أشار النائب غازي العريضي إلى أن “حصل ما حصل، قمنا بواجب، دافعنا عن انفسنا وكرامتنا وارضنا ووحدتنا وقاتلنا، لكننا وأقول لكم، اننا في أصعب الظروف حينما كانت القذائف تنهمر علينا ذهبت الى المختارة ووجدت وليد جنبلاط يقول لا يريد حربا في الجبل، لا يريد خرابا في الجبل إذا كان البعض لا يدرك معنى هذه المسألة، نحن أهل المنطقة والتاريخ ونعرف تاريخ لبنان وميزان لبنان، فإذا أصيب الجبل أصيب لبنان. وإذا انكسر الجبل انكسر لبنان، واذا كانت الفتنة بالجبل كانت في كل لبنان”.
وأضاف في لقاء سياسي “أما الحرية، فنحن الحزب الذي قاد كل النضالات والتحركات الشعبية من أجل ان يبقى لبنان حرا ومن أجل ان تبقى الحرية أساس هذا الوطن والكيان المميز، في هذه المنطقة المحكومة بأنظمة كلية وأنظمة ظلم وقهر واستبداد، ولم يكن لنا الا محطات ناصعة دفاعا عن حريات الأفراد وحرصا على التنوع والخلاف بالرأي بين القوى السياسية”.
وأوضح “في هذه المرحلة بالذات نحن نتطلع الى لبنان، ونخشى الانزلاق ببعض ممارسات السلطة واجهزتها، خصوصا في فترة الانتخابات، نحو مزيد من تقييد الحرية واستهداف الإعلام واصحاب الرأي لانهم ينتقدون أو يكشفون حقائق أو يقدمون معلومات تعبر عن حقيقة قائمة في البلاد، بدلا من ان يستمعوا الى آراء الناس، ويذهبوا لمعالجة ما يشعر به الناس من مظاهر ومخاوف وقلق من حاجات ومطالب، فيذهبون الى محاسبة إعلامي أو سياسي بشكل استنسابي، فاذا خرج منهم من يكذب ويدعي على الآخر، يحظى منهم بكل الرعاية والحماية وهذا لا يعبر عن رئاسة قوية وحكم قوي ورئيس قوي وشخص نريد فعلا ان يكون حامي الحريات كما كان ينادي دائما. فما يحصل بالبلاد إساءة الى كل ما كانوا يقولونه وهم يسيؤون اليوم الى انفسهم بممارسة السلطة”.
واشار الى “ان أخطر ما يقلقني انهم بما يفعلونه يسقطون فكرة الدولة وثمة فرق بين كيان ونظام ودولة، فالدولة مؤسسات تحمل هموم الناس، ونشعر اليوم بأن فكرة الدولة تموت، وليس فقط المؤسسات، والسبب ان ثمة استقواء واستخدام للمؤسسات مما ينسجم مع مصالح فريق معين، على مدى سنوات من الزمن، أقلقوا البلاد بالحديث عن الفساد، وأصدروا الكتب وقالوا المطولات بالفاسدين وذهبوا الى طريقتهم المعهودة. يريدون نبش قبور الشهداء الكبار تحت عنوان “محاكمة الفاسدين”، ومنذ وصلوا الى السلطة، وهم يتحدثون عن الفساد ولا يفعلون شيئا، وما كانوا يقولونه عن الفاسد بلعوه وأخفوه، والسبب ان هناك شراكة الآن في اتفاق اسميه اتفاق المصالح، وليس تسوية سياسية انتجت هذا العهد، هو اتفاق مصالح ترجم سكوتا وصمتا وتراجعا عن كل ما كانوا يقولونه”.
