“إذا أتت مذمتي من ناقص فهي الشهادة بأني كامل”… هذا هو حال سفير دولة الامارات العربية المتحدة في بيروت حمد الشامسي مع بعض الإعلام الأصفر اللون والهوية. ليس من قبيل الصدفة أن تنطلق الحملة عليه يومي الاثنين والثلثاء بعد عودة السفير الشامسي من اجتماعات مؤسسة الانتربول العالمية، في محاولة يائسة للتعمية على الانجازات التي تحققت في ظل الدعم الذي وفرته دولة الامارات لهذه المؤسسة عبر سفيرها.
النجاح الذي حققه الشامسي على أكثر من مستوى يدحض افتراءات اعلام حزب الله، الذي أصبح فاقداً للمصداقية. إن ما راكمته دولة الامارات على الساحة اللبنانية سياسياً وخدماتياً وإنمائياً لا يصب حتماً في خدمة منهج التخريب الذي يقوده أتباع إيران في لبنان ومن هنا يمكن فهم هذا الهجوم على الدور الاماراتي بقيادة الشامسي في ترجمة عملية لمنهج دولته في ترسيخ الاعتدال والتسامح في المنطقة والعالم.
من يراقب التصاريح العلنية للسفير الاماراتي في بيروت يلاحظ دون كثير عناء تركيزه الدائم على الاستقرار ودعمه وعلى تعزيز كل المؤشرات الايجابية للعلاقة اللبنانية الاماراتية. في المقابل فإن الذين يستضيفون الشخصيات العسكرية الضالعة في تخريب المنطقة من العراق الى سوريا واليمن وصولا الى لبنان لن يستسيغوا هذا الحرص الاماراتي على استقرار لبنان، وهو ما يعبر عنه الشامسي في كل موقف ومناسبة.
على صعيد المبادرات فلتدلنا “الأخبار”، والأطراف التي تقف خلفها، على مبادرة إنسانية قامت بها هذه الجهات لصالح لبنان وشعبه أو لصالح النازحين السوريين. فليقدموا للشعب اللبناني كشفاً بما وضعوه على الأرض فعلاً غير القتل والتشريد والتهجير. بهذا المعنى لا يمكن مقارنة السفير الشامسي مع أولئك الظلاميين الذين يعرفون كيف يحيكون مؤامراتهم في العتمة. فالسفير الاماراتي الذي غالباً ما يتواجد على الأرض وبين الناس في اي حملة استجابة أو في تدشين مشاريع لا يتواجد هناك لجذب الضوء والكاميرات بل للوقوف على الحاجات الفعلية للناس ولتوجيه فريق عمله للوصول الى أفضل النتائج.
على المستوى السياسي نجح الشامسي في خلق تحوّل كبير في العمل الدبلوماسي، هو ليس من دبلوماسيي حفلات الكوكتيل ولكنه ممن يجيدون وصل الجسور. فليدلنا كتّاب المقالات على شخصية سياسية معتدلة لا يلتقيها الشامسي، أو على دور تخريبي بين طرفين قام به. سيعجز هؤلاء عن الاتيان بمثل واحد، فمن لا يذهب سفير الامارات اليه يستقبله ليس حباً بالصورة بل لتعزيز ثقافة الحوار في لبنان والتي منها يأتي التسامح الذي تنادي به دولة الامارات.
لا يمكن أن نطلب من فريق يحترف هدم كل شيء من السياسة الى الامن والاقتصاد على الأرض مرة وعلى الورق وفي الاعلام مرات ومرات عرض نماذج بناءة سبق أن قدمها، رصيدهم صفر.
المعارك التي تقودها “الأخبار” اليوم ضد دولة الامارات وتواجدها في لبنان عبر السفير حمد الشامسي هي جزء من حرب لها امتداد اقليمي بين محوري الاعتدال والتسامح والخير في وجه محور الفساد والانعزال والشر، والخير ينتصر دائماً.