Site icon IMLebanon

“المستقبل” مرتاح في معركة عكار؟

كتبت بولا أسطيح في صحيفة “الشرق الأوسط”:

خفتت حدة المعركة الانتخابية في منطقة عكار، المعروفة بدائرة الشمال الأولى بعد تشتت القوى المتنافسة بين 6 لوائح وانسحاب النائب خالد الضاهر من السباق النيابي لمصلحة تيار «المستقبل»؛ ما أضعف اللائحة التي شكلها اللواء المتقاعد أشرف ريفي في ظل استبعاد خبراء انتخابيين تأمينها الحاصل الذي يخولها الفوز بمقعد على الأقل.

وتنحصر المنافسة حالياً بين لائحة «المستقبل لعكار» التي شكلها تيار «المستقبل» متحالفاً مع «القوات اللبنانية»، وبين لائحة «القرار لعكار» المحسوبة على قوى «8 آذار»، ولائحة «عكار القوية» التي شكلها «التيار الوطني الحر» بالتحالف مع «الجماعة الإسلامية» بعد تعذر تحالفه مع أي من الفرقاء الأساسيين في المنطقة. ولا يعطي الخبراء الانتخابيون حظوظاً للائحة «لبنان السيادة» التي شكلها ريفي أو للائحة «قرار عكار» المحسوبة على المجتمع المدني، كما للائحة النسائية التي تحمل اسم «نساء عكار» وتشكلت من تحالف 5 سيدات، وهي المرة الأولى التي يشهد فيها لبنان لائحة من هذا النوع.

وفي حين تؤكد مصادر في الماكينة الانتخابية للائحة «المستقبل لعكار»، أن فوزها بـ5 مقاعد محسوم، وأن العمل يتم لكسب المقعد السادس، يشير النائب السابق وجيه البعريني الذي يترأس لائحة قوى «8 آذار»، إلى أن جهودهم تنصب على الفوز بـ3 مقاعد، تماماً كما لائحة تحالف «الوطني الحر» – «الجماعة الإسلامية» التي تركز اهتمامها على مقعدين أو 3.

وقد خصّ القانون الانتخابي الجديد محافظة عكار بسبعة مقاعد نيابية، منها ثلاثة للطائفة السنيّة، واثنان للروم الأرثوذكس، ومقعد واحد للموارنة وواحد للعلويين. ويبلغ عدد الناخبين في هذه الدائرة 276938. وبالتالي، فإن الحاصل المتوقع هو نحو 20693، أي أن على المرشح، لكي يتمكن من الفوز بأحد المقاعد، تأمين أكثر من 20 ألف صوت. ويشكل الناخبون السنة الأكثرية الساحقة في هذه الدائرة، بحيث يبلغ عددهم 186920 ناخباً، أي ما نسبته 67.5 في المائة، في حين يبلغ عدد الأرثوذكس 40606 ناخبين، أي ما نسبته 14.66 في المائة، الموارنة 30208 ناخبين، أي ما نسبته 10.91 في المائة، العلويون: 13767 ناخباً، أي ما نسبته 4.97 في المائة، الشيعة 2911 ناخباً أي ما نسبته 1 في المائة، والكاثوليك 1710 ناخبين، أي ما نسبته 0.62 في المائة، إضافة إلى تسجيل 751 ناخباً إنجيلياً، أي ما نسبته 0.27 في المائة.

وتستبعد المصادر الناشطة في الماكينة الانتخابية للائحة «المستقبل لعكار» أن تتمكن قوى «8 آذار» من تأمين الحاصل الانتخابي: «وبخاصة بعد انضمام نجلي النائبين السابقين وجيه البعريني وطلال المرعبي إلى لائحة (المستقبل)؛ ما سيؤدي تلقائياً إلى تشتيت الأصوات»، لافتة في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن المنافسة الحقيقية تتركز مع لائحة «الوطني الحر» – «الجماعة الإسلامية» التي يتوقع أن تحصد نحو 32 ألف صوت، أي نحو حاصل انتخابي ونصف».

من جهته، تحدث النائب السابق وجيه البعريني عن «تحسن ملحوظ في وضع لائحته مع اقتراب موعد الانتخابات»، لافتاً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن ما يحمّس الناخبين للاقتراع للائحة التي يرأسها هو اقتران الخدمات التي يقدمها منذ سنوات طويلة مع تمسكه بخط سياسي معين لم يحد عنه. ويضيف: «نحن نعمل على كسب 3 مقاعد نيابية من أصل 7، ويمكن الحديث عن نتائج إيجابية متوقعة».

ويعتبر الخبير الانتخابي كمال فغالي، أن نجاح تيار «المستقبل» باستقطاب نجل البعريني تسبب في إرباك في لائحة «8 آذار»، وانعكس إيجاباً لمصلحة لائحة «المستقبل لعكار»، مرجحاً أن يتمكن البعريني الأب من كسب أحد المقاعد النيابية وفي أفضل الأحوال من كسب مقعد علوي إضافي.