تشهد دائرة الشمال الثانية معركة انتخابية محتدمة عبرت عنها أعداد اللوائح المتنافسة (أكبر عدد لوائح بعد بيروت الثانية) التي رست على ثمانية موزعة على هيئات المجتمع المدني وأقطاب الشارع السني الشمالي الذين فضل كل واحد منهم خوض الاستحقاق منفردا لإثبات قدرته التجييرية في معقله بمعزل عن حلفاء الامس.
أمام هذا المشهد وعشية الاستحقاق الانتخابي، ترتفع حماوة المنافسة في الدائرة التي تشهد سجالات على المستويين الشعبي والسياسي خصوصا بين تياري العزم والمستقبل، حيث يخوض الاول تحدي توسيع عدد مقاعده خصوصا في طرابلس حيث يملك النفوذ الاكبر نسبة لقضائي المنية والضنية، مقابل سعي الثاني الى المحافظة على أكبر عدد من المقاعد التي حصدها في انتخابات 2009، رغم صعوبة ذلك مع اعتماد القانون النسبي.
وما تصريح الوزير محمد الصفدي ضد الرئيس نجيب ميقاتي الاحد الفائت في فيديو مسرب خلال اجتماعه مع ماكينته الانتخابية سوى المؤشر الى احتدام المعركة.
ويأتي ذلك وسط اتهامات تطال السطلة السياسية بالتدخل لصالح لوائح على حساب أخرى.
وكشفت مصادر مقربة من “تيار العزم” أن “كلام الوزير الصفدي ذو خلفية شخصية وليس سياسية، علما أننا في طرابلس لم نعتد على كلام مماثل حتى بين الخصوم”، مضيفة أنه “ما قيل لا يليق به ولا بمقامه، ولا ينم عن خصومة شريفة”.
وتابعت المصادر: “لائحة العزم تسعى الى حصد أكبر حاصل ممكن يخولها تأمين أكبر كتلة في الدائرة، على رغم كل الضغوط التي تمارسها السلطة السياسية ضدنا، من خلال استخدام الاجهزة والادارات الرسمية لتوجيه خيارات الناخبين، وتقديم الرشاوى”.
وأشارت مصادر مقربة من الوزير الصفدي، إلى أنه “ما قيل قد قيل ولن ندخل في سجالات وإهانات شخصية”، معتبرة أن “ادعاءات لائحة العزم هي استثمار انتخابي لحشد أكبر عدد من الاصوات”.
أما بالنسبة للاتهامات التي تطال لائحة المستقبل باستخدام نفوذ السلطة السياسية، فقالت: “لا يجب أن نستغرب هذه التهم عشية الانتخابات، من منطلق سعي الخصوم الى حشد الناخبين من خلال ادعاء دور المظلوم”، داعية من يملك “براهين ليتقدم بها الى القضاء”.
وعلى ضفة “المستقبل”، لفت عضو مكتبه السياسي مصطفى علوش إالى أن “الاتهامات بتدخلات سياسية لا تفاجئنا، خصوصا من قبل من هم خارج السلطة”، داعيا المعترضين الى “عرض المعطيات التي يملكونها على هيئة الاشراف على الانتخابات. أما الكلام لمجرد استجرار العطف فهو أمر متوقع عشية كل استحقاق انتخابي”.
ورأى أن “تصريح الوزير الصفدي بحق الرئيس ميقاتي، قد يكون قاسيا لكنه ينم عن معاناة مريرة معه ومن منطلق تجربة شخصية”، مشيرا الى أن “ميقاتي هو حصان طروادة النظام السوري في طرابلس، ولكن بلباس وسطي”.
وعن المنافس الاكبر لتيار المستقبل بين اللواء أشرف ريفي والرئيس ميقاتي، قال: “إن أيا منهما يمثل خطرا حقيقيا على المستوى الوطني، أما على المستوى المحلي، فالرئيس ميقاتي بفعل الموقع الوسطي الذي يدعيه، إضافة الى قدراته المالية، فيشكل منافسا للتيار”.