* مقدمة نشرة أخبار “تلفزيون لبنان”
الضربة حصلت، والضارب اعتبرها تحذيرا، والمضروب حسبها إنتصارا. هذه هي الحال في سوريا الجريحة، أما العالم فهو منقسم بين ما يصف الضربة بالضرورية وبين ما يعتبرها جريمة.
وبين هذا وذاك عودة الى مجلس الأمن المأزوم، الذي يدرس الشكوى الروسية من تعريض السلم الدولي للخطر، والذي يبحث نتائج الضربة وطبعا أسبابها، لكن النتيجة المنتظرة ستكون مزيدا من الولوج في مشاريع الحلول للازمة السورية. هذه المشاريع فيها أزمة أيضا بين الطرح الاميركي لتطبيق مقررات مؤتمر جنيف، والتمسك الروسي بمقررات مؤتمر سوتشي.
وفي ظل كل ذلك، تنعقد القمة العربية في السعودية ليكون هناك بيان عن سوريا في حين ان الاساس لفلسطين.
الضربة الأميركية- البريطانية- الفرنسية كانت بصواريخ من البحر والجو، وفي مقابلها صواريخ مضادة روسية.
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أن بي أن”
أرادوها ضربة لحفظ ماء الوجه كأضعف العدوان، فلم يكتب حتى ذلك لهم. تسللوا على جنح الظلام بصواريخهم، ليجدوا أن عاصمة الياسمين تنتظرهم بمضاداتها بعد أن توضأت وحملت صليبها. ومع الفجر أذنت لصلاة الصمود أن حي على النصر، فأسقطت صواريخ العدوان وأهدافه معها بـ S-200.
بينما كانت أمة العرب نائمة، خاضت دمشق حربا في مواجهة ثلاث دول يقال إنها عظمى، فانتصرت مجددا.
عراب العدوان دونالد ترامب أشاد بالضربات التي نفذت بدقة، وفق ما وصفها، وتوجه بالشكر لفرنسا وبريطانيا على قوتهما العسكرية. ترامب أكد أيضا أن الضربات حققت نتيجة جيدة ولم تكن لتحقق نتائج أفضل، واختصر عدوانه بكلمتين: المهمة أنجزت.
العدوان الثلاثي أظهر حقيقة مسرحية “الكيميائي”، لا سيما أنها جاءت متزامنة مع ما كشفته اعترافات أبطالها من جهة، ولقطع الطريق على بدء عمل لجنة التحقيق التابعة لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية من جهة ثانية.
ووفق مقولة رب ضارة نافعة، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها ستبحث مسألة إعادة تزويد صواريخ S-300 لدمشق بعدما حصل اليوم، فكيف سيكون حينها المشهد؟.
المواقف العربية توزعت عشية قمة العرب في السعودية. لبنان رأى أن ما حصل فجر اليوم في سوريا لا يساهم في ايجاد حل سياسي للازمة السورية، مشيرا الى ان الحوار حاجة ضرورية. فيما دعا العراق القمة لمناقشة تداعيات العدوان. وأبدت مصر قلقها مقابل ترحيب بالعدوان من قبل كل من السعودية وقطر والبحرين.
على المستوى الدولي، عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن لبحث العدوان على سوريا، بدعوة من موسكو الذي ذهب مندوبها الى وصف العدوان على سوريا بالبلطجية في العلاقات بين الدول.
ولأن عز الشرق أوله وآخره دمشق، رأت حركة “أمل” أنها وكل الشرفاء لا يمكنهم أن ينأووا بأنفسهم عن استهداف سوريا ودورها، خصوصا أن هذا العدوان يطاول في تداعياته منطقة الشرق الأوسط. فيما اختصر الرئيس نبيه بري المشهد بأبيات لمهدي الجواهري عندما قال: دمشق صبرا على البلوى، وعند أعوادك الخضراء بهجتها، كالسنديانة مهما ساقطت ورقا.
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “المستقبل”
ساعات الفجر الأولى، حملت إلى سوريا حمما وصواريخ، عبر سلسلة غارات شنها الطيران الحربي الأميركي بالتعاون مع طائرات تابعة للقوات الجوية البريطانية والفرنسية، ردا على استخدام نظام الأسد للأسلحة الكيماوية في دوما.
