كتبت صحيفة “العرب” اللندنية: توافد الآلاف من اللبنانيين في دول الخليج ومصر الجمعة للتصويت في الانتخابات النيابية التي تُجرى وفق قانون جديد قائم على النسبية مع الصوت التفضيلي.
وتعتبر هذه التجربة جديدة على لبنان واللبنانيين لا سيما المغتربين في الخارج حيث أنه للمرة الأولى يمنحون فيها الحق في التصويت بأماكن إقامتهم.
وأكد وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق خلال متابعته للاستحقاق عبر شاشات من وزارة الخارجية “اقتراع المغتربين تجربة حديثة ولم أتلقَّ أي شكوى ولا أخطاء أساسية حتى الآن في هذه العملية”.
من جهته قال وزير الخارجية جبران باسيل “فخور أن أشهد على الشاشة اقتراع أوّل لبناني في الخارج في تاريخ الجمهورية اللبنانية، هذه بداية مسار لن يتوقّف إلّا بعودة اللبنانيين إلى لبنانيّتهم”.
ويعتبر اقتراع المغتربين نصرا للتيارات السياسية المسيحية التي لطالما طالبت بهذا الحق للتعويض عن التراجع في عدد المقترعين المسيحيين داخل لبنان، بسبب تراجع الحجم الديموغرافي المسيحي في هذا البلد.
وأوضح باسيل أنّ “تجربة الانتخابات جديدة علينا كوزارة خارجية، والموظفون بتصرف وزارة الداخلية وينفذون ما هو مطلوب منهم”، مشيرا إلى أنّ “الدولة اللبنانية تعاقدت مع شركة ‘دي.اش.أل’ لنقل صناديق الاقتراع إلى لبنان وكلّ ظرف سيكون مختوما بالشمع الأحمر والصندوق سيكون مقفلا، والعفاريت فقط قادرة على الوصول إليها”.
وكان نائب الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم قال إن الحزب وافق على اقتراع المغتربين “مسايرة للحلفاء من أجل أن لا يقال بأننا نحتكر القوانين بحسب مصالحنا المباشرة”، بما يعكس عدم ارتياح الحزب لهذا الخيار الذي قد يتيح لتيارات معارضة للحزب بنيل حصة وازنة من اقتراع الخارج.
وقد انطلقت الجمعة المرحلة الأولى من عملية تصويت اللبنانيين في الخارج، وتشمل 6 دول عربية. وفتحت صناديق الاقتراع الساعة السادسة في الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عُمان والساعة السابعة في الكويت والسعودية وقطر والساعة الثامنة في مصر، على أن تغلق عند الساعة التاسعة مساء.
وتجدر الإشارة إلى أن المرحلة الثانية من الانتخابات في الخارج ستُجرى الأحد المقبل وتشمل 33 دولة بالإضافة إلى جزيرة غوادلوب.
وستبدأ عملية الاقتراع منتصف ليل السبت الأحد بتوقيت بيروت انطلاقا من الساحل الشرقي لأستراليا على أن يختتم التصويت في تمام الساعة الثامنة صباح الاثنين بتوقيت لبنان، بعد إقفال صناديق الاقتراع في تمام الساعة العاشرة ليلا بتوقيت الساحل الغربي للولايات المتحدة الأميركية.
وبلغ عدد المقترعين اللبنانيين في الإمارات العربية المتحدة حتى الساعات الأخيرة 2400 مقترعا من أصل 5144 مسجلين، فيما كان نسب التصويت في مصر منخفضة (46 مقترعا).
وذكرت معلومات أن بعض المشاكل التقنية ظهرت بعد اكتشاف بعض الناخبين أنه لم يتم إدراج أسمائهم على لوائح الشطب. ومع ذلك نفت مصادر قنصلية لبنانية في الإمارات وجود أيّ مشاكل من هذا النوع، وأن الأمر يتمّ في الإمارات بصفته عيدا لبنانيا يسمح باحترام الصوت المغترب في العالم، خصوصا أن لبنانيي الخارج، لا سيما في دول الخليج، شديدو التواصل والتماس مع بلدهم، كما أن مشاركتهم في الاقتراع ستمثّل ضغوطا على الطبقة السياسية اللبنانية لأخذ مصالحهم بعين الاعتبار في أي مواقف وتصريحات يتخذونها حيال الدول الخليجية مستقبلا.
وكانت مواقف حزب الله وأمينه العام ضد دول الخليج سببت قلقا شديدا للجاليات اللبنانية في المنطقة على مستقبل وجودهم في الخليج كما مصالحهم داخل بلدان المنطقة. واستند هذا القلق على إجراءات سبق لدول خليجية أن اتخذتها ضد بعض اللبنانيين المقيمين وقضى بإبعادهم بسبب تورطهم في أنشطة على علاقة بحزب الله.
وأوضح القنصل أنّ تنظيم عملية الاقتراع جيد، مبيّنا أنّها تنقل مباشرة عبر كاميرات موصولة إلى وزارة الخارجية في بيروت. وقال سفير لبنان في الكويت إن “عملية الاقتراع جيّدة وهناك حماسة للناخبين ونتواصل مع كل الأطياف كلبنانيين”.
وبلغ عدد المقترعين اللبنانيين في الكويت قبل قليل 925 مقترعا من أصل 1878، علما أنّ عاصفة رملية قوية ضربت الكويت مساء الخميس وأطاحت بكلّ التدابير التي اتُخذت لمواكبة الانتخابات النيابية.
وكانت الكويت قد ألقت القبض عام 2015 على مجموعة من الأشخاص يعملون لصالح حزب الله كانوا ينشطون داخل ما عرف بأنه “خلية العبدلي”، فيما تمّ القبض العام الماضي على 12 مطلوبا في إطار هذه القضية. ودفع الأمر رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة سعد الحريري إلى التدخل لدى السلطات الكويتية لتجنيب الجالية اللبنانية أي تبعات لهذه القضية.
من جهته أكد سفير لبنان لدى الدوحة حسن نجم أن سفارته تملك طاقما كبيرا، منوّها بقدرتهم على خوض هذه العملية الانتخابية لأول مرة في تاريخ لبنان.
ولفت نجم إلى أن هناك 1800 ناخب مسجلين على اللوائح علما أن عدد المغتربين في قطر، يبلغ نحو 23 ألف لبناني.
ورداً على سؤال عن إمكانية الطعن بانتخابات المغتربين، قال وزير الخارجية اللبناني إن “بعض الأفرقاء يريدون إفشال هذه الصورة الانتخابية الجميلة”. وفي وقت سابق لمّح رئيس حزب القوات سمير جعجع إلى وجود ثغرة في عملية التصويت قد تفتح الباب أمام الطعن فيها. مشددا في الآن ذاته على أنه “رغم السيئات التي يمر بها لبنان إلا أن مشهد الانتخابات يعيد الأمل إلينا.