فرضت السلطات الإيرانية سعراً موحداً للريال في مقابل الدولار، لتجنّب مزيد من تراجعه القياسي. كما حدد المصرف المركزي حداً أقصى لامتلاك المواطنين عملات أجنبية خارج المصارف، فيما طالب نواب غاضبون محافظ المصرف المركزي ولي الله سيف بالاستقالة، وتحدث ناطق باسم الحكومة عن «حرب اقتصادية» تتعرّض لها طهران.
وخسرت العملة الإيرانية نحو نصف قيمتها في السوق الحرة منذ أيلول الماضي، بعد مخاوف من احتمال إحياء واشنطن عقوبات مفروضة على طهران، إذ هدد الرئيس دونالد ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي المُبرم بين ايران والدول الست، ممهلاً الدول الأوروبية الموقعة على الاتفاق حتى 12 أيار المقبل، لإصلاح «عيوب جسيمة» فيه.
وتراجع الريال على مرات في الأسابيع الأخيرة، ليبلغ 58650 ريالاً في مقابل الدولار عند إقفال المعاملات المالية أول من أمس، مع تزايد الغموض بشأن مستقبل الاتفاق النووي الذي وقعته ايران مع القوى الكبرى في 2015. وبعد لقاء طارئ للحكومة مساء الإثنين، أعلن نائب الرئيس اسحق جهانغيري أن سعر صرف الريال سيحدد بحد أقصى 42000 ريال في مقابل الدولار مع اخضاع مكاتب صرافة العملات الأجنبية لسيطرة المصرف المركزي. ولكن أسعار الصرف الجديدة التي نشرها الموقع الرسمي للبنك المركزي الإيراني على الإنترنت، أظهرت أن البنك حدد يوم أمس أسعار الصرف الرسمية للجنيه الاسترليني عند 59330 ريالاً واليورو عند 51709 ريالات. وقال جهانغيري في تصريح الى الإذاعة الحكومية «للأسف خلال الأيام الماضية، حدثت وقائع في سعر صرف العملات الأجنبية سببت قلقاً للمواطنين».
ولام نائب الرئيس «عوامل غير اقتصادية وغير مبررة وغير متوقعة» تسببت في تراجع الريال، على رغم الأداء القوي للصادرات الإيرانية. وأضاف «لا يجب ان نشهد مثل هذه الأمور في اقتصاد لديه دوماً فائض في العملات الأجنبية. البعض يقول إن أيادي أجنبية تدخلت لارباك المناخ الاقتصادي وبعض آخر يرى مؤامرات محلية تحاك لإحداث عدم استقرار في البلد».
يذكر أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب هدد بالانسحاب من الاتفاق النووي وفرض عقوبات جديدة على ايران الشهر المقبل، إذا لم يتم وضع قيود جديدة على برامجها الصاروخية والنووية. ويرى محللون أن هذا التهديد شجّع الإيرانيين على شراء الدولار أملاً في بيعه لاحقاً لتحقيق مكاسب إذا ما انهار الريال.
وحذر جهانغيري من أن بيع العملات بأسعار أعلى من سعر الصرف الرسمي سيعتبر مثابة «الاتجار بمواد ممنوعة».
وتسارع هبوط الريال منذ منتصف تشرين الأول في وقت كان يتم تداول الدولار بسعر 40 ألف ريال، بعدما هدد ترامب بالانسحاب من الاتفاق حول برنامج إيران النووي.
وفي حال انسحاب الولايات المتحدة، فمن المتوقع أن تعيد فرض العقوبات الاقتصادية المعلقة حالياً بحق إيران، ما سينعكس على اقتصاد البلد ويبعد المستثمرين الأجانب. ولم تحدد السلطات سعر صرف ثابت لليورو أو الجنيه الاسترليني اللذين حققا مكاسب كبيرة في مقابل الريال الإيراني خلال الشهور الأخيرة.