وفيما تباينت ردود الفعل على الضربة التي استهدفت مواقع تابعة للنظام في دمشق وحمص، التأم مجلس الامن الدولي في جلسة طارئة بطلب من روسيا لمناقشة تداعيات الضربة، وطرحت موسكو على اعضاء المجلس مشروع قرار يطالب بالتنديد.
وما استفاقت عليه سوريا من غارات، ستكون تداعياتها غدا على طاولة القمة العربية الـ29 في السعودية، والتي يشارك فيها لبنان الرسمي ممثلا برئيسي الجمهورية ميشال عون ومجلس الوزراء سعد الحريري.
وفي الداخل أيضا، وكما على امتداد العالم تباينت الآراء من الضربة. رئيس الجمهورية ميشال عون أكد أن ما حصل في سوريا لا يساهم في ايجاد حل سياسي للأزمة السورية؛ مشيرا إلى أن الحوار حاجة ضرورية لوقف التدهور. أما “حزب الله”، فجدد وقوفه الى جانب نظام الأسد، فيما اكد تيار “المستقبل” أنه لن يضع نفسه في موقع التأييد أو التهليل لضرب أية عاصمة عربية مهما تعددت الاسباب الإنسانية الموجبة لذلك، وقال إنه لا يمكنه أن يتخذ من هذا الموقف سببا لتغطية المجازر المريعة التي أقدم عليها بشار الأسد وحلفاؤه الدوليون والاقليميون.
وفي بيان تيار “المستقبل” أنه يتطلع لأن تشكل الاحداث الأخيرة، منعطفا في تاريخ الحرب السورية، وأن يصحو المجتمع الدولي على مبادرة جدية، تفتح آفاق الحل السياسي وتسحب كل التشكيلات العسكرية والمسلحة التي شرعوا أمامها أبواب المشاركة في تأجيج الحريق السوري.
انتخابيا، استمرت التحضيرات وتلاحقت مواقف المرشحين، فيما جدد رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري دعوته لاهالي بيروت للاقتراع بكثافة في السادس من أيار لمنع اختراق قرار العاصمة ومصادرته، في وقت كانت القراءات تتوالى لمعاني الجولة التي قام بها الرئيس الحريري في مرجعيون وراشيا وشبعا وبلدات العرقوب حيث استقبل بحفاوة لافتة، مؤكدا ان الدولة سترعى احتياجات الناس، وان زمن غياب الدولة قد انتهى.
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “المنار”
هو فجر جديد للشام وسيفها الذي ما غاب ولن يخيب. وكتاب مجد سيحفظ تاريخه العنيد، لن يبدل فيه عدوان سمي ثلاثيا، وجمعت له دول اقليمية وعالمية، حتى استوت العنتريات والتغريدات إلى حرب كونية لبضع دقائق لا ساعات، تصدت لها المضادات السورية، فافشلت جل اهدافها، ولم تصب الا هدف حفظ ما تبقى من ماء وجه الرئيس الاميركي دونالد ترامب، فلا يكفي ان تكون الصواريخ ذكية لكي تصيب اهدافها، بل يجب الا تحركها قرارات غبية.
لم تعد مسرحية الكيميائي في دوما هي الحدث، بل مسرحية العدوان الثلاثي التي تناثرت بعده الخطابات والمغالطات كصواريخه المشظاة، ولم يتمكن العالم من معرفة حقيقة موقف الحلفاء، اخبروا روسيا عن الهجوم قال الفرنسيون، ولم يخبروها قال الاميركيون، دمروا مقارا للجيش ومراكز ابحاث كيميائية كما يزعمون، بل وجهوا رسالة لمنع استخدام السلاح الكيميائي قال آخرون، وفي الختام لا يريدون حربا صرح البنتاغون، ولم يكن في الامكان اكثر مما كان قال ترامب في التغريدة التي اعلن فيها انجاز المهمة.
الأهم في مشهد اليوم، هو الشعب السوري الذي ملأ ساحات دمشق عقب العدوان المشؤوم، هاتفا باسم سوريا الواحدة العصية على اعتداءات التكفيري الوكيل، وعدوان الاميريكي، العدو الاصيل.
