كتبت “المدن”:
بين الحرب الأهلية في سوريا ومواجهة طهران المتصاعدة مع إسرائيل، كان حزب الله مشغولاً في الآونة الماضية. والآن مع ما ينتشر من أخبار عن العودة التدريجية إلى لبنان، يطرح تحليل مطول لصحيفة “ذا غلوب آند ميل” الكندية تضمن عدداً كبيراً من المقابلات والتساؤلات في شأن ما سيحدث عندما يعود مقاتلو الحزب إلى لبنان من حرب عالمية صغيرة في الشرق الأوسط.
تشير إسرائيل مراراً وتكراراً إلى أنها لن تسمح لإيران بمواصلة بناء بنيتها التحتية العسكرية في سوريا. فالسيناريو الكابوس بالنسبة إلى إسرائيل، وفق الصحيفة، هو رؤية إيران تستغل الحرب الأهلية السورية لبناء قوة شبيهة بحزب الله هناك، بالطريقة نفسها التي استخدمت فيها فوضى حروب لبنان في الثمانينيات لإنشاء النسخة الأصلية. وقد أكد عساف أوريون، وهو عميد إسرائيلي متقاعد، للصحيفة أن أي جهد لمواجهة إيران في سوريا سيشمل على نحو شبه مؤكد حزب الله ولبنان أيضاً.
أعلنت إسرائيل هذا الأسبوع أنها ستلغي خطة إرسال مقاتلات إلى ألاسكا للمشاركة في مناورات مشتركة مع الولايات المتحدة، حيث أنها تحتاج إلى الطائرات الحربية على الجبهة الداخلية. وفي حين يرفض بعض المحللين فرضية الحرب، يقول الخبير الاقتصادي اللبناني كامل وزنة للصحيفة إنه يعتقد أن الخطر حقيقي، فما حدث في الأسبوع الماضي خطير للغاية وتقديره هو أن الحرب بين إسرائيل وإيران ستحدث، وأي سوء حساب من أي جانب سيؤدي إلى نشوب حرب إقليمية في الشرق الأوسط.
في الداخل اللبناني، يواجه الحزب مع بدء عودته التدريجية من سوريا استحقاقاً مهماً يوم 6 أيار لتأكيد قوته الشعبية في الانتخابات البرلمانية اللبنانية. ويقول المرشح في لائحة “معاً نحو التغيير” رياض الأسعد (صور- الزهراني) للصحيفة إن لدى الحزب قاعدة قوية، “لكننا ترشحنا لنثبت أن ليس كل الناس مؤيدون للحزب وحركة أمل”. يضيف: “لن تكون قادراً على محاربة حزب الله ولا يجب محاربة حزب الله. والسؤال هو كيف سندخل حزب الله في الجسد السياسي؟ في هذه الانتخابات يقول الجميع للحزب ليس لدينا مشكلة مع سلاحك، ليس لدينا أي مشاكل مع المقاومة. نحن نقول من الذي سيخلق فرص عمل؟ من سيوصل الكهرباء؟ يعمل المستقلون الآن لإبراز فشل حزب الله في المساعدة على جلب التنمية الاقتصادية إلى البلاد، فلو كان الحزب استخدم نفوذه السياسي للتصدي لهذا الفساد لكان كسب تأييد كثير من اللبنانيين المشككين”.
غير صراع العام 2006، وفق الصحيفة، طريقة عمل حزب الله. فبعد مغازلتهم لفترة وجيزة للإعلام الأجنبي واللبناني، وكسب بعض معارك العلاقات العامة من خلال تسليط الضوء على معاناة المدنيين اللبنانيين في حرب تموز 2006، تحول الحزب مرة أخرى إلى صندوق مغلق أمام الغرباء. وبينما استطاع الصحافيون الأجانب زيارة المكتب الإعلامي قبل الحرب لطلب مقابلات مع كبار قادة حزب الله (باستثناء الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله)، فإن المكتب الإعلامي الجديد موجود إلى حد كبير لجمع بطاقات العمل وجوازات السفر. وتشرح آية، وهي شابة تعمل مع الحزب، عن هذا الموضوع للصحيفة قائلة باختصار “لقد وجدنا أن التعامل مع وسائل الإعلام لا يناسبنا فلقد تسبب لنا بكثير من المشاكل”.
يواجه الحزب مع عودة تركيزه على لبنان استحقاقات دقيقة. فإلى جانب الحرب المحتملة بين إيران وإسرائيل التي قد تصل إلى لبنان، سيضطر الحزب أكثر إلى الانخراط في الحياة السياسية والاقتصادية والتعامل مع قلق الأحزاب المعارضة له. وهذا القلق عبر عنه الوزير السابق وعضو حزب الكتائب سليم الصايغ بقوله للصحيفة: “لا أحد قوي إلا حزب الله. فهو يحتكر السلطة. لقد سمح للأحزاب الأخرى بالتعامل سياسياً في ما يتعلق بقضايا الدولة، لكن كل القضايا المهمة بما فيها الدفاع والأمن والشؤون الخارجية والقانون الانتخابي تخضع لسيطرة حزب الله”.