Site icon IMLebanon

بيروت الأولى: الكلمة الفصل للأرمن!

كتبت كارولين عاكوم في صحيفة “الشرق الأوسط”:

تكاد تكون دائرة بيروت الأولى من أكثر الدوائر غموضا في نتائج الانتخابات النيابية انطلاقا من أسباب عدّة أهمّها توزّع الأحزاب المسيحية الرئيسية على لائحتين أساسيتين ودور الصوت الأرمني الحاسم، إضافة إلى دخول المجتمع المدني موحّدا على خط المعركة ما رفع حظوظه بالخرق.

وتضم هذه الدائرة مناطق الأشرفية والمدور والصيفي والرميل، ما جعل المعركة مسيحية – مسيحية بامتياز، بينما تبقى الكلمة الفصل للأرمن الذين يشكلون نحو ثلث الناخبين بحيث تلعب نسبة اقتراعهم في الانتخابات الدور الأهم في ميزان المعركة، خاصة أن التقديرات في هذا الإطار غير محسومة بعدما كانت مشاركتهم في الانتخابات الأخيرة ضئيلة انطلاقا من فوز نوابهم بالتزكية.

وتضم هذه الدائرة 8 مقاعد نيابية موزعة على ثلاثة للأرمن الأرثوذكس وواحدا للروم الأرثوذكس وواحدا للموارنة وواحدا للكاثوليك وواحدا للأرمن الكاثوليك وواحدا للأقليات.

ورغم أن الحاصل الانتخابي في هذه الدائرة يعتبر الأدنى بين كل الدوائر الانتخابية ويقدّر بنحو 6500 صوت، فإن المعركة هي من الأبرز في لبنان في منطقة كانت تعرف خلال الحرب اللبنانية بـ«المنطقة الشرقية»، حيث الغالبية المسيحية وجميع نوابها من المسيحيين، ما جعل الأحزاب المسيحية تدخلها من الباب الانتخابي الواسع.

ويتنافس في «بيروت الأولى» لائحتان أساسيتان محسوبتان على أحزاب السلطة، تضم الأولى «التيار الوطني الحر والحزبين الأرمنيين الأساسيين، الطاشناق والهانشاك»، إضافة إلى «تيار المستقبل»، أما الثانية فيه فتجمع «حزب القوات اللبنانية» و«حزب الكتائب» و«حزب الرامغفار الأرمني»، إضافة للوزير ميشال فرعون، وذلك في مقابل المجتمع المدني الذي اجتمع مرشحوه في لائحة واحدة تحت عنوان «كلنا وطني»، إضافة إلى لائحة رابعة غير مكتملة تضم ميشيل تويني والنائب سيرج طورسركيسيان وشخصيات مستقلة.

ومع إقراره بغموض نتائج هذه الدائرة التي تبقى مرتبطة بشكل أساسي بالصوت الأرمني، يرجّح الباحث في الدولية للمعلومات محمد شمس الدين، فوز لائحة «التيار والمستقبل» بستة مقاعد ولائحة «القوات والكتائب» باثنين، مع تأكيده أن نسبة مشاركة الأرمن ستكون حاسمة، في حين يؤكد شارل جبور، مسؤول الإعلام والتواصل في «القوات»، أن حظوظ لائحته كبيرة.

وترى المرشحة عن لائحة المجتمع المدني الإعلامية بولا يعقوبيان، أن المعطيات تشير إلى خرق لائحة «كلنا وطني» بما لا يقل عن مقعدين.

يقول جبور لـ«الشرق الأوسط»: «حظوظنا بالفوز كبيرة لكن ووفق النظام النسبي الجديد لا يمكن أن نضمن إقفال الدائرة»، منطلقا مما يصفه بـ«تاريخ المنطقة التي لطالما كانت في الخط السيادي منذ ما قبل الحرب اللبنانية وما بعدها وصولا إلى ثورة الأرز في عام 2005». ويرى أن خرق المجتمع المدني لن يكون بأكثر من مقعد، معتبرا أن الاستناد إلى نتائج الانتخابات البلدية في عام 2016 غير دقيق، لأنها لم تكن ذات طابع سياسي ولم تعمل الأحزاب عليها كما يجب، بينما اليوم المعركة هي حزبية سياسية بامتياز وبالتالي على المجتمع المدني اليوم إثبات حجمه وقدرته على الخرق.

في المقابل، تجزم بولا يعقوبيان، الإعلامية المرشحة في لائحة «كلنا وطني»، بحصول مفاجآت في الانتخابات النيابية المقبلة، وتوضح لـ«الشرق الأوسط» بقولها: «تواصلنا مع اللبنانيين يؤكد أن هناك نسبة كبيرة منهم باتت ترفض الأحزاب التي حكمتها عشرات السنوات من دون أن تقدم لها شيئا. هؤلاء باتوا يريدون شخصيات قادرة على محاسباتها في وقت لم تعد قادرة على محاسبة الزعيم الذي وإن بدّل ببعض وجوه المرشحين فلا يزال متمسكا بالسياسية العامة نفسها».

وبين اللوائح الأربع التي رست عليها المعركة الانتخابية، يرى شمس الدين في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن مشاركة الأرمن ستحدد النتائج النهائية، موضحا: «إذا ارتفعت النسبة عندها فستكون بلا شك لصالح لائحتي السلطة وتحديدا لائحة (تيار المستقبل) المتحالفين مع أكبر حزبين أرمنيين، مرجحا عندها حصول هذه اللائحة على ثمانية مقاعد مقابل اثنين للائحة القوات والكتائب»، أما إذا تراجعت نسبة المشاركة فعندها قد يستفيد المجتمع المدني بالفوز بمقعدين.

ويقدر عدد الناخبين في بيروت الأولى بنحو 134 ألف ناخب، يتوزعون وفق أرقام وزارة الداخلية، على أرمن أرثوذكس 37905 ناخبين أي 28.33 في المائة، 25695 ناخبا من الروم الأرثوذكس أي 19.2 في المائة، 17647 ناخبا من الموارنة أي 13.19 في المائة، 13108 ناخبين كاثوليكيين أي 9.8 في المائة، 13060 ناخبا سنيا أي 9.76 في المائة، 7459 ناخبا من الأرمن الكاثوليك أي 5.57 في المائة، 5279 ناخبا من السريان الكاثوليك أي 3.95 في المائة، 4012 ناخبا من اللاتين أي 3 في المائة، 3852 ناخبا من الإنجيليين أي 2.88 في المائة، و2663 ناخبا من الشيعة أي 1.99 في المائة.