سدد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ومعه وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل هدفا ثمينا جدا في مرمى المشككين في قدرة لبنان على إنجاز استحقاق انتخاب المنتشرين للمرة الأولى في تاريخ لبنان.
وغداة اتمام المرحلة الأولى من هذا “التحدي” أمس، حيث أتيح للبنانيين المقيمين في الدول العربية التعبير عن رأيهم في المجريات السياسية في بلدهم الأم، تتجه الأنظار غدا إلى الدول الغربية التي سيتمكن اللبنانيون المقيمون على أراضيها من الادلاء بأصواتهم في صناديق الاقتراع الموزعة على السفارات والقنصليات اللبنانية في عدد من عواصم العالم.
وفي هذا الإطار، تفتح منتصف ليل اليوم السبت – الأحد بتوقيت بيروت صناديق الإقتراع في 33 دولة تضم 200 قلم إقتراع، إنطلاقاً من الساحل الشرقي لأستراليا.
وتواكب وزارة الخارجية والمغتربين عملية الإنتخاب طيلة ساعات التصويت من مختلف أقلام الإقتراع من خلال غرفة العمليات التي جهزتها خصيصا لهذا الغرض، علما ان التصويت ينتهي الثامنة من صباح يوم الاثنين المقبل بتوقيت بيروت في الساحل الغربي للولايات المتحدة الأميركية.
وفي السياق نفسه، أفادت مصادر مطلعة مقيمة في باريس بأنه في إطار الاستعدادات الفرنسية ليوم الاقتراع، خصصت لكل مركز اقتراع إدارة محددة”، مشيرة إلى أن “في باريس وضاحيتها 6 مراكز اقتراع كل منها مخصص لدائرة محددة من قانون الانتخاب. أما في سائر مراكز الاقتراع الموزعة على مختلف الأراضي الفرنسية، ينتخب المقترعون أيا كان قيدهم في لبنان”.
وأشارت المصادر إلى أن “صناديق الاقتراع وضعت في مدن كأميان Amiens في شمال باريس التي يقترع فيها 198 ناخبا. أما في بوردو، فـ 154 ناخبا، في وقت تسجل للاقتراع في ليل، 189 ناخبا. وفي ما يخص مدينة ليون، تسجل 694 ناخبا وفي مارساي 419 ناخبا، وفي مونبيلييه 143 ناخبا، وهي أعداد غير كبيرة نسبيا، لكنها مهمة نظرا إلى أن هذه هي المرة الأولى التي تتاح فيها للمنتشرين فرصة الاقتراع في دول الاغتراب.”
أما في ما يخص التوجهات السياسية للمغتربين الذين سيشاركون في العملية الانتخابية غدا، أوضحت المصادر أن “في الدرجة الأولى من المتوقع أن يدعم الناخبون لوائح التيار الوطني الحر وتيار المستقبل. غير أن أهم ما في انتخاب المغتربين يكمن في أن عددا منهم لا يلتزمون بالتعليمات الحزبية، نظرا إلى غياب النشاطات ذات الطابع الحزبي النافر.
وكما في فرنسا، كذلك في الولايات المتحدة، حيث يستعد المنتشرون اللبنانيون للمشاركة في العملية الانتخابية. وفي السياق، أشارت معلومات صحافية إلى أن حوالي 10 آلاف لبناني من المفترض أن يدلوا بأصواتهم غدا، علما أن مشاركتهم مهمة لأن معظمهم يتحدرون من أقضية دائرة الشمال الثالثة (زغرتا- بشري- الكورة- البترون) التي يعتبر كثيرون أن المنازلات فيها سترسم أولى ملامح معركة الاستحقاق الرئاسي المقبل.
وتفيد المعلومات أيضا بأن القوات اللبنانية تتمتع بحضور مهم في أوساط لبنانيي الولايات المتحدة الذين حافظوا على انتمائهم الحزبي، في وقت عملت القيادة القواتية على تنظيم صفوف أنصارها في المغتربات. بدوره، يسجل التيار الوطني الحر شعبية لافتة في أوساط المنتشرين، بما يفسر تركيز رئيسه الوزير جبران باسيل في جولاته الاغترابية على القاعدة العونية في الولايات المتحدة.
ومن المتوقع أن تسجل نسبة اقتراع مرتفعة في بوسطن ومدينة ايستن في بنسلفينيا، فيما يقترع لبنانيو واشنطن في أحد فنادق العاصمة الأميركية. أما في لوس أنجلس، فتستضيف القنصلية اللبنانية الحدث الانتخابي اللبناني، بينما تفتح بعض الكنائس أبوابها أمام الراغبين في الاقتراع في عدد من الولايات.
كذلك، تستعد البرازيل التي تعد أحد أكبر خزانات الاغتراب اللبناني التاريخية للحدث الانتخابي الأول من نوعه للجالية اللبنانية. وفي هذا السياق، علم أن عدد اللبنانيين الذين سجلوا أسماءهم للاقتراع لأول مرة بلغ ما يقارب الـ 2107، علما أن النسبة الأكبر منهم في مدينة ساو باولو. ذلك أن فيها 1800 شخص مسجلين، إضافة إلى منطقة ايغواسو التي فيها 370 شخصا مسجلين. أما في العاصمة برازيليا، تسجل 256 شخصا. مع الاشارة إلى أن العاصمة تحتضن مركز اقتراع واحدا، مقابل 4 أقلام اقتراع في ساو باولو وقلم واحد في اغواسو.
وقد أكد السفير اللبناني في البرازيل أن الاستعدادات لليوم الانتخابي اكتملت في البرازيل، مشيرا إلى أن “بعض جوازات السفر الجديدة لم تصل في موعدها، إضافة إلى عراقيل مرتبطة بسبل الانتقال من مدينة إلى أخرى، بما من شأنه أن يؤثر سلبا على نسبة الاقتراع.”