أكد العلامة السيد علي الأمين شجبه واستنكاره وإدانته لكل قمع واعتداء على الحريات سواء صدر من ««حزب الله» أو من غيره، وبغض النظر عن رأينا في المعارضة والمعارضين ورؤيتهم وطريقة أدائهم، فإننا نعتبر أن ما جرى مع المرشح للانتخابات النيابية الصحافي علي الأمين هو رسالة تحذير من حزب الله إلى المرشحين المعارضين لسياسته وإلى كل من تسول له نفسه من الناخبين أن ينتخب المعارضين له ولحلفائه الذين يشركهم معه في لوائحه الانتخابية من الذين يستخدمهم غطاء لمشروعه الثقافي والسياسي المرتبط بالرؤية الإيرانية ويتقاسم معهم المناصب والهيمنة خصوصا على الطائفة الشيعية.
ولفت الأمين في حديث لصحيفة «الأنباء» الكويتية، الى ان المتتبع للأحداث التي تجري على الساحة اللبنانية، يدرك أن هيمنة السلاح الخارج عن سلطة الدولة والذي خرج عليها وأسقط هيبتها في 7 ايار 2008 لا تزال قائمة، فالدولة اللبنانية بمجلسها النيابي والحكومات المتعاقبة، أعلنت النأي بالنفس عن صراعات المنطقة ولم تستطع أن تمنع حزب الله من التدخل في القتال على الأراضي السورية وغيرها، خصوصا انه شريك أساسي وفاعل في تلك الحكومات والمجلس النيابي، ولا شك بأن هذا العجز ينسحب على أداء الدولة وأجهزتها في الداخل، خصوصا إذا كان من وقع عليه الحيف معارضا لسلطة الحزب والثنائية الشيعية، كما جرى معنا في أحداث السابع من ايار عندما اعترضنا على خروجهما المسلح على الدولة باجتياحهما للعاصمة بيروت وقتلهم للعشرات فيها، وقد أبعدنا في تلك الفترة من جنوب لبنان بقوة السلاح الحزبي بمرأى ومسمع من الدولة وأجهزتها، واستولت المجموعات الحزبية المسلحة على مقر الإفتاء الجعفري الذي كنت أشغله في مدينة صور بما فيه من محتويات، ولم نتمكن من العودة إلى الجنوب حتى اليوم بسبب هيمنة الثنائي الشيعي عليه، كما لم نتمكن من استرجاع مكتبتنا وسائر المحتويات الخاصة رغم وجود الشكوى والدعوى القضائية منذ عشر سنوات.
وأضاف الأمين معتبرا بيان الاستنكار الصادر عن حزب الله غير كاف، وأردف قائلا: «الثنائية الشيعية من حزب الله وحركة أمل لها صفة تمثيل سياسي للطائفة الشيعية في النظام اللبناني، وليس لها صفة التمثيل للمذهب الشيعي على المستوى الفقهي والروحي، والأحزاب السياسية مهما تبلغ من القوة، لا تختزل في السياسة مذهبا دينيا ولا رأي طائفة بأكملها، فأي حزب يأخذ مجموعات من طائفة معينة، وليس هناك حزب بحجم طائفة او مذهب، وعلى سبيل المثال فإن حزب الإخوان المسلمين في مصر كان من أكبر الأحزاب فيها بل في العالم الإسلامي، ولكنه لم يختزل المذهب السني ولا الرؤية السياسية لطوائفه داخل مصر وخارجها، وفي إيران خرج الملايين من الشيعة رافضين نظام ولاية الفقيه وإن تم قمعهم من قبل السلطات الإيرانية، والطائفة الشيعية في لبنان لم تخرج عن تطلعات سائر الطوائف اللبنانية في الوطن الواحد المنتمي إلى محيطه العربي وإلى العيش المشترك فيه وإلى مرجعية الدولة الواحدة والوحيدة، ولكن السبب الذي جعل الثنائية الشيعية تهيمن على الطائفة الشيعية وتبدو كالممثل الوحيد لها في الرؤية السياسية والثقافية اللتين يتبناهما حزب الله بتوجيه من النظام الإيراني مضافا إلى امتلاكها للسلاح غير الشرعي، هو انتزاع وكالة حصرية بها من الدولة اللبنانية لإدارة شؤون الطائفة الشيعية، فانحصرت كل حقوق ابناء الطائفة وخدماتهم بالثنائية الشيعية، مضافا الى عجز الدولة عن حماية الرأي المعارض لتلك الثنائية.