أشار المرشَّح عن المقعد الماروني في كسروان جبيل المحامي نعمان مراد، إلى أن استقالته من التيار لم تكن وليدة الساعة، بل كانت بمثابة “آخر الدواء الكيّ”، وأنه بعد اعتراضات كثيرة داخل التيار لم يجد آذانًا صاغية، ولم يرَ حلاً سوى أن يتماشى مع مبادئه وقناعاته، وأن لا يكون شاهد زور على التجاوزات والمخالفات داخل الحزب، واستشهد بكلام للإمام علي قائلاً: “حين سكت أهل الحق عن الباطل، توهّم أهل الباطل أنهم على حقّ”، ومن هنا قال أنه لم يعد جائزًا السكوت عن الفساد والصفقات التي يقوم بها “الفاسدون الجدد” وهو مستعد لمناظرة مع القيادة لتبيان الخيط الأبيض من الخيط الأسود، بالوثائق والبراهين.
وفي مقابلة له عبر برنامج “مانشيت المساء” عبر إذاعة صوت لبنان، قال مراد: “إن نضاله مع رفاقه في التيار استمرّ لفترة 27 سنة منذ زمن الإحتلال السوري، وهو لم يألو جهدًا إلا وقام به، ورفض كرسي النيابة في ظل الإحتلال بل وأكثر من ذلك، استقبل الحشود العونية في دارته في عرمون في العام 1996، حين تقرّر القيام بمهرجان المقاطعة، والذي حضره كل من يوسف سعدالله الخوري وفؤاد النفاع وجبران التويني ودوري شمعون وتوفيق الهندي وابراهيم أسطفان وأمير كتان، وكان “الجو رهيب” حين طوّق الجيش المنزل لحماية الحضور، وحيّا ظباط وعناصر الجيش اللبناني.
وتابع الحديث عن مرحلة تأسيس التيار الوطني الحرّ ومرحلة خوضه للإنتخابات الداخلية داخل الحزب، وانتخابه عضوًا في المجلس السياسي فيه من قبل منسقيّات الحزب في كلّ لبنان.
وعن انضمامه إلى لائحة “التغيير الأكيد” المدعومة من القوات اللبنانية، أشار مراد الى أنها بمثابة التنفيذ الفعلي لإعلان النوايا وتفاهم معراب، وأن هذا التفاهم هو الذي ساهم وثبّت وصول الرئيس عون إلى سدّة الرئاسة وسدّ الفراغ في المركز المسيحي الأول والجمهورية اللبنانية.
كما ذكّر بالمسيرة الوطنية للشيخ بشير وكيف زار وادي الفتوح وجديدة غزير حيث ألقى خطابه الشهير بعد زيارة فتوح كسروان ودشن تمثال الشهداء في غبالة ومرّ بدير مار نقولا بحضور السفير البابوي ومن ثمّ انطلقت معركته لرئاسة الجمهورية، وأضاف أن الحلم الذي رحل برحيل بشير الجميل، استعيد مع العماد الرئيس عون.
ووجّه انتقادات قاسية لقيادة التيار بالأخصّ في ما خصّ الآلية الحزبية والقانونية، وكيفية وجوب اختيار ممثلي التيار على أساس الكفاءة العلمية والأقدمية، وقال: “الإنتخابات تفصيل بسيط، إنما ما نشهده من تجاوزات داخل التيار لم تعد تحتمل. فأين هم الحزبيين الممثّلين الفعليين للحزب؟”
ودعا الشباب إلى عدم اليأس والهجرة، بل الإنخراط في العمل .
وفي إطار آخر، حذّر من القروض التي وُعد بها لبنان من أن تكون مرتبطة بملف النازحين السوريين كما حصل في ملف اللاجئين الفلسطنيين، أن يتحول موضوع النزوح السوري إلى ورقة تفاوض وضغوط على الدولة اللبنانية.
كما حذّر من اللذين يحاولون شراء الأصوات وقال بأن أهل كسروان ليسوا للبيع، وصوتهم اليوم له قيمة فوق المادية، وهو الذي يحدّد مصيركم.
وختم حديثه بالقول: “خذوا القرار وطنيًا وكسروانيًا ولا تدعوا شيء يخيفكم ويدفعكم إلى اليأس، إنها لحظة تاريخية، ولا تتطلب سوى القرار…”
وأنهى كلامه: “أنا منّي مرشّح على النيابة، أنا مرشّح لإحكي بالحق!”