كتب يوسف دياب في صحيفة “الشرق الأوسط”:
تنطلق اليوم المرحلة الثانية من انتخابات المغتربين اللبنانيين في الخارج، وتشمل المنتشرين في الولايات المتحدة الأميركية، وأستراليا، وكندا، وأوروبا، ودول أفريقيا، بعد جولة أولى صوّت فيها اللبنانيون في دول الخليج العربي، ومصر.
مشاركة المغتربين في الانتخابات لأول مرّة في أماكن إقامتهم، صنفتها وزارة الداخلية بمثابة الإنجاز للدولة، واعتبرت مصادر الوزارة لـ«الشرق الأوسط»، أن «تجربة الانتخاب في الدول العربية كانت ناجحة بكل المقاييس». وشددت على أن الوزارة بكل أجهزتها وإداراتها «واكبت العملية لحظة بلحظة، وكانت حريصة كما وزارة الخارجية على نجاحها، ونجاح المرحلة الثانية التي تبدأ غداً (اليوم)».
إيجابية انتخابات الخارج قد ينغّصها خلل قانوني، على حدّ تقدير الباحث في الشركة «الدولية للمعلومات» والخبير الانتخابي محمد شمس الدين، الذي حذّر من أن «انتخاب المغتربين لا يرتكز إلى أساس قانوني؛ لأن قانون الانتخاب الحالي نصّ على أن ينتخب المغتربون في الدورة المقبلة (2022)، ويكون لهم ستة نواب يمثلون الاغتراب»، مشيراً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «الانتخاب في الخارج يجري الآن على أساس القانون السابق، الذي ألغاه القانون الحالي». ورأى أن «أي مرشح قد يخسر بفارق 500 صوت اكتسبها منافسه من أصوات المغتربين، يمكنه أن يتقدّم بطعن ويبطل انتخابه».
وشدد شمس الدين على أن «عدد المغتربين المسجلين في الخارج للاقتراع لا يتعدى الـ10 في المائة من عدد الناخبين، وإذا صوّت نصفهم فهذا لن يغيّر شيئاً في الواقع»، لكنه لفت إلى أنها «تجربة أولية مقبولة، غير أنها لا تمثل نقطة تحوّل في مسار الانتخابات، ومن يصوّرها إنجازاً كبيراً يكون مبالغاً»، لافتاً إلى أن «الفارق الوحيد الذي قد تحدثه انتخابات المغتربين، تكمن في دائرة الشمال الثالثة (زغرتا ــ بشري ــ الكورة ــ البترون)، حيث هناك 12000 ناخب مسجلون في الخارج، وتصويتهم قد يحدث فارقاً في الدائرة المذكورة لهذا الفريق السياسي أو ذاك».
وكان الاقتراع سجّل إقبالاً قوياً في دول الخليج، وبلغت نسبة المقترعين في المملكة العربية السعودية 62.4 في المائة، الإمارات العربية المتحدة 62.8 في المائة، سلطنة عمان 74.66 في المائة، قطر 76 في المائة، الكويت 69 في المائة، وأدناها كان في مصر بنسبة 51 في المائة. ولفت الخبير الانتخابي محمد شمس الدين إلى أن هذه النسبة «قد لا تنسحب على الانتخابات المقررة اليوم في 34 دولة غربية وأفريقية، بسبب المسافات الشاسعة التي تفصل بين مكان إقامة المسجلين ومراكز الاقتراع، ومشقة الانتقال بين هذه المناطق».
إلى ذلك، أبدت مصادر قوى «14 آذار» ارتياحها لهذا الإقبال الشديد، وأوضحت لـ«الشرق الأوسط»، أنه «يؤشر إلى أهمية التكامل بين الانتشار والداخل». وقالت: «التجربة الأولية في انتخابات الجمعة (أول من أمس)، أظهرت مدى اهتمام مناصري القوى السيادية بهذا الاستحقاق، الذي يثبت أن المغترب هو شريك حقيقي في صناعة القرار، وليس مجرّد ممول مهمته تحويل الأموال فقط».
وأشار رئيس جهاز الإعلام والتواصل في حزب «القوات اللبنانية» شارل جبور، لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن «إقبال مناصري الحزب على الاقتراع، يؤكد أن القوات لا تجري استحقاقاتها بعفوية، بل بتنظيم قوي؛ لأننا نعطي الانتخابات حقها». وقال جبور «لدينا ثقل انتخابي كبير في دول الخليج، وكذلك في أستراليا، وأميركا، وكندا، وأوروبا، لكن النتيجة تبقى رهن صناديق الاقتراع، ولا نحكم عليها مسبقاً».