كتبت رنا سعرتي في صحيفة “الجمهورية”:
لم يعد أمام الانطلاق في مشروع توسعة اوتوستراد جونية – طبرجا، المشروع الحلم المنتظر منذ العام 2006، عوائق، بعد أن أتمّ مجلس الانماء والاعمار المرحلة الاولى من المشروع، وهي الاصعب، المتعلّقة بالاستملاكات.
أنجز مجلس الإنماء والإعمار أخيراً الاستملاكات اللازمة لمشروع توسعة الاوتوستراد الساحلي الممتد من نهر الكلب الى طبرجا، وأتمّ عملية شراء العقارات التي تعيق عملية التوسعة، والتي سبق وحددها بـ 34 مليون دولار وفقا لمرسوم أقرّه مجلس الوزراء في تموز 2017.
وأكد المهندس المشرف على مشاريع مجلس الانماء والاعمار إيلي الحلو لـ»الجمهورية» انه تمّ رصد الاعتمادات اللازمة للاستملاكات، «ونقوم حالياً بدفع التعويضات للمتضرّرين»، لافتا الى ان مجلس الانماء والاعمار قام أيضاً بالتصديق على عروض الاستشاريين الذين سيقومون بعملية الاشراف على تنفيذ المشروع، على ان يتم طرح المناقصة بالنسبة للمتعهدين في غضون شهرين بالحدّ الاقصى.
وبالتالي، من المتوقع ان ينطلق مشروع توسعة اوتوستراد جونية – طبرجا في الصيف المقبل، في حال لم يكن هناك أي علامات استفهام حول نتائج المناقصات، لينتهي المشروع وفقا للتقديرات، في العام 2021.
تجدر الاشارة الى ان مشروع تأهيل وتوسيع اوتوستراد جونيه الساحلي تم تمويله عبر قرض من البنك الاوروبي للتثمير EIB بقيمة 70 مليون يورو، يشمل الطريق الساحلي انطلاقا من محوّل الذوق أي نفق نهر الكلب وصولا الى طبرجا، على طول 10.5 كلم.
وتشمل عملية التوسيع في الاتجاهين، ازالة الجزيرة الوسطية على الاوتوستراد، ليصبح هناك 3 خطوط سريعة في كل اتجاه، وخط خدمة رابع يؤمّن للمواطنين الدخول الى المتاجر الموجودة إلى جانب الطريق، يكون مفصولا عن الخطوط الرئيسية بحاجز خرسانة بارتفاع 80 سنتيمترا. على ان يتم فتح مداخل ومخارج من والى الخطوط السريعة عبر طريق الخدمة التي يبلغ عرضها 5,5 امتار.
وستتم إزالة 3 جسور من أصل 5، واعادة بنائها من جديد، لأنها تضمّ خطي سير فقط في كلّ اتجاه، ويجب ان تصبح 3 خطوط في كلّ اتجاه.
وتعتبر عملية الاستملاكات، المرحلة الاولى من مشروع توسعة وتأهيل الاوتوستراد الساحلي الممتد من نهر الكلب الى طبرجا، حيث سيتم استملاك عقارات تقع على يمين الطريق في اتجاه طبرجا وعلى يمين الطريق في اتجاه بيروت، وهي في معظمها عقارات عبارة عن مساحات خالية من أي منشآت، في حين ان عدد المباني القانونية التي توجّب استملاكها لم يكن كبيراً، لأن غالبية المحال التجارية والمباني الملاصقة لجانبي الاتوتستراد، هي مخالفات وتعديات لا يُطبّق عليها قانون الاستملاك.
ومن المقرر، لتسهيل حركة المرور وتخفيف ضغط السير على الاوتوستراد خلال فترة توسعته، انشاء 3 طرق وصل (Link Roads) عند الجهة الشرقية لهذا الاوتوستراد: طريق يربط منطقة غزير بمنطقة ادما، وطريق يربط منطقة ذوق مكايل بمنطقة حارة صخر، وطريق يربط منطقة ساحل علما بمنطقة غزير.
كما سيتم تأهيل طريق سكك الحديد واستعماله مؤقتا كخط مساند للاوتوستراد خلال مراحل التوسيع. وسيتم العمل على توسيع كلّ اتجاه على حدة، وتحويل السير على يمين وشمال الاتوستراد على التوالي من اجل اتمام العمل في الجزيرة الوسطية.
تجار جونية
في هذا الاطار، تساءل رئيس جمعية تجار جونية روجيه كيروز حول جدّية الانطلاق بمشروع توسعة اوتوستراد جونيه، قائلاً ان الوعود باستئناف المشروع قديمة جديدة، «لذلك لم نعد نثق بالمواعيد المحددة، رغم ان مشروع المرفأ السياحي وتوسعة اوتوستراد جونية، مشروعان ملحّان».
وتخوّف من أن يكون مشروع توسعة اوتوستراد جونية شبيه بمشروع تأهيل قطاع الكهرباء في لبنان الذي يكبّد الخزينة منذ 30 سنة مليارات الدولارات «ولا نزال لغاية اليوم من دون كهرباء».
وقال كيروز لـ«الجمهورية» ان الارقام التي تم دفعها مقابل الاستملاكات تعتبر جيّدة ومقبولة ولم تظلم أصحاب الاملاك القانونية.
أما بالنسبة لصعوبة إزالة الأكشاك(kiosk) المخالفة والمدعومة من جهات سياسية، والممتدة على طول اوتوستراد جونيه، قال كيروز ان ذلك أيضا مرتبط بجديّة تنفيذ المشروع.