بدا واضحا من المواقف الايرانية ومواقف “حزب الله” بعد الضربة الاسرائيلية لمطار تيفور السوري ومقتل عدد من الايرانيين، أن الرد على ما قامت به إسرائيل هو قيد التحضير، وان هذا الرد سيكون أيضا رسالة الى التحالف الدولي الذي شن هجوما على سوريا على خلفية استخدام اسلحة كيماوية.
وانطلاقا من هذا الواقع يبرز السؤال عن الساحة التي سيحصل فيها الرد، هل هي لبنان؟ هل هي سوريا؟ هل هي الداخل الفلسطيني؟
تقول المعلومات والمعطيات إن الايرانيين يدرسون الرد في الساحات الثلاث مع تركيز على الساحة الداخلية لإسرائيل كي يكون الرد فاعلا من الناحية العسكرية وكي يثير الرعب والهلع في صفوف الاسرائيليين باعتبار أنه إذا تمكن المنفذون من الوصول الى أهدافهم في داخل إسرائيل فإن ذلك يعني أن كل الاجراءات والتقنيات الأمنية والاستخباراتية الإسرائيلية قد فشلت.
وفي هذا المجال لا يستعجل الايرانيون الرد، ولكنهم في الوقت عينه لا يستطيعون الانتظار الى ما لا نهاية، ما يعني أن الرد في الساحتين السورية والللبنانية يبقى واردا إذا كان صعبا ومكلفا في الساحة الإسرائيلية.
في الساحة السورية لا حرج على الايرانيين و”حزب الله” في الرد، ومكان الرد معروف وهو في الجولان المحتل رغم ان ذلك سيستتبع ردا إسرائيليا محدودا تنتهي بعده الأمور إلى هدوء بانتظار احتكاك جديد.
في الساحة اللبنانية تبدو الأمور أكثر تعقيدا، فهنا أصابع الرد ستشير فورا الى “حزب الله” مع ما يعني ذلك من تعقيدات على الساحة الداخلية وسجال يتعلق بمبدأ النأي بالنفس، إلا إذا كان “حزب الله” قد قرر تخطي هذا المبدأ لصالح ولائه لإيران واعتباره أن ردا عبر مزارع شبعا المحتلة لن يكون مختلفا عن الرد عبر الجولان باعتبار ان ردة الفعل الإسرائيلية ستقتصر على قصف بعض قذائف المدفعية وغارة محدودة، ولن تجنح القيادة العسكرية الإسرائيلية نحو تصعيد شامل باعتبار أنها تدرك الثمن الباهظ الذي ستدفعه إزاء أي عمل عسكري كبير.
صحيح أن طبول الحرب تقرع من جانب إسرائيل وأحيانا من جانب بعض اللبنانيين ولكن الأهم يبقى ان الضوء الأخضر الدولي لم يعط بعد لتدهور شامل في المنطقة.