كتبت جويل رياشي في صحيفة “الأنباء” الكويتية:
على رغم مضي 28 سنة على نهاية الحرب الاهلية اللبنانية (1975 ـ 1990)، لاتزال قضية المفقودين البالغ عددهم قرابة 17 ألف شخص تتفاعل وان بوتيرات مختلفة تبعا لاستحقاقات معينة.
العام الماضي، صار للمفقودين أغنية بصوت شانتال بيطار. وهذه السنة، رفعت عريضة الى مجلس النواب موقعة من 5187 شخصا، تطالب بإقرار قانون للمفقودين، في أولى الجلسات العامة للمجلس الجديد بعد انتخابات 6 مايو المقبل.
الخطوة جاءت نتيجة متابعة من دون كلل للجنة اهالي المفقودين والمخطوفين في الذكرى الـ 43 لاندلاع الحرب الاهلية. وقد واكب اللجنة النائب غسان مخيبر.
ومعلوم ان النظام الداخلي لمجلس النواب اللبناني ينص على حق المواطنين في تقديم عرائض وشكاوى اليه، على نحو يمكنهم من فرض مطالبهم على جدول اعماله.
التحرك لم يقتصر على مجلس النواب، بل شمل ايضا القصر الجمهوري إذ زار وفد من اللجنة برئاسة وداد حلواني القصر الجمهوري حيث استقبلها الرئيس ميشال عون. ووعدها بالتفاهم مع رئيس الحكومة لاتخاذ قرار للمباشرة بجمع العينات البيولوجية من اهالي المفقودين فورا بعد انتهاء الانتخابات، وتحييد قانون إنشاء الهيئة الوطنية للمفقودين عن التجاذبات السياسية والسعي مع رئيس مجلس النواب لادراجه على جدول أعمال أول جلسة تشريعية مقبلة.
كثيرة هي التحركات نحو قضية انسانية سادها الصمت والتسليم بالقدر. الا ان اصرار الاهالي واعضاء اللجنة لايزال يحرك الرأي العام. وجديد هذه السنة، الربط بين المفقودين والانتخابات النيابية، في ضوء ورود اسماء من لم يقم اهاليهم بتسجيلهم موتى لدواع عائلية لها علاقة غالبا بتوزيع الارث، على لوائح الشطب الخاصة بالناخبين.
في كل الدوائر هناك اسماء لمقترعين سيحرمون من حقهم في الادلاء بصوتهم والتعبير عن رأيهم في الاستحقاق النيابي قسرا. هم الذين حرموا اساسا من حقهم في العودة الى ذويهم وفي معرفة مصيرهم، وحتى في اكرامهم بدفن رفاتهم.
وقد شهدت وسائل التواصل الاجتماعي نشر فيديوهات عبر ممثلين ومشاهير، يجسد كل منهم شخصية أحد المفقودين بالاشارة الى مكان اقتراعه واحتساب عمره بعد اختفائه، والتذكير بعدم قدرته على الادلاء بصوته.
لجنة المفقودين تسعى ايضا الى إلزام المرشحين الى الانتخابات بتبني هذه القضية واثارتها في حال وصولهم الى الندوة البرلمانية. وتسعى بقوة وراء انشاء المختبر البيولوجي الخاص بالمفقودين.
كثر يأملون وجود ابنائهم خارج الحدود اللبنانية وتحديدا في السجون السورية، على أمل العودة يوما من بوابة البيت، وليس الى المقبرة.