثبتت التحالفات الانتخابية أن الشعارات والتصريحات الإعلامية والكنتونات الطائفية وشد العصب كلها سلعة لكسب أصوات الناخبين للتمسك بالسلطة”. وغرد معلق “شعارات المرشحين الحزبيين للانتخابات سخيفة وسطحية وفيها ضحك على العقول ولا تلامس القلوب”.
وغرد وليد جنبلاط “كم يفتقر البعض من التيارات السياسية إلى الذوق والأناقة في التعاطي مع الغير. وكم هي فارغة وتافهة الشعارات السياسية التي ينادون بها. خسرنا في آخر لحظة رجل مبدأ اللواء أنطون سعد بمواجهة حلف المصالح والسلطة، حلف الإصلاح المزيّف”.
وأجابه أحد متابعيه “شر البلية ما يضحك! شعارات حلفائك هي قمة التفاهة والاستهتار بعقول الناس، وتحالفاتك على صعيد الوطن هي تحالفات مصالح واضحة..”.
وقال الإعلامي يزبك وهبي “انتخابات لا أسس فيها أو مبادئ إلا عند بعض الأطراف، وعند الباقي مصالح للوصول ولو على ظهر المبادئ والثوابت، عذرا للتعبير: إنه زمن التكالب على المقاعد #انتخابات 2018”.
وغرد جمال فياض “أيها المواطن الناخب.. جدّد ما تمدّد! #انتخابات 2018”. ويمتاز لبنان بمعيار أصبح رقما أول في السياسية اللبنانية وهو التجييش الطائفي والمذهبي وتأتي بعده “البلطجة” كوسيلة للضغط أو الإقناع والإسكات.
واعتاد اللبنانيون على “أكشن” السياسة اللبنانية بين الحين والآخر، وكأن السياسيين أصبحوا معتادين على خضّ البلد في كل فرصة أتيحت لهم لشد عصب مناصريهم وطوائفهم ومذاهبهم. ويبقى المواطن اللبناني المستعد لكل شيء في سبيل رضى زعيمه وحزبه غافلا عن زاوية أخرى تهم كرامته وحقوقه.
وغرد داوود إبراهيم “بمجرد أن الشعارات الانتخابية لبعض الأحزاب والتيارات تتكلم عن القوة، فهذا يعني أنها لازالت تشعر بالخوف الوجودي وأن ذاكرة الحرب لديها لازالت حيّة”!.
واعتبرت زينب حاوي “تشعر وأنت تسير في #بيروت مع صور المرشحين المقزّزة ولافتات الشعارات الانتخابية أن هذه المدينة الجميلة مشوهة ومدنّسة.. تنتظر الخلاص!”.
وقال محمد علم الدين “الشعارات الانتخابية كلها تشبه بعضها لأنها “مليانة بوتوكس” مثل فنانات هذا الزمان”.
وقالت مغردة “الشعارات والمشاريع الانتخابية شعارات ومشاريع تجعل المستمع إليها يشعر أن مطلقها ‘لح يشيل الزير من البير’ وبعد 6 مايو تنتهي الانتخابات وتختفي الوعود وينسى الكلام، لنعود إلى الواقع وأن لا شيء سيتغير في بلد لم يتغير منذ الاستقلال”…
وأكد مغرد “نريد أن ترجع بيروت مثلما كانت. يلي كان العيش المشترك يجمعنا مش الزعماء تفرقنا. بيروت لنا وحقنا”. وتهكم متفاعل “المهزلة أن كل الشعارات الانتخابية لمحاربة الفساد!”.
وفي نفس السياق قال مغرد “إذا كل الشعارات الانتخابية ضد الفساد، من عامل كل هذا الفساد بالبلد؟”. وعلق آخر “كم من الشعارات الانتخابية فارغة المضمون استهلاكية لمرحلة التصويت فقط.. تعبنا من الدجل”.
ووصف متفاعل “أن هذه الشعارات الانتخابية لا تصلح سوى للدراما الهزلية.. إفلاس فكري وأدبي واجتماعي”. ويعتبر معلقون أن “الفساد المنظم يعصف بلبنان ولابد من حل جذري”.