Site icon IMLebanon

هل تعيد السعودية جمع شمل الحريري وجعجع وجنبلاط؟

أعربت مصادر قيادية في حزب “القوات اللبنانية” عن ارتياحها لأجواء اللقاء الذي جمع رئيس الحكومة سعد الحريري برئيس الحزب سمير جعجع على هامش عشاء السفارة السعودية.

وأشارت المصادر لصحيفة ”السياسة” الكويتية، إلى أنه إذا كان اللقاء هو الأول من نوعه منذ استقالة رئيس الحكومة وعودته عنها، إلا أن التواصل بين الطرفين لم ينقطع في أي لحظة، مضيفة إن الحريري اتصل بجعجع معايداً منذ يومين، وكان اتصالاً مطولاً، ومن ثم أعقب الاتصال بكلام من بكركي بأن العلاقة ممتازة بين “المستقبل” و”القوات” وأن هناك لقاءً قريباً سيحصل بين الطرفين.

وشددت على أن اللقاء الذي حصل يمكن وصفه بأنه “هام جداً” على المستوى الشخصي، لناحية التأكيد على أهمية التواصل، خصوصاً أنه لم يكن هناك أي شعور لدى الحريري وجعجع بأن اللقاء حصل بعد قطيعة أو غياب، وإنما كان طبيعياً.

وأوضحت أن السعودية ميزت منذ اللحظة الأولى بين أمرين: رفض التدخل في الانتخابات النيابية، والأمر الآخر هو أنه على القوى السياسية التي تتقاطع مع بعضها البعض وفق ثوابت وطنية مشتركة، أن تعمل على التنسيق فيما بينها بالخطوط والعناوين الستراتيجية الكبرى.

وأضافت “بمعنى آخر أن التدخل السعودي إذا كان موجوداً، كان في سياق التمني والحرص على القوى السياسية التي تجتمع تحت عنوان مشروع الدولة في لبنان”.

وأكدت أن هناك ستراتيجية سعودية – إماراتية جديدة في لبنان، بعد فترة شهدنا فيها نوعاً من استنكاف سعودي إذا صح التعبير عن التعاطي مع الأمور اللبنانية، حيث ظهر حالياً أن هناك توجهاً جديداً هدفه الأساسي مواجهة المد الإيراني في لبنان، ولذلك فإن المملكة أخذت قراراً ستراتيجياً بأن الجزر لا يجب أن يكون قائماً، بل بالعكس يجب أن يكون هناك مد باتجاه مشروع الدولة في لبنان وتعزيز دورها وتحصين الواقع اللبناني كي لا يكون لبنان لقمة سائغة في فم طهران.

وأشارت إلى أن لقاءً موسعاً بين الحريري وجعجع يمكن أن يحصل في أي لحظة، باعتبار أنه لم تعد أي موانع سياسية تحول من دونه، مضيفة إن عشاء المصالحة الذي حصل برعاية سعودية، سيؤسس لمزيد من اللقاءات، حيث تم الاتفاق على أن كل ما يتصل بموضوع الانتخابات النيابية، لا يمكن تعديله أو تغييره، على أن يعود التنسيق الثلاثي بعد الانتخابات النيابية بين الحريري وجعجع والنائب وليد جنبلاط على المستوى الوطني بشكلٍ منتظم وطبيعي، من دون أن يعني ذلك العودة إلى “14 آذار”.

ووصفت أوساط قيادية متابعة ما جرى في ميناء الحصن، بالاستناد إلى الخلوة التي جمعت القائم بالأعمال السعودي وليد البخاري والموفد الملكي نزار العلولا، على هامش مأدبة العشاء التي أقيمت بالمناسبة بكل من الحريري وجنبلاط وجعجع، بـ”الخطوة المميزة” التي ستكون لها دلالات كبيرة على مستوى ترميم العلاقة بين السعودية وهذه القوى، بعد الفتور الذي شابها في أعقاب أزمة استقالة الرئيس الحريري في نوفمبر الماضي، حيث كان الهدف منها، إعادة جمع حلفاء المملكة التقليديين في بوتقة واحدة من جهة، وانقشاع الضبابية التي هيمنت على علاقة هذه القوى ببعضهم من جهة ثانية، على خلفية تلك الأزمة، كما كان الحال بين الحريري وجعجع، إضافةً إلى أزمة الثقة التي استجدت أخيراً بين الحريري وجنبلاط في بعض التحالفات الانتخابية، نتيجة إبعاد مرشح “اللقاء الديمقراطي” النائب أنطوان سعد عن لائحة “المستقبل” و”الاشتراكي” في دائرة البقاع الغربي-راشيا، والذي اعتبره جنبلاط محاولة لمحاصرته انتخابياً، من قبل التيارين الأزرق والبرتقالي المتحالفين انتخابياً في البقاع.

واعتبرت الأوساط القيادية المتابعة، أن نجاح البخاري والعلولا بإعادة جمع حلفاء المملكة في هذا اللقاء الوطني الجامع، من دون أن يشكل ذلك استفزازاً لأحد من القوى الأخرى، وخاصة ما تضمنته كلمة البخاري من إشادة برئيس مجلس النواب نبيه بري وبدوره الوطني الجامع لوحدة اللبنانيين، هو بمثابة رسالة واضحة لحزب الله وحلفائه، مفادها أن علاقة السعودية مع لبنان راسخة ولن تتأثر بمواقفهم العدائية لها، وكذلك بالنسبة لحديث النائب جنبلاط والتذكير بالدور الوطني والعروبي للملك سلمان، عندما كان في عداد الجيش السعودي في الدفاع عن مصر في حرب السويس 1956، إشارة واضحة إلى متانة العلاقة بين جنبلاط والسعودية، انطلاقاً من حرص المملكة على التنسيق المستمر مع حلفائها وعدم التخلي عنهم.