ذكرت صحيفة “الجمهورية” انه فيما ندّدت موسكو بالضربة العسكرية، وأكّدت بلسان نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف أنه تمّ التخلّص كلياً من الترسانة الكيميائية السورية تحت إشراف دولي، طمأن مصدر ديبلوماسي مطّلع على أجواء موسكو الى أنّ “لبنان ما زال محيَّداً عن حروب المنطقة، وروسيا تريد هذا الأمر أيضاً، وتعلم طبيعة علاقته مع الغرب وحساسية الموقف اللبناني، لذلك هي تعمل ما في وسعها للحفاظ على أمنه واستقراره، ولا تعمل لكي يصبحَ ساحةَ نفوذ لها”.
وكشف المصدر لـ “الجمهورية” أنّ “الاتصالات بين موسكو وواشنطن لم تنقطع طوال الأسبوع الماضي وحتى تنفيذ الضربة العسكرية، وقد استمرّت حتى بعد تسديدها، كذلك جرت اتصالاتٌ بين روسيا والدول الكبرى المشارِكة في تنفيذ الضربة وقد زُوِّد الروس بالمعلومات الكافية للإبتعاد من مراكز توجيه الضربات، فحصل القصف من دون وقوع خسائر”.
وأوضح المصدر أنّ “روسيا تفهّمت حاجة الولايات المتحدة الأميركية الى عمل كهذا لكي تقول واشنطن إنها موجودة في المنطقة، ودورُها واضح، وهي حاضرة في لعبة تقاسم النفوذ، كذلك فإنّ المواقع التي استُهدفت وأهمّها المراكز العلمية والتطويرية، تُريح إسرائيل، وهذا الأمر لا تعارضه موسكو لأنّ العلاقات الروسية- الإسرائيلية هي في عصرها الذهبي”.
وشدّد المصدر على أنّ “سوريا تمثّل إحدى أهمّ ثوابت روسيا في السياسة العالمية، و يظهر ذلك جلياً من خلال العقود التي أبرمتها مع النظام من أجل البقاء في القواعد العسكرية لمدةٍ تصل الى 99 عاماً، وهذا الأمر يتمّ بعلم واشنطن والدول الكبرى”.
وأكّد المصدر أنّ “الضربة لن تؤثر في العلاقات الأميركية- الروسية، لأنّ واشنطن غير متحمِّسة أصلاً لإسقاط الأسد، وهي لم تتحرّك لدعم المعارضة منذ نشوء الأزمة السورية عام 2011”.