أما حلفاء سوريا من روسيا الى ايران ومن العراق الى اليمن وبعض لبنان وكل حركات المقاومة والممانعة والدول الحرة بالقرار، كانت مواقف الادانة والتحذير من جر المنطقة الى ما لا تحمد عقباه، واعتبار العدوان الثلاثي بلطجة اميركية- فرنسية- بريطانية خرقت الانظمة الدولية، وتفردت بقرار من دون انتظار حتى تحقيق البعثة الدولية للتحقيق باستخدام الاسلحة الكيميائية.
اما التحقيق في التاريخ فيعود الى العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 ضد جمال عبد الناصر والقوميين الذين يحملون عنوان العروبة بوجه العدو الصهيوني، وهو اسم العدوان نفسه اليوم والهدف نفسه ضد العروبة الحقة خدمة للعدو الاسرائيلي، وبتمويل عربي خليجي عشية قمة لمنظمة تسمى جامعة عربية.
ومع كل ما جرى وما قد يجري من تطورات، فان دوما السورية باتت محررة من الارهاب.
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أم تي في”
بعد مخاض طويل منح النظام السوري كل الفرص لنقل اسلحته الفتاكة الى اماكن آمنة، قصفت الولايات المتحدة بمعاونة رمزية من فرنسا وبريطانيا المواقع التي يفترض ان يكون الاسد يصنع فيها ويخزن الاسلحة الكيميائية.
الضربة تحولت من عقابية الى ضربة توقيف كلام وانقاذ لماء الوجه، لذا حصل توافق بين بوتين وترامب اراح الاثنين، فالاول لم يتراجع والثاني اوحى وكأن الضربة حصلت باذن متحفظ منه.
اما رئيس النظام السوري المنفصل عن الواقع، فأنزل جمهورا محتفيا بالنصر وارسل شرطته لتسلم الامن في الغوطة، ونشر إعلامه شريطا مصورا يدخل فيه انيقا قصره في الصباح وكان شيئا لم يحصل، لم لا وهو اعتاد ان تعقد المؤتمرات التي تقرر مصيره ومصير بلاده في غيابه؟.
اميركا راضية عن محصلة الضربة، موسكو راضية ايضا لان احدا من عناصرها لم يصب، ولان الصواريخ والطائرات المغيرة لم تخرق مناطق السيادة الروسية في سوريا.
في المحصلة الأميركية، الغارات حققت الغاية المرجوة منها، وارفق الاعلان بتحذير للأسد بانه ان عاد الى الرذالة عاد التحالف لاستكمال العقاب.
لبنانيا، رئيس الحكومة طبق سياسة النأي بالنفس عما جرى في سوريا، رئيس الجمهورية اعتبر ان ما يجري ليس الوسيلة الفضلى لحل الازمات، والرئيس بري استعان ببيت شعر من الجواهري للشد على يد دمشق.
مواقف رفع العتب واللامواقف، ستسهل مشاركة لبنان في القمة العربية في الظهران في السعودية، الى حيث توجه الرئيسان عون والحريري عصرا.
اما في الشأن الداخلي، فصوت طبول الانتخابات اعلى من ازيز التوماهوك.
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أو تي في”
نفذ الثلاثي واشنطن- لندن- باريس أخيرا ضربته المتوقعة والمنتظرة على دمشق، ونفس الاحتقان السائد منذ أسبوع في الغرب المأزوم، في استحضار وتكرار للمدمرة نيوجرسي العام 1983، كما ذكرت ال “او تي في” منذ 3 ايام، باشر الثلاثي تنفيذ الغارات المدفوعة الاجر سلفا على طريقة الصفقات التجارية والمالية.
صواريخ على مبان مهجورة ومواقع متروكة. دمار وغبار وكلام الليل يمحوه النهار.
