IMLebanon

قفزات هائلة في مجال قراءة أفكار البشر

يعمل العديد من العلماء حول العالم على تطوير تكنولوجيا تمكّن الإنسان من التحكّم بأجهزة إلكترونية كثيرة عبر الأفكار والإشارات الدماغية، وتمكّن الأجهزة من قراءة دماغ الإنسان.

وتحاول معاهد متخصّصة عدة حول العالم، تطوير تكنولوجيا تساعد الإنسان على التواصل مع العالم المحيط به حتى لو انعدمت قدرتُه على الحركة تماماً. ويعتمد مبدأ هذه التكنولوجيا على قراءة وفهم الإشارات التي يولّدها الدماغ من الخلايا العصبية التي تعمل بدورها على تحفيز التفاعل الكيميائي الناقل للإشارات العصبية، لتنتج ومضات كهربائية تشبه الشيفرات، يعمل الكمبيوتر على حلّها واستيعابها ومن ثمّ قراءتها وتنفيذها وتحويلها الى كلمات مكتوبة أو مسموعة. ومن إحدى الطرق التي يتمّ استخدامها، التخطيط الكهربائي لقشرة الدماغ من خلال الاستعانة ببعض برامج الكمبيوتر من أجل معرفة الأفكار والكلمات التي يتخيّلها العقل البشري، ما سيمكّن من مراقبة الخلايا بشكل فردي وبدقة عالية. ويتمّ توصيل الأقطاب بأسلاك مباشرة إلى الكمبيوتر ليقوم البرنامج بعمل استجابة كاملة لكل ما يدور في الدماغ.

قراءةُ الأفكار

وفي هذا السياق توصّل علماء الى نوع معيّن من الحواسيب يمكنه قراءة أفكار بعض الأشخاص بشكل فوري، عبر برنامج حاسوب جديد يقوم بترجمة الأفكار بشكل سريع عن طريق إستقبال الإشارات الإلكترونية من الدماغ. وكانت أبرز العوائق التي واجهت العلماء لتحقيق هذا الهدف تكمن في إيجاد حاسوب يستطيع القيام بالمعالجة خلال أجزاء من الثانية. فمثلاً، عندما ينظر الإنسان إلى صورة معيّنة تنتقل الإشارات من العين إلى الدماغ بسرعة هائلة. وللتمكّن من قراءة ذلك بسرعة، قام العلماء بإنشاء نظامَين، واحدٌ لاستقبال الإشارات والآخر يقوم بمعالجتها، ما يمنحها قدرةً عالية على معالجة وترجمة الأفكار في وقت قصير.

مساعدة الأشخاص

إنّ الهدف الرئيسي المعلن عنه في تطوير هذه التكنولوجيا هو لمساعدة بعض الأشخاص الذين يواجهون صعوبات، مثل الأشخاص غير القادرين على التحدّث والمرضى المصابين بالشلل ولا يستطيعون الحركة. يُذكر أنه منذ سنوات عدة، كان العلماء يحققون قفزاتٍ هائلة في مجال ترجمة الأفكار البشرية، وتحديداً منذ عام 2011، حيث كانت بداية الأبحاث من جانب العلماء من أجل ترجمة موجات الدماغ وتحويلها إلى صور متحرّكة، وذلك بعد إخضاع بعض الأشخاص للتجارب أثناء مشاهدتهم أحد الأفلام. وكانت أبرز النقاط المعقّدة التي واجهت العلماء هي قيام الخلايا العصبية بإرسال إشارات مختلفة عندما كان الأشخاص ينظرون إلى مشاهد عدة، وتبيّن أيضاً أنّ الكمبيوتر يحتاج نوعين من إشارات المخّ لفكّ الصور، واحدة لتفسير الحدث، والثانية لتخزين إشارات الخلية التي تظهر عندما يستجيب الدماغ إلى أيِّ حافز.