من الطبيعي ان تشهد الأجواء اللبنانية، ارتفاعا تدريجيا في درجات الحماوة الانتخابية كلّما اقترب موعد الاستحقاق المرتقب في 6 أيار المقبل. فشدّ عصب القواعد وتحفيزها على المشاركة في الانتخابات، يتطلبان خطابات “عالية السقف” نوعا ما، وهكذا هي الحال في كل دول العالم، غير ان مصادر سياسية مراقبة تطمئن عبر “المركزية” الى ان هذه السخونة ستبقى محصورة في إطار الاعداد للانتخابات ولن تتوسع او تخرج عن السيطرة في شكل يتهدد الاستقرار المحلي او الاستحقاق، وسط حرص داخلي – خارجي عليهما.
ولفتت المصادر إلى أن “أشد الكباشات التي تُسجّل على الطريق الى 6 أيار، تدور اليوم بين حزب الله وتيار المستقبل، لا سيما في بيروت”، مضيفة أن “التيار الازرق يعتبر المعركة في الدائرة الثانية ذات رمزية كبرى، ويرى انه يواجه منفردا لوائح تمثّل كلّها، مباشرة او غير مباشرة “الحزب”، في مواجهة يريد بيت الوسط حسمها لصالحه، فيشكّل 7 ايار 2018 ردا مدويا على 7 ايار 2008، وفق ما تؤكد كوادره قاطبة.”
أما ثاني أكبر “الحروب” الانتخابية، فبطلاها التيار الوطني الحر وحركة أمل، وقد دارت أحدث فصولها “على أرض” رميش الجنوبية الاحد الماضي، التي قال منها رئيس “التيار الوطني الحر” الوزير جبران باسيل: “إن البلدة واجهت واحتضنت، ولا تكافأ بالتهديد بلقمة عيشها إذا قامت بخيارها السياسي الحر”، لافتاً الرميشيين إلى أنه “لا أحد يستطيع ان يهددكم أو يخيفكم، أنتم محميون بحمايتنا، بحماية رئيس البلاد وحكومتها ونوابها، وهذا الخوف اصطناعي، اصطنعوه لكم”، ما استدعى ردودا قوية من مسؤولين في حركة أمل وصلت الى وصف باسيل بوزير “الفتنة”، علما أن “سهام” رئيس التيار لم توفر ايضا “القوات” و”الاشتراكي” حين قال منذ ايام، عن معركة عاليه الانتخابية “إن تياره ليس معنياً بالمصالحة، بل الذين سالت الدماء على ايديهم”.
لكن مهما اشتدت هذه المواجهات، تشير المصادر إلى أن “ثمة اتفاقا ضمنيا بين القوى السياسية كلها، أو ثابتة يلتقون جميعهم عندها، تتمثل في ضرورة إبقاء المناوشات مضبوطة تحت سقف الاستقرار السياسي”، مؤكدة أن “أيا من الاطراف لا يريد كسر الخطوط الحمراء، مهما عنفت المواجهات بينها في الدوائر الانتخابية.”
وتابعت المصادر: “حتى “حزب الله” يتمسك بمناخات “التهدئة” ويحرص على إبقاء “الجسور” قائمة بينه وبين ألد خصومه، ومنها مثلا “القوات اللبنانية” التي تواجهه في عقر داره في بعلبك – الهرمل، وتيار المستقبل.”
وفي السياق، تكشف اوساط مقربة من الضاحية لـ”المركزية” أن “الحزب” سيتجنب الصدامات مع اي فريق سياسي، وهو ضنين بالمحافظة على قواعد الاشتباك التي تحكم اللعبة المحلية منذ عودة الرئيس سعد الحريري عن استقالته، رغم التباين في المواقف والتباعد في مقاربة العديد من المواضيع والملفات، ويحرص على عدم الذهاب نحو اي خطوات يمكن أن تزعزع أسس التسوية الداخلية”.
ولتأكيد ما تقوله، تذكّر الاوساط بأن “الحزب” نادرا ما يهاجم “المستقبل”، على عكس الاخير الذي لا يوفر مناسبة انتخابية الا ويصوّب نحوه، وتذكّر ايضا بكلام الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله الاحد من مشغرة حيث سعى إلى ردم الهوة التي أحدثتها الحرب السورية بين أبناء المنطقة، مذكّراً بأن “العلاقة الاجتماعية والاقتصادية بين أهل البقاع الغربي ودمشق كانت جزءاً من الحياة الطبيعية لأهل المنطقة”.
ورأت المصادر أن “ثمة حزامان يحميان الاستقرار راهنا، يتمثلان في تهيّب الجميع في الداخل لحساسية ودقة الوضع في المنطقة من جهة، وفي تمسّك المجتمع الدولي والاقليمي بهدوء وأمان لبنان الذي يستضيف اللاجئين بمئات الآلاف على أراضيه.”