العام 1956 نفذت لندن وباريس وتل ابيب عدوانا ثلاثيا على مصر، ردا على تأميم رئيسها جمال عبد الناصر قناة السويس. اعتبرت واشنطن يومها بقيادة نجم الحرب العالمية الثانية دوايت ايزنهاور ان الوقت ملائم لضرب بريطانيا وازاحتها عن زعامة النظام العالمي القديم، وهذا ما حصل. منذ ذاك الحين أفلت شمس الامبراطورية البريطانية التي كانت يوما لا تغيب عنها الشمس، وبزغ فجر الامبراطورية الاميركية وصارت واشنطن زعيمة ما سمي بالعالم الحر والنظام العالمي الجديد. اليوم وللمفارقة تأخذ واشنطن مكان اسرائيل في العدوان الثلاثي الجديد على سوريا، التي واجهت حربا أممية منذ 7 سنوات.
أخيرا نفذت واشنطن غاراتها الاعلامية، وعليها يمكن تسجيل الاستنتاجات والملاحظات الاتية:
– الغارات وقعت على اماكن ومواقع غير ذات اهمية استراتيجية، وهذا باقرار المواقف والتصريحات الاميركية التي ركزت على المبنى اكثر من المعنى.
– كان لا بد لترامب ان يضرب بعد ان الزم نفسه ووضع ما تبقى من مصداقيتة وصورته المهتزة على المحك.
– اثمرت الاتصالات المباشرة وغير المباشرة بين الغرب وموسكو عن ضربة تنفيسية وغارات استعراضية مدروسة ومحدودة. وكان لافتا الموقف الروسي الذي سربته وكالة “نوفوستي” قبل يومين ومفاده ان الرد الروسي على الهجوم الاميركي سيكون مرتبطا بحجم هذا الهجوم.
– اسرائيل هي الخائب الاكبر من الهجوم المحدود الذي ارادته فرصة لمباشرة مسار تصعيدي في المنطقة بغطاء أميركي- غربي، فجاء الاتفاق الاميركي- الروسي غير المعلن ليضعها جانبا، أقله في المرحلة المقبلة المنظورة.
– صحيح ان ترامب مأزوم ومتوتر، لكن موسكو وطهران لن تكونا في وضع افضل اذا لم تردا على الضربة. فالسكوت قد لا يكون علامة الرضا لكنه مؤشر على عدم الرغبة في التصعيد، اما الرد فقد يفتح الباب على مواجهة تمتد من سوريا الى لبنان مرورا بالاردن، وهذا ما لا تسمح به التسوية السياسية الكبرى المنتظرة في سوريا بين الجبارين.
– في المحصلة قد يكون ابعاد اسرائيل عن التدخل ثمنه منع اندفاعة ايران وحلفائها باتجاه الرد. توتر من فوق وتهدئة من تحت. ترامب يقول انه لا يستبعد اقامة علاقات طبيعية في المستقبل مع موسكو وطهران. الى التسوية در. الغارات الاعلامية انتهت وغدا يوم آخر.
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أل بي سي آي”
حققت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا وفرنسا الأهداف من الضربة التي استهدفت سوريا، فقضت البلدان الثلاثة على الجزء الأكبر من الترسانة الكيميائية للنظام السوري، وبدت العواصم المعنية مرتاحة لدقة العملية، التي، صحيح انها لم تستهدف حلفاء سوريا، أي روسيا وإيران و”حزب الله”، الا انها أوصلت الرسالة: “نحن قادرون على التحرك بسرعة وممنوع تخطينا”.
روسيا، الحليف القوي لسوريا، حققت بدورها مبتغاها، فثبتت معادلة جعل نظام دمشق خطا احمر، كما رمت بكرة نار الضربة الملتهبة الى ملعب الامم المتحدة، التي تناقش مشروع قرار روسي، يعتبر العملية انتهاكا لميثاق المنظمة الدولية.
حليفا سوريا أي ايران و”حزب الله”، أصدرا بيانين، لم يتخطيا سقف الاستنكار الشديد للعملية والتحذير من تداعياتها على المنطقة.
أما دمشق، فبدت كمن استوعب الضربة المحدودة، كما وصفها البنتاغون.
