اعتبرت مصادر رفيعة في حزب «القوات اللبنانية» أن «للضربة الأميركية على سوريا، بعدين، الأول له طبيعة عسكرية للقول للنظام السوري ومن خلفه، أن هناك أسلحة ممنوع استخدامها، وأن هناك خطوطاً حمراء لا يمكن تجاوزها، وبالتالي تذكير الجميع بهذه الخطوط القائمة على مستوى استخدام بعض الأسلحة، أما البعد الثاني وهو الأهم، أي البعد السياسي، بمعنى أن الولايات المتحدة تريد أن تقول إن المبادرة النهائية والأساسية على مستوى أي تسوية في المنطقة، هي مبادرة أميركية بامتياز وليست روسية، ولا يمكن لموسكو أن تتجاوز الولايات المتحدة في سورية باعتبار أن أي حل في سورية لن يكون على طريقة القضم التدريجي الذي كان قائماً من خلال محاولة السيطرة على الأرض، من أجل فرض أمر واقع، خلافاً للإرادة السورية والعربية والدولية».
وقالت المصادر لصحيفة »السياسة» الكويتية، إن الضربة جاءت في هذا التوقيت «من أجل أن ترسم حدود الروس على مستوى الشرق الأوسط وعلى المستوى السوري بشكل محدد، وكذلك الأمر جاءت لتقول إنه لا يمكن لأي تسوية أن تكون على طريقة الأمر الواقع، وهذا يفرض أن تأخذ أي تسوية بعين الاعتبار الأهداف الأميركية والسعودية، ولا يمكن تهريب أي تسوية معينة».
وشددت على أن «ما بعد هذه الضربة، ستكون روسيا وكل الأطراف المعنية بالملف السوري أخذت درساً أساسياً بأن لا سلام في سورية ولا تسوية فيها، عن طريق فرض أمر واقع، أي أن الضربة الأميركية أرادت القول، إن هذا النظام لا يمكن أن يمثل مستقبل سورية، وأن الأسد لا يمكن أن يكون من ضمن سورية، لأنه عندما يتبلور أي حل سيكون هو خارج التسوية، وأيضاً لا يمكن للولايات المتحدة أن تتخلى عن تحالفاتها الطبيعية، وفي طليعتها مع السعودية في سورية».
وإذ أكدت أن «الضربة الأميركية لن تقود إلى أي مواجهة عسكرية لاحقة مع الروس أو الإيرانيين الذين يدركون جيداً، أنه ليس بمقدورهم مواجهة الإرادة الأميركية العالمية وفي سورية بشكل خاص»، فإنها شددت على أن «الانتخابات النيابية في لبنان ستجري في موعدها، لأن الحرب السورية لن تتمدد إلى لبنان».