كتب علي داود في صحيفة “الجمهورية”:
شكّلت زيارةُ قائد القيادة الوسطى في الجيش الأميركي الجنرال جوزف فوتل الى الجنوب محطّ انتقادٍ لحركة «أمل» و«حزب الله».
ورافق فوتيل في زيارته وفد من السفارة الأميركية وممثلون عن قيادة الجيش، ومن هناك توجّه مباشرة الى ثكنة زغيب العسكرية حيث عقد اجتماعاً مع قيادة منطقة الجنوب العسكرية شارك فيه كبار الضباط.
وأشارت مصادر امنية لـ»الجمهورية» أنّ «الزيارة الى بيروت والجنوب تحمل عنواناً واحداً للاطّلاع على الوضع الامني في منطقة جنوب الليطاني ودور اليونيفل وقدرة «حزب الله» وإمكاناته، وأنها تأتي بعدما برز مشروع قانون جديد تقدّم به عضوان في الكونغرس الأميركي تحت اسم «قانون نزع سلاح حزب الله»، يدعو الى إصدار تحقيقٍ إستخباري مفصَّل عن قدرات الحزب العسكرية والمالية والطرق التي يستخدمها لاستلام السلاح والأموال، إضافة الى تقييم عمل اليونيفل في الجنوب».
وأشارت المصادر الى أنّ «زيارته للجنوب اللبناني هي الأولى من نوعها، والتقى فيها قائد منطقة الجنوب العسكرية في الجيش اللبناني، واستمع منه الى شرح مفصَّل حول الوضع في المنطقة الجنوبية المحاذية للمستوطنات الاسرائيلية على ضوء بدء إسرائيل إقامةَ جدارٍ إسمنتي مقابل العديسة وكفركلا والموقف اللبناني منه بعد تشيدها جداراً مقابل الناقورة».
وقالت إنّ «الزيارة على صلة بمشروع القرار الذي يعدّه عضوا الكونغرس الأميركي لنزع سلاح «حزب الله».
وتحدّث عضو كتلة التنمية والتحرير النائب هاني قبيسي عن هدف زيارة فوتل للبنان فقال لـ»الجمهورية»: لقد سمعنا أنّ هناك قراراً أميركياً يُعدّ لنزع سلاح «حزب الله» والمقاومة».
وأضاف: «نحن في حركة «أمل» وفي «حزب الله» واحد في مواجهة كل التحدّيات والتحالف القائم في الانتخابات النيابية هو تحالفٌ لمواجهة كل التحدّيات لحماية وصون لبنان، نحن نواجه الكثير الكثير من الأخطار بعدما انتصرنا وقدّمنا الشهداء، قرارُ نزع السلاح للمقاومين الشرفاء صدر إبان حرب 2006 ولم يستطيعوا تحقيق هذا الأمر في الحرب وبالقوة العسكرية وبتدمير نصف لبنان، الآن يسعون من خلال قرارات سياسية لنزع هذا السلاح وهذا أمر مطلوب منا جميعاً أن نصمد على كافة المجالات إن كان على كل المستويات السياسية والاقتصادية والجهادية النضالية وعلى وحدة الوطن والحفاظ على تماسكه، نحن مدعوّون جميعاً لمواجهة هذه االتحدّيات.
بدوره، قال رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد لـ«الجمهورية»: «أنا لا أتصوّر لبنان من دون خيار وطني مقاوم فهو عودة الى 17 أيار وربما لا يقبل الإسرائيلي الآن بعد السقوط العربي الشروط نفسها التي كان يطرحها في 17 أيار»، معتبراً أنّ «التركيز هو على المقاومة وعلى سلاحها واختصارها بالسلاح».
واعتبر رعد أنهم «يريدون اختصارها بمجرد حملة سلاح، وهذا أوّل بند من بنود المؤامرة على المقاومة، المقاومة ليست سلاحاً يُعمل، بل هي خيار، لا أستطيع أن أصفَ حياةً من دون مقاومة لأنّ الأموات وحدهم هم الذين لا يقاومون، الجسم الحيّ هو الذي يقاوم، أنت مقاوم إذاً أنت موجود، أنت مقاوم إذاً أنت حيّ. ومَن نقاوم، نقاوم العدوّ والفساد والطغيان، نقاوم كل المجالات التي تريد أن تطيح بأمننا وبحرّيتنا وبكرامتنا الوطنية».
وأضاف: «المقاومة بهذا المعنى هي العزّ وهي التعبير عن الوجود الحقيقي وهي التعبير عن الكرامة الوطنية، لا أفهم أنّ إرهابيين تسهّل لهم الطرقات والمطارات والسفارات من دون أنحاء العالم ليأتوا الى سوريا ويفتعلوا أزمةً دامية مدمّرة في سوريا على مدى 7 سنوات، وهؤلاء تدعمهم قوى النفوذ الدولي والإقليمي.
أما الذي يدافع عن أرضه ضد عدوٍّ غازٍ محتلّ يصبح إرهابياً في نظرهم، لا يوجد منطق ولا يوجد معيار للحكم على الاشياء ونحن نعيش للاسف في عالم كما قال سماحة الامام الصدر في عالم تملأه الذئاب».
واعتبر رعد أنّ «الدولة التي يريدون بناءَها يريدون أن لا توجد مقاومة بموازاتها، الدولة إذا اردتها دولة قوية تدافع عن سيادتها واراضيها هذه الدولة لا تعيش عشرَ دقائق إن لم تكن هناك مقاومة ومعادلة جيش وشعب ومقاومة تحمي هذه الدولة، فنحن مع الانماء بما يحفظ استقلالية البلد وليس رهن البلد وقراره السياسي للخارج، وهذا الأمر يجب أن نسير فيه بالموازاة مع الحفاظ على عنصر قوّتنا».
ورأى أن «التنمية تشمل حتى جيشنا اللبناني، والجيش اللبناني نقول نريد تسليحه، نسلحه بالثياب «ودواليب السيارات، واذا «حنوا» علينا يعطوننا «بواريد» لكن من دون صواريخ مضادة للطائرات ولا يعطوننا طائرات لان المطلوب أمن اسرائيل وممنوع لاحد أن يمسه».