كل ما تقدم، يضع سوريا أمام المعادلة التالية: لا احد يريد التصعيد ولا احد يرغب في الذهاب الى حرب كبرى، فهل تمهد الضربة لمفاوضات جديدة ترسم حلا سياسيا لبلاد دمرت وقتل اهلها وهجروا في أقاصي الارض؟، أم ان الحرب في سوريا وتنازع المصالح حولها أقوى حتى الساعة من منطق السلم؟.
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “الجديد”
فجرا وخلسة عن غفوة العالم، ارتفع أدرينالين الجنون فكان القرار بالضربة. لكن فجر الشام كان فواحا بعطر ياسمينه الذي لم يئن، والصواريخ المجنحة لم تكسر خجل دمشق. الطائرات ضربت وهربت، والشعب خرج محتفلا بخيبة أمم غير متحدة إلا في الموافقة على وأد الشعوب وضرب حضاراتها، تؤدي فروض الطاعة للأقوى ولا تلوي إلا على القلق بعد وقوع الواقعة.
عرف ترامب ومعه فرقة الردادة البريطانية- الفرنسية مكانة المسلحين الذين يقدر عددهم بعشرات الآلاف عند خاصرة العاصمة السورية، ورأوا فيهم مادة جاهزة للانقضاض على دمشق وربما احتلالها وتغيير نظامها، لكن الرياح سارت بما لا تشتهي أنفس ثلاثي العدوان، إذ غيرت روسيا ومعها النظام مسار الريح، أحبطا المخطط وأفرغا الغوطة ودوما من الإرهابيين الذين سيعودون بالتأكيد إلى بلاد المنشأ، فكانت الضربة الاستعراضية الخاطفة على مواقع شبه لهم بأنها كيميائية.
لم ينتظر سيد البيت الأبيض، ومعه دول المناداة بحقوق الإنسان، كي ينتهي فريق اللجنة الدولية الى حظر الأسلحة الكيميائية من إعداد تقريره، بعد مهمة انطلقت اليوم، فأصابت الصواريخ الذكية والجميلة عمل مراقبي اللجنة، وشكلت إهانة واحتقارا للشرعية الدولية.
وإمعانا في إذلال العرب، جاءت الضربة على مشارف قمة الرياض ووسط انقسام البيت العربي على نفسه.
في أول تغريدة له، كتب ترامب المهمة أنجزت، معربا عن فخره بالجيش الأميركي الذي لن يكون له نظير بفعل مليارات بيت المال المسلم، وانبرى البنتاغون محتفيا بإطلاق مئة وخمسة صواريخ على ثلاثة أهداف ولمرة واحدة هدفها القضاء على “داعش” ولا تستهدف تغيير النظام في سوريا. فرنسا قالت إن الرسالة وصلت إلى النظام السوري. بريطانيا اشتعلت بسجال داخلي بين رئيسة وزرائها تيريزا ماي التي ألغت وجود المعارضة السورية بقولها لا يمكن أن يمتلك أي طرف غير النظام سلاحا كيميائيا، وبين رئيس حزب العمال جيرمي كوربين الذي رد بأن القنابل لا تنقذ أرواح المدنيين. روسيا دعت إلى جلسة طارئة لمجلس الأمن، ووزير خارجيتها حشر الدول المعتدية في بيت اليك لكونها نفذت الضربة بناء على معلومات من التواصل الاجتماعي.
ومع ذلك، فإن الضربة لم تفسد في ود الاتفاق الأميركي- الروسي قضية، إذ إن الصواريخ لم تجنح صوب القواعد الروسية على الأراضي السورية، ومرت من الخاصرة الأضعف فوق الأجواء اللبنانية، وبنك الأهداف عمم بالبريد السريع، فتولت واشنطن إبلاغ تركيا، والكرملن أقام خطا ساخنا مع قصر الشعب، فأعلنت دمشق تلقيها إنذارا مبكرا للضربة. هذه المنظومة المبكرة سمحت للدفاعات السورية بأن تكون بأبهى صورة لم تبلغها القبة الحديدية نفسها، فالدفاعات اعترضت وابلا من الصواريخ وغيرت تصنيفها من ذكية الى غبية.
ومكافأة لمعركة التصدي، أعلنت روسيا أنها تبحث تزويد سوريا منظومة ال أس ثلاث مئة، وقد أعذر من أنذر.