IMLebanon

المنشقون عن الأحزاب يشعلون المعارك!

اوضحت أوساط سياسية بارزة تراقب حملات التعبئة الانتخابية إن من بين أسباب تصاعد حدتها ما أدى إلى حوادث وصدامات بين مناصري المتنافسين في بعض الدوائر، هو أن قوى رئيسة تتعاطى بدرجة عالية من التوتر بسبب انشقاقات في صفوفها، أو بترشح رموز كانت تنتمي إليها لكنها انفصلت عنها لسبب سياسي أو تنظيمي أو انتخابي، وصار بعضها مرشحاً على لوائح منافسة بقوة.

وتشير المصادر إياها في حديث لصحيفة “الحياة” إلى هذه الحالات بالقول إن قيادات القوى السياسية التي تخضع لهذا العامل في الانتخابات عديدة، ولا يقتصر الأمر على جهة واحدة. وأبرز الأمثلة التي تسردها هو المتعلق بـ «التيار الوطني الحر» الذي يخوض معارك عبر لوائح «لبنان القوي» التي يدعمها مع «رفاق الأمس» في دوائر عدة أهمها دائرة كسروان – جبيل توزعوا على 3 لوائح (من أصل اللوائح الخمس المتنافسة)، هي:

– لائحة «عنا القرار» التي تضم النائبين يوسف خليل وجيلبرت زوين اللذين تخلى عنهما «التيار الحر» في اختيار مرشحيه عن كسروان. وهما نائبان يتمتعان بدعم جزء محترم من عائلتيهما يمكنهما من جذب أصوات منهما لمصلحتهما تكون خسارة لـ «التيار».

– لائحة «التغيير الأكيد» أي تحالف حزب «القوات اللبنانية» مع عدد من الشخصيات المستقلة منها زياد الحواط. وهي تضم القيادي في «التيار الحر» نعمان جوزيف مراد، الذي استبعدته قيادته عن الترشح على رغم أنه حل أولاً في الانتخابات الداخلية التي أجراها التيار لاختيار مرشحيه. ويحمّل ناشطو «التيار» رئيسه وزير الخارجية جبران باسيل مسؤولية إخراج مراد من دائرة المرشحين وبالتالي اضطراره للانضواء في لائحة منافسة.

– لائحة « التضامن الوطني»، أي ائتلاف «حزب الله» (المرشح حسين زعيتر) والوزير السابق جان لوي قرداحي. وهي تضم القيادي في «التيار الحر» الدكتور بسام الهاشم الذي أعلن استقالته منه لخوض المعركة على هذه اللائحة.

ولم تقتصر خسارة «التيار» أصواتاً من جمهوره على هذه الدائرة وإن كان عدد رفاق الأمس فيها يحسب له حساب، بل امتد إلى غيرها والبارز منها:

– دائرة بيروت الأولى ( الأشرفية، المدور، الرميل والصيفي) حيث تتنافس 5 لوائح. ويخوض القيادي المفصول من «التيار» زياد عبس المسؤول سابقاً عن منطقة الأشرفية، المعركة على لائحة «كلنا وطني» في مواجهة تحالف «التيار» مع حزب «الطاشناق» و «تيار المستقبل».

– لائحة «كلنا وطني» في الشمال الثالثة ( البترون، الكورة، زغرتا وبشري) تضم القيادي السابق في «التيار» أنطوان الخوري حرب، الذي كان من مؤسسي فرع حزبه في قضاء البترون. وتتنافس اللائحة مع 3 لوائح أخرى بينها «الشمال القوي» التي يتزعمها باسيل، فضلاً عن وجود مرشحين لـ «التيار» عن زغرتا والكورة، سيحجب عنهم حرب المقترعين لمصلحته.

وتشير الأوساط المتابعة لبعض ما جرى في دوائر أخرى إلى أن جبل لبنان الثانية (المتن) حيث 5 لوائح متنافسة، ستشهد انفكاك مقترعين من جمهور «التيار» عنه بفعل استبعاد مرشحين من لائحته مثل النائب نبيل نقولا، لأن هؤلاء يناصرون الأخير بغض النظر عن «التيار». وهذه القاعدة تشمل دوائر أخرى جرى فيها التخلي عن ترشيح نواب حاليين أو قياديين في التنظيم. وهذا تكرر في جبل لبنان الرابعة (الشوف – عاليه).

وينطبق الأمر على «تيار المستقبل» وإن بدرجة أقل، حيث يشكل انفصال الوزير السابق أشرف ريفي سياسياً عن «التيار» والحريرية السياسية منذ زهاء سنتين نقطة جذب لمحتجين على سياسة زعيمه رئيس الحكومة سعد الحريري، أكثر ما ظهرت في الانتخابات البلدية في طرابلس حيث هزمت اللائحة المدعومة من الوزير السابق تلك التي أيدها الحريري بالتحالف مع خصمه في الاستحقاق النيابي الرئيس نجيب ميقاتي. وترى أوساط «المستقبل» أن الفورة التي أيدت ريفي عام 2016 في البلدية، تلاشت نظراً إلى أن جمهور «التيار» الذي كان غاضباً على التسويات التي عقدها الحريري عاد فاقتنع قسم كبير منه بأنه أراد وقف التدهور في البلد الذي يصيب الجميع، وأنه لم يغير في الثوابت التي يأخذ عليه ريفي التخلي عنها بدليل تأكيده الدائم مواجهة لوائح «حزب الله» ومحولات إعادة الوصاية السورية. كما أن استبعاد ترشيح النائب كاظم الخير عن منطقة المنية على لائحة «المستقبل» (المستقبل للشمال) أدى بالأخير إلى الانضمام إلى لائحة «العزم» برئاسة ميقاتي، ومعه الأصوات التي تتأثر به عائلياً، فيحجبها بذلك عن «رفاقه» السابقين.

وترصد هذه الأوساط أسباب التوتر عند «حزب الله» في وقت غلب الظن بأن السبب هو اعتبار قيادته أن تجرؤ مرشحين شيعة (ومعهم سنة وكاثوليك وموارنة) في البقاع الثالثة (بعلبك الهرمل) على منافسته في 4 لوائح ضد لائحة «الثنائي الشيعي» (الأمل والوفاء) يأكل من هيبته. لكن هذه الأوساط تدعو إلى عدم التقليل من وجود مرشح هو خضر طليس على لائحة ائتلاف النائب السابق يحي شمص والمستقلين و»المستقبل» والقوات اللبنانية» (الكرامة والإنماء). فطليس من الحلقة الضيقة لمؤسسي الحزب الذين انفصلوا عنه ولديه قدر من الاحترام في رعيل المحازبين الأول، ويدعم ترشحه الأمين العام السابق للحزب الشيخ صبحي الطفيلي.

ودعا الطفيلي أمس، في تصريح إلى وكالة «الأنباء المركزية» إلى رفد لائحة «الكرامة والإنماء» بالأصوات لإيصال «منافس شيعي» للائحة «الأمل والوفاء» المدعومة من «حزب الله» و «حركة أمل»، معتبراً أن هذا «واجب» لخدمة المنطقة.

كما أن منشق عن الحزب منذ سنوات رامي عليق ينضوي في لائحة «شبعنا حكي» التي تنافس لائحة «الثنائي» (الأمل والوفاء) من بين 6 لوائح في دائرة الجنوب الثالثة.

أقل الأحزاب التي ينطبق عليها الخسائر والخروق المحتملة في دوائر معينة، هو «القوات اللبنانية» على رغم وجود مرشحين أو أكثر ممن كانوا ينتمون إليه في بعض الدوائر. إلا أن هؤلاء انفصلوا عنها منذ أكثر من 15 سنة ومعظمهم بات محسوباً إما على «التيار الحر» أو على جهات أخرى حتى في الدورتين النيابيتين السابقتين (2005 و2009).