وأردف: “لأننا نقود الإنتخابات ليس بخطاب الغرائز، انما نؤسس لمرحلة ما بعد الإنتخابات في الحديث عن الدولة والتناقض بالمواقف. أول من أمس، وافقوا في مجلس الوزراء على رفض استئجار البواخر، وقبلوا بإنشاء معامل على الأرض، لماذا اعترضوا واصروا على البواخر حتى ذهب الكثيرون الى الحديث عن احزاب البواخر ورجال البواخر وسماسرة البواخر، وفجأة تراجعوا عن هذه المسألة، بعد ان اضعنا سنة ونيفا والبلاد تغرق في الظلام والسرقة والاتفاقات والخلافات مع دوائر المناقصات داخل الحكومة. وحتى بعد باريس 4 الذي راهنوا عليه، دخلوا مجلس الوزراء واختلفوا بعد ساعات من المؤتمر بينما كان العالم يتطلع الينا، فلماذا فعلوا ذلك؟ من يحاسبهم؟ وهم كانوا يقولون نحن طرحنا الخطة، لكننا كنا دائما نواجه بالتعطيل، ولكن من كان يعطل؟”.
وقال: “بالأمس جاؤوا من بروكسل مختلفين، منهم من رفع الصوت، ومنهم من سكت والخلاف واضح وليس جديدا، لكن ايضا اتفاق المصالح جعل البعض يسكت ويصمت لان ثمة خلافا قائما في البلد حول مسألة النازحين، وهناك اصرار من البعض على التعاطي مع القضية بعنصرية. الإخوة السوريون لم يغادروا بلادهم بقرار ذاتي وفي ظل حياة فيها الامن والاستقرار والعمل والمدارس والجامعات. ذهبوا الى لبنان والعالم لان هناك ظلما وقهرا يمارس عليهم، وثمة ارهاب من قبل من اصر منذ بداية الطريق على ألا يكون هناك معارضة او شعب له حقوق”.
وتابع :”اما الانتخابات، كلام كثير يقال اليوم، سمي قانون الانتخابات خبيثا من قبل من؟ من قبل الذين اندفعوا اليه، واختلفوا معنا عندما اعترضنا عليه، والذين صنعوه يقولون اجبرنا عليه. هذا القانون صنيع عقد اتفاق المصالح، هناك نزاع قوي في اتفاق المصالح جعل البعض يفرض القانون الذي توهم انه يحميه. اصبحنا امام خطاب طائفي ومذهبي، مذابح على اللوائح والصوت التفضيلي بين الشركاء وابناء البيت الواحد في كل لبنان”.
وقال العريضي: “أما في هذه المنطقة، فلم نضيع الاتجاه اثناء طرح القانون، كنا نعرف ان هدف وليد جنبلاط هو الجبل، والبعض لم يتردد في قولها. سرنا بانفتاح وقناعة وقوة وإخلاص ليظل الاتفاق بين بعضنا البعض قائما. ليس للجبل مصلحة لأي انقسام جديد. حاولنا مع الجميع، لكن بعضهم رفض. قلنا فلتكن انتخابات ديمقراطية، وليكن التنافس ديمقراطيا، تحت سقف القانون، وبدون مشاكل. لكن البعض يريد المشاكل، ويقولون ان المصالحة لم تتم والعودة لم تتم، ثم يقولون لا نريد المصالحة لاننا لم نختلف مع أحد. فإذا كنتم تريدون المصالحة، نحن عقدناها لمصلحة الجبل مع شركاء أساسيين لطي صفحة الحرب في هذه المنطقة تأكيدا لنية ورؤية وليد جنبلاط. عقدت المصالحة مع البطريرك الكبير والجديد باركها ونحن ننعم بحياة هادئة مع شركائنا”.
وشدد على انه “ولى زمن الفتن بالجبل ما دمنا موجودين وسنبقى موجودين ومعنا شركاء يتصرفون بصدق وأمانة ويعملون بمنطق الشراكة لأجل كل الجبل أيضا. لن يكون هنالك فتنة بالبيت الصغير حيث كان الكثيرون يهددون عندما يواجهون مشكلة مع وليد جنبلاط، ويقولون دائما نحن نعرف كيف نؤلم هذا الرجل عندما نمسكه باليد التي تؤلمه. نقول لهم ان رب البيت حريص على بيته ولا يريد فتنة